Untitled-1
Untitled-1
العرب والعالم

تشديد الإجراءات حول العالم خوفا من موجة ثانية لـ « كورونا» ودعوة للتحلي بالمسؤولية

27 أغسطس 2020
27 أغسطس 2020

غضب في أمريكا بعد تصريحات عن عدم أهمية اختبارات المخالطين -

عواصم - وكالات: في مواجهة الخوف من موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد، تتزايد الإجراءات الصحية المفروضة لمكافحة الوباء في أنحاء العالم، من تقييد حركة التنقل مرورا بمنع التجول وصولا إلى المسؤولية الاجتماعية.

في الولايات المتحدة، غيرت السلطات الصحية إرشاداتها بعدم تشجيع الأشخاص الذين لا يعانون من عوارض كوفيد-19 للخضوع لاختبار الفيروس.

وغالبا ما كان الرئيس دونالد ترامب يقول إن بلاده يجب أن تخفض عدد الاختبارات معتبرا أنها أعطت صورة سيئة عن إدارة الولايات المتحدة لهذه الأزمة الصحية.

وحتى الآن، كان الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض كوفيد-19 يدعون إلى الخضوع للاختبار إذا كانوا خالطوا أحد المصابين، إلا أن الأمر لم يعد كذلك اليوم.

وورد على موقع هيئة «المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها» (سي دي سي) «إذا كنت على اتصال (في نطاق 1.8 متر) بشخص مصاب بكوفيد-19 لمدة 15 دقيقة على الأقل لكن لا تظهر أعراضا، فأنت لا تحتاج بالضرورة إلى الخضوع لاختبار» إلا إذا كنت ضعيفا وأكثر عرضة للإصابة بالمرض.

وقد شعر الخبراء بالدهشة لهذا التغيير الأخير.

وغرّدت الدكتورة لينا وين الأستاذة في جامعة جورج واشنطن «ما زلت لا أفهم التغيير في إرشادات مراكز سي دي سي».

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء مع تسجيلها 179596 وفاة وأكثر من خُمس الحالات في أنحاء العالم مع 5.8مليون إصابة. وبحسب إحصاء جامعة جونز هوبكنز، سجّلت 1249 وفاة إضافية خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتليها البرازيل مع 117665 وفاة من بين 3.7 مليون إصابة.

عدم أهمية الاختبارات للمخالطين للمرضى

قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها هذا الأسبوع إن بعض من خالطوا مصابين بكوفيد-19 ولا تظهر عليهم أعراض المرض قد لا يكونون بحاجة لإجراء اختبار، الأمر الذي أصاب الأطباء والسياسيين بصدمة وأثار اتهامات بأن هذا التوجه له دوافع سياسية.

ويمثل هذا تراجعا عن موقف المراكز الأمريكية التي كانت توصي في السابق بإجراء اختبارات لكل من تعاملوا عن قرب مع أشخاص ثبتت إصابتهم بكوفيد-19.

وقال الأميرال بريت جيروار، مساعد الوزير لشؤون الصحة في وزارة الصحة والخدمات البشرية إن الهدف هو عمل «الاختبار الملائم» وليس مجرد إجراء مزيد من الاختبارات في حد ذاته، وإنه لا توجد ضغوط سياسية من الإدارة وراء القرار.

وذكرت شبكة (سي.إن.إن) وصحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء أنه صدرت تعليمات من أعضاء كبار في إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى مسؤولي الصحة العامة بالالتزام بالتعديلات.

وقال جيروار «هذه نتيجة خلص إليها علماء وأطباء ونوقشت باستفاضة في قوة المهام» التي يقودها مايك بنس نائب الرئيس.

وقال رئيس الجمعية الطبية الأمريكية، وهي أكبر جمعية للأطباء بالولايات المتحدة، إن هذا التوجه قد يؤدي إلى تسريع انتشار الفيروس.

وذكر أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية بالحكومة الأمريكية في حديث لشبكة (سي.إن.إن) أنه كان يخضع لجراحة أثناء مناقشة هذا التعديل.

وانهالت الانتقادات على إدارة ترامب لأسلوب تعاملها مع مسألة اختبارات كوفيد-19، وتعاني ولايات كثيرة من نقص الكمية المطلوبة لاحتواء الفيروس.

وسجلت الولايات المتحدة أكثر من خمسة ملايين إصابة بفيروس كورونا وما يقرب من 180 ألف وفاة.

وقال خبراء الصحة إن الخطوة الأخيرة قد تضر بجهود تتبع المخالطين للمرضى لمنع انتشار الفيروس.

الإصابات تتجاوز 24 مليون إصابة

أظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس كورونا أن إجمالي عدد الإصابات في أنحاء العالم تجاوزت 24 مليون صباح امس الخميس.

كما أظهرت أن عدد المتعافين يقترب من15.8 مليون، فيما تجاوز عدد الوفيات 825 ألفا.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد حالات الإصابة، تليها البرازيل والهند وروسيا وجنوب إفريقيا والبيرو والمكسيك وكولومبيا وإسبانيا وتشيلي والأرجنتين وإيران والمملكة المتحدة والسعودية وبنجلاديش.

كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والمكسيك والهند والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك عددا من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات كورونا حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.

في الأرجنتين، سجل رقم قياسي بلغ 10 آلاف إصابة جديدة خلال 24 ساعة الأربعاء في هذه الدولة التي سجّلت حوالى 8 آلاف وفاة.

في أوروبا، مع بدء العام الدراسي الجديد، قامت الحكومة البريطانية بمراجعة تعليماتها بشأن وضع الكمامات في المعاهد في إنجلترا بعدما قالت إنها ليست ضرورية.

وأخيرا، في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس بشكل كبير، سيتعين على البالغين والتلاميذ تغطية وجوههم عند التنقل في المدارس الثانوية.

لإحكام قبضتها على كورونا.. أعلنت بريطانيا أنها ستدفع أموالا للسكان محدودي الدخل كي يلتزموا بالعزل الذاتي إذا تأكدت إصابتهم بفيروس كورونا، أو كان هناك اشتباه في ذلك، فيما تكثف الحكومة إجراءاتها لإبقاء الفيروس تحت السيطرة.

وتأتي السياسة الجديدة بعد أن دعا ساسة من المعارضة الحكومة إلى تقديم الأموال وسط مخاوف من أن بعض من لا يستطيعون تحمل كلفة التغيب عن العمل يتحاشون الامتثال للإرشادات الصحية.

وقالت الحكومة إن الأفراد الذين تثبت إصابتهم بالفيروس سيحصلون على 130 جنيها إسترلينيا (172 دولارا) في فترة العشرة أيام التي يقضونها في العزل الذاتي. وسيكون من حق أفراد عائلاتهم الآخرين الذين يضطرون للخضوع لعزل ذاتي لمدة 14 يوما الحصول على 182 جنيها.

وستكون المنح متاحة للأشخاص الذين يحصلون على أموال الرعاية الاجتماعية ولغير القادرين على العمل من المنزل. وسيجري تجربة البرنامج أولا في بلاكبيرن وبندل وأولدهام، التي عانت من إجراءات عزل عام على المستوى المحلي بسبب المعدلات المرتفعة للإصابة بالفيروس.

وقال وزير الصحة مات هانكوك «قدم الشعب البريطاني بالفعل قدرا كبيرا من التضحيات للمساعدة في إبطاء وتيرة انتشار الفيروس. ولا تزال العزلة الذاتية إذا ثبتت الإصابة بالفيروس أو مخالطة شخص مصاب بكوفيد-19 ضرورية للسيطرة على حالات التفشي المحلية».

كورونا يغلق البرلمان في كوريا الجنوبية

وفي كوريا الجنوبية سجلت امس الخميس أكثر من 400 حالة إصابة بفيروس كورونا، فيما تعد أعلى حصيلة إصابات يومية يتم تسجيلها منذ نحو ستة أشهر، وذلك في ظل ارتفاع بؤر العدوى المتفرقة في أنحاء البلاد، مما اضطر السلطات الصحية للتفكير بجدية في تطبيق إجراءات صارمة لمواجهة الفيروس.

ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن المركز الكوري للسيطرة على الأمراض والوقاية منها القول إن البلاد سجلت 441 حالة، بينها 434 حالة عدوى محلية، ليرتفع بذلك إجمالي حالات الإصابة إلى 18 ألفا و 706 حالات.

ويشار إلى أن هذه أول مرة يتم فيها تسجيل حالات إصابة يومية تتجاوز 400 حالة منذ السابع من مارس الماضي، عندما سجلت كوريا الجنوبية 483 حالة، بعد حدوث تفش كبير للفيروس في مدينة دايجو وإقليم نورث جيونجسانج مرتبط بأتباع طائفة دينية.

وقد أكد مسؤولو قطاع الصحة أن الموجة الثانية من فيروس كورونا اقتربت، وذلك في ظل تفشي الفيروس في أنحاء البلاد.

وقالت السلطات إنه تم تسجيل حالة وفاة بالفيروس، ليبلغ إجمالي حالات الوفاة 313 حالة.

ومن بين حالات الإصابة الجديدة، تم رصد 313 حالة في منطقة العاصمة، التي بها نصف تعداد سكان كوريا الجنوبية وعددهم 51 مليون نسمة. وسجلت سول 154 حالة إصابة جديدة، فيما تعد أعلى حصيلة إصابات يومية تسجلها العاصمة.

وبسبب الفيروس، أغلق البرلمان في كوريا الجنوبية امس الخميس ووضعت مجموعة من النواب في الحجر الصحي الذاتي بعدما أبلغت البلاد عن عدد قياسي من الإصابات اليومية.

وكانت كوريا الجنوبية في فبراير ثاني أكثر الدول تضررا بالوباء بعد الصين حيث ظهر الوباء. وقد نجحت السلطات في السيطرة على الوضع من خلال استراتيجية شاملة لاختبار المخالطين للمصابين وتعقبهم.

ومنذ منتصف أغسطس ظهرت بؤر جديدة معظمها مرتبطة بالكنائس البروتستانتية.

وأغلق البرلمان أبوابه بعدما ثبتت إصابة مصور صحفي كان يغطي اجتماعا للحزب الديموقراطي الحاكم (يسار وسط) الأربعاء، بفيروس كوفيد-19.

ونتيجة لذلك، سيخضع عشرة من مسؤولي الحزب الديموقراطي بمن فيهم رئيسه وزعيمه البرلماني، لاختبارات وسيضطرون للخضوع للعزل الذاتي.

وقررت السلطات التي اجتمعت في وقت متقدم من الليل لمناقشة طريقة التعامل مع الوضع، تعليق نشاطات البرلمان اعتبارا من امس الخميس.

وتم إغلاق المبنى وكذلك المبنى الذي توجد فيه مكاتب النواب.

وهذه المرة الثانية التي يغلق فيها البرلمان بسبب فيروس كورونا المستجد، وكانت المرة الأولى في فبراير عندما ثبتت إصابة شخص شارك في حدث.

مرسيليا تغلق في11 مساء

في فرنسا التي شهدت أيضا زيادة في عدد الإصابات(أكثر من 5000 في 24 ساعة وهو رقم قياسي منذ رفع تدابير العزل في مايو)، تقرر تعزيز الإجراءات ضد كوفيد-19 في مرسيليا، ثاني أكبر مدينة فرنسية من حيث عدد السكان.

وقد أصبح وضع الكمامة إلزاميا منذ مساء الأربعاء كما فرض إغلاق المقاهي والمطاعم في الساعة الحادية عشرة مساء في مقاطعة بوش-دو-رون وعاصمتها مرسيليا.

وقالت منى منزعجة وهي تغادر مقهى في مرسيليا الساعة 11,00 مساء «أردنا البقاء حتى نهاية الليل... لكننا سنضطر للعودة إلى المنزل».

وأضافت لولا وهي شابة أخرى تعيش في المدينة وكانت تتحضر للعودة إلى المنزل «نحن لا نعيش فترة عادية، لذلك من الجيد أن نتخذ إجراءات لوقف انتشار الوباء. إن الوضع أفضل من أن نكون محتجزين تماما».

أما العاصمة باريس، فقد أضافتها بلجيكا إلى قائمتها للوجهات الأوروبية التي لم يعد يسمح لها بالسفر إليها ما لم تخضع لاختبار فيروس كورونا عند العودة وفترة حجر صحي.

من جهته دعا رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس امس الخميس الحكومة إلى التحرك السريع لمنع موجة جديدة فتاكة من فيروس كورونا بعد أن قفزت معدلات تكاثر الفيروس وزادت الإصابات به في منطقة باريس وبين جيل الشباب.

وقال كاستيكس في إفادة صحفية إن معدل انتشار المرض في فرنسا يبلغ حاليا 1.4، ما يشير إلى تنامي انتشار الجائحة بشكل عام.

وأضاف «ينتشر الفيروس حاليا في جميع أنحاء البلاد»، وتابع قائلا للصحفيين: «يمكن للوباء أن ينتشر باطراد إذا لم نتحرك بسرعة».

وقال رئيس الوزراء إن من يذهب لاصطحاب الصغار من المدارس يجب ألا يكونوا من كبار السن، مع تخوف الحكومة من اكتظاظ المستشفيات بالمصابين.

وتأمل الحكومة في تجنب الدخول في إجراءات عزل عام جديدة على مستوى البلاد، غير أن البلاد تواجه ارتفاعا في حالات الإصابة بالمرض منذ يوليو وتسارعت وتيرته بدءا من منتصف أغسطس.

وسجلت وزارة الصحة الفرنسية الأربعاء 5429 حالة إصابة جديدة بالمرض، وهي أعلى زيادة في حالات الإصابة اليومية منذ ذروة تفشي الوباء في أوائل أبريل.

من جهة أخرى قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران امس الخميس إن لقاحات فيروس كورنا قد تكون متاحة من نهاية العام الحالي أو أوائل العام المقبل.

كذلك، توصلت الحكومة امس الخميس إلى اتفاق يصبح وضع الكمامات بموجبه إلزاميا مع فرض غرامات على المخالفين، كما يمنع التجمعات.

وتنصح النرويج بعدم القيام برحلات «غير ضرورية» إلى الأراضي الألمانية.

مستحضر مضاد للبعوض

ووفقا لدراسة حديثة نشرتها وزارة الدفاع البريطانية الأربعاء فإن مستحضرا مضادا للبعوض استُخرجَت مادته الفعّالة من الأوكالبتوس قد يكون مفيدا في مكافحة فيروس كورونا المستجد.

وكان المختبر العلمي والتكنولوجي في وزارة الدفاع البريطانية كُلّف بتقويم النشاط المضاد للفيروسات لمستحضر «موسي غارد ناتشورل» الطارد للبعوض، وهو يتضمن مادة سيتريوديول المستخرجة من زيت الأوكالبتوس الأساسي.

وأوضحت الوزارة في بيان أن المستحضر وُضِعَ مباشرة على فيروس سارس-كوف-2 على شكل نقط، وكذلك على «جلد اصطناعي» من مادة اللاتكس. وفي الحالتين، تبيّن أن المستحضر فعال في مواجهة الفيروس.

وشددت وزارة الدفاع على أن الهدف من هذه الدراسة «توفير قاعدة لهيئات علمية أخرى تعمل على إجراء بحوث عن الفيروس والحلول الممكنة» لمكافحته.