Untitled-5
Untitled-5
عمان اليوم

المرأة العمانية .. حضور مستمر وفاعل لبناء المستقبل

23 أغسطس 2020
23 أغسطس 2020

«إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها»...

جلالة السلطان هيثم بن طارق

 

كتبت - نـــوال الصمصامية -

ترجمت المراسيم السلطانية الأخيرة التي أصدرها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- في يوم الثامن عشر من أغسطس، الخطاب السامي الذي ألقاه في الثالث والعشرين من فبراير الماضي، والذي ركز فيه على حرصه واهتمامه المتواصل بالمرأة العمانية، وذلك بمنحه الثقة السامية لثمانية نساء وإضافتهن في التشكيل الجديد للجهاز الإداري للدولة، حيث إن لهذه الهيكلة الجديدة أبعادا واضحة ومهمة في الاستمرار في شراكة المرأة في التنمية الشاملة والنهوض بالمجتمع، وتعكس ثقة سامية ويقينا بأن المرأة العمانية ستلبي النداء مجددا لخدمة هذا الوطن وتواصل حضورها في مختلف الأصعدة لبناء مستقبل عمان.

وأصبحت المرأة العمانية اليوم في صدارة المشهد المحلي على مختلف المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والتنموية .. حيث تم تعيين ثلاث نساء في القطاع التعليمي: وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووكيلة لها للتدريب المهني، كما حظيت وزيرة التربية والتعليم على تجديد الثقة السامية ومواصلة مشوارها، وتم تعيين وزيرة للتنمية الاجتماعية. ونالت أيضا أربع نساء على مرتبة وكيل في قطاعات التراث والسياحة والصحة والتجارة والصناعة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وتواصل المرأة العمانية مجددا فتح ملفات هذه القطاعات الحيوية لإعادة قراءتها أولا وتحديد الجوانب المهمة والأمور التي تنتظر التطوير والتغيير للأفضل، وذلك بمشاركة أخيها الرجل في صنع القرارات، حيث إن الشراكة الحقيقية للطرفين بالإضافة إلى شراكة المواطنين، رافدا أساسيا ومنظومة متكاملة تسهم في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها المشرق.

وتشير الهيكلة الجديدة للجهاز الإداري للدولة إلى معطيات كثيرة ودلالات واضحة، وفي مقدمتها أن النهضة العمانية المتجددة تحتاج إلى مشاركة فعالة لمختلف القطاعات التنموية في المجتمع بشكل عام وتعميق هذه المشاركة للمرأة بشكل خاص. كما أن تأكيد الخطاب السامي على حرصه أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، تتحقق مجددا بهذه اللفتة الكريمة وإعطائها فرصا متعددة في قطاعات مهمة ، ولذلك مكاسب كثيرة ستحققها المرأة العمانية من جراء هذه التغييرات، وإحداث نقلة نوعية في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد وغيرها من المجالات التنموية.

وتُكمل المرأة العمانية خمسين عاما من الاهتمامات المتواصلة التي توليها السلطنة للنهوض بمكانتها منذ بزوغ فجر النهضة المباركة، وهي تشارك في خطط التنمية الشاملة وتحظى بنصيب وفير من العناية والتقدير، ويظهر ذلك جليا من خلال الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه- منذ خطابه الأول، مستمدا نهجه من السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه- باعتبار المرأة الشريك الأساسي للتنمية في البلاد ، وبلا شك فإن التشريعات العمانية والمتعلقة بالمرأة ساهمت كثيرا في إعطائها حقوقها المتكاملة ما كان له دور ملموس وملحوظ في تعزيز العمل الوطني.

ويعد النظام الأساسي للدولة الصادر بالمرسوم السلطاني 101/‏‏‏96، والمعدل بموجب أحكام المرسوم السلطاني 99/‏‏‏2011 التشريع الأسمى في السلطنة، وقد أعطت أحكامه العناية الكبيرة للمرأة العمانية ، حيث أشارت المادة 12 إلى أن «العدل والمساواة وتكافـؤ الفرص بين العمانيين دعامات للمجتمع تكـفلها الدولة ، وأن التعاضد والتراحم صلـة وثقى بين المواطنين، مؤكدة أيضا على أن الأسرة نواة المجتمع، وينظم القانون وسائل حمايتها، والحفاظ على كيانها الشرعي، وتـقـوية أواصرها وقيمها» ، وأكدت أيضا المادة 17 على «مبدأ المساواة أمام القانون وفي الحقوق والواجبات العامة، وعدم التمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللون أو اللغة أو الدين أو المذهب أو الموطن أو المركز الاجتماعي».

كما ونظم قانون الخدمة المدنية الصادر بالمرسوم السلطاني 120 /‏‏‏2004 معايير العمل لتنسجم مع المستويات العالمية، وذلك من خلال تكافؤ الفرص والعدالة ، وحرصت أيضا على أن تتمتع المرأة بنفس فرص التوظيف التي يتمتع بها الرجل، فضلا عن المساواة في الأجور وجميع المزايا الوظيفية ، ويشمل هذا الوضع جميع الوظائف بما فيها الوظائف العليا ، بالإضافة إلى قانون العمل الصادر بالمرسوم السلطاني 113 /‏‏‏2011 الذي يكفل حقوق المرأة العاملة في القطاع الخاص.

الثامن عشر من أغسطس، يوم استثنائي في نهضة عمان المتجددة، يفتح للمرأة العمانية أبوابا وفرصا جديدة ومشاركة مهمة في تحقيق رؤية عمان 2040 ، وقد شاركت المرأة العمانية منذ البداية في صياغتها ، وتواصل اليوم العمل بخبراتها وعطائها المتجدد في مرحلة مهمة جدا تتجه إلى المستقبل الزاهر، وتتطلب منا جميعا مضاعفة الجهد والمشاركة الفعالة لخدمة الوطن؛ للوصول بعمان إلى مستوى الطموحات العظيمة.