1502548
1502548
العرب والعالم

المتظاهرون المناهضون للعنصرية في الولايات المتحدة يطالبون بالمساواة ويهتفون «كفى»

29 أغسطس 2020
29 أغسطس 2020

ترامب وبايدن يستأنفان حملتيهما الانتخابية الرئاسية بعد مؤتمري حزبيهما -

مانشستر (الولايات المتحدة)-(أ ف ب) - تظاهر عشرات الآلاف من الأشخاص مساء الجمعة في واشنطن احتجاجا على العنصرية، للمطالبة بإصلاحات عميقة تحقق المساواة وبإنهاء أعمال عنف الشرطة ضد الأقلية السوداء في الولايات المتحدة، مرددين هتاف «كفى».

وفي ذكرى مرور 57 عاما على خطاب زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ «لدي حلم» في 28 أغسطس 1963، تجمع هؤلاء المتظاهرون تحت شعار «ارفعوا ركبتكم عن رقابنا»، في إشارة إلى وفاة جورج لويد الأمريكي الإفريقي اختناقا عند توقيفه تحت ركبة شرطي. وتحدثت يولانشدا كينغ (12 عاما) حفيدة مارتن لوثر كينغ أمام المتظاهرين عن «المساواة الحقيقية». وقالت بحماس: «نحن الجيل الذي سيفكك العنصرية الممنهجة نهائيا». وبتأثر شديد، شكر فيلونيز شقيق جورج لويد، المتظاهرين على تعبئتهم. وقال باكيا «كنت أتمنى أن يكون جورج معنا هنا اليوم ليراكم»، قبل أن يضيف بتفاؤل أن «التغيير يحدث لأننا نطالب به».

«نظامان»

لكن آخرين عبروا عن شعور ببعض المرارة. وقال أحد منظمي التظاهرة القس آل شاربتن أمام نصب ابراهام لينكولن الذي ألغى العبودية قبل قرن ونصف القرن، «تعبنا من الوعود التي لا تنفذ».

وفي الحشد المتنوع جدا، عبر دون مارلايل الرجل الخمسيني الأسود عن الشعور نفسه بالإحباط. وقال لوكالة فرانس برس: «ننتظر المساواة منذ 300 سنة». وأضاف «تقنيا، شيدنا هذا البلد وما زلنا نعامل بطريقة جائرة».

وهتف والد جايكوب بليك الذي أصيب بجروح خطيرة في شمال البلاد الأحد «لا عدالة لا سلام»، بينما لم يتم توقيف الشرطي الذي أطلق عليه الرصاص ولا اتهامه حتى الآن.

من جهتها، قالت ليتيترا ويدمان شقيقة بليك «أمريكا السوداء احملك المسؤولية»، مؤكدة أنه «يجب عليكم أن تنهضوا وتقاتلوا لكن بدون عنف أو فوضى».

وعبر أقرباؤه عن استيائهم لأن رب العائلة البالغ من العمر 29 عاما وفقد القدرة على المشي، بقي مكبلا بسريره في المستشفى حتى الجمعة. وقال جايكوب بليك الأب «هناك نظامان قضائيان في الولايات المتحدة واحد للبيض وواحد للسود».

وهذه المأساة أدت إلى تظاهرات تخللتها أعمال عنف لثلاث ليال في مدينة كينوشا حيث قتل شخصان برصاص أطلقه شاب في السابعة عشرة من عمره على ما يبدو من بندقية هجومية بعدما انضم إلى مجموعات مسلحة لحماية المحلات التجارية.

كما أجج إطلاق النار على جاكوب بليك حركة احتجاجية غير مسبوقة في عالم الرياضة.

«رصاص»

أشاد الخطباء في التظاهرة بالرياضيين وعبروا عن غضبهم من الرئيس دونالد ترامب الذي يشدد منذ أسابيع على أعمال العنف على هامش التظاهرات بدون أن يذكر شيئا عن مطالب الأمريكيين الأفارقة.

وقال القس شاربتن إن «كل العائلات دانت عمليات النهب لكننا لم نسمع إدانة للرصاص الذي يتم إطلاقه».

وأضاف «نحتاج إلى حوار حول العنصرية، حول تعصبكم الأعمى، حول كراهيتكم وكيف تضعون ركبتكم على رقابنا بينما نستغيث من أجل حياتنا».

أما تريسي وليامز وهي عسكرية متقاعدة سوداء جاءت مع عائلتها للتظاهر فقالت «لسنا في أمان اليوم بوجوده (ترامب) في السلطة».

وفي تعبير عن موقف سياسي، دعا الخطباء المتظاهرين أيضا إلى التصويت بكثافة في انتخابات الثالث من نوفمبر.

وقال نجل مارتن لوثر كينغ الذي كان في سنته العاشرة عندما اغتيل والده «يجب أن نسير إلى صناديق الاقتراع للدفاع عن الحريات التي قاتلت الأجيال السابقة من أجلها بقوة».

وفي تسجيل فيديو، وجهت كامالا هاريس المرشحة لمنصب نائب الرئيس مع الديمقراطي جو بايدن منافس ترامب في الانتخابات، رسالة إلى المتظاهرين. وقالت: «لدينا فرصة لنترك بصمة في التاريخ، هنا والآن».

استئناف الحملات الانتخابية الرئاسية

من جهة أخرى، بدون أن يضيع وقتا، استأنف دونالد ترامب حملته للانتخابات الرئاسية غداة مؤتمر للحزب الجمهوري هاجم بعنف المرشح الديموقراطي جو بايدن الذي أعلن عن معاودة جولاته في الولايات المتحدة بعد شهر من الحجر الصحي.

وتوجه الرئيس الأمريكي الجمهوري المرشح لولاية ثانية لكنه يتعثر في استطلاعات الرأي، إلى نيوهامبشر الولاية الواقعة في شمال غرب البلاد، التي خسر فيها الاقتراع بفارق طفيف.

وأمام مؤيدين تجمعوا في مطار مانشستر، أكد ترامب (74 عاما) أنه واثق من الفوز في اقتراع الثالث من نوفمبر. وقال أمام أنصاره المتحمسين «هل لدى أحد شك في ذلك؟».

وأضاف الرئيس الملياردير أن هذا سيعني «أنني خسرت أمام شخص يتمتع بذكاء ضعيف ولا أريد أن يحدث ذلك»، في إشارة إلى بايدن (77 عاما).

والرسالة باتت واضحة، وأكدها الرئيس الخميس في خطاب مثير للجدل لقبول ترشيح حزبه ألقاه في البيت الأبيض، وهذا ما لم يجرؤ أي رئيس سابق على القيام به.

وقال ترامب في خطاب الخميس «لن يكون أحد بأمان في أمريكا إذا انتخب بايدن»، بينما يدين معسكر المحافظين أعمال العنف التي تخللت حركة احتجاج تاريخية ضد العنصرية وعنف الشرطة، أحيتها حادثة جديدة في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن.

لقاح قبل الانتخابات؟

وعد قطب العقارات السابق «بالدفاع عن أسلوب الحياة الأمريكي» معتبرا أن خصمه الديمقراطي سيفسده.

وطوال مؤتمر الحزب الجمهوري كان نائب الرئيس السابق باراك أوباما هدفا لترامب وحلفائه معتبرين أنه دمية بيد «اليسار الراديكالي».

لكن دونالد ترامب الذي يؤكد أن استطلاعات الرأي خاطئة كما حدث قبل فوزه المفاجئ في الانتخابات التي جرت قبل أربعة أعوام، يعول على ما يبدو على إنجاز آخر هو إمكانية الإعلان عن لقاح ضد كوفيد-19 قبل الاقتراع.

وقال الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الذي تواجه إدارته أزمة وباء كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية التاريخية التي ترافقه انتقادات حادة «سننتج لقاحا قبل نهاية العام وربما قبل ذلك».

«انتشار خارق»

لا يكف رجل الأعمال النيويوركي الذي ينتظر بفارغ الصبر طي صفحة فيروس كورونا الذي حرمه من أهم قضية انتخابية بعدما ألحق ضررا كبيرا في اقتصاد أمريكي كان منتعشا، عن مهاجمة خصمه الديمقراطي الذي يصفه ب«جو الناعس» لأنه التزم الحجر في منزله في ديلاوير في الربيع لأكثر من شهرين، قبل أن يخرج بشكل محدود جدا.

وهذه الاستراتيجية التي ينتقدها الجمهوريون لأنها تحمي مرشحا اقل حيوية ومعروفا بهفواته، عادت بالفائدة على جو بايدن الذي تشير استطلاعات الرأي على المستوى الوطني إلى تقدمه بسبع أو ثماني نقاط على خصمه في معظم الولايات الأساسية. وشدد جو بايدن على حس المسؤولية الذي يتمتع به خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي جرى بالكامل على الإنترنت، ثم تحدى ترامب على تويتر الجمعة. وكتب بايدن «سيدي الرئيس، الأميركيون يلغون حفلات الزفاف ويقيمون جنازات بدون عائلات. إنهم يضحون حتى لا يموت الأمريكيون الآخرون».