oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

منظومة جديدة من أجل المستقبل

23 أغسطس 2020
23 أغسطس 2020

تختصر التغييرات الأخيرة التي قضت بإعادة تنظيم الجهاز الإداري للدولة، فكرة أن النظرة إلى المستقبل تبدأ من خلال التخطيط السليم وأيضا إعادة التفكير في الرؤى والمكتسبات والمنجزات، بحيث تتقاطع مع اللحظة المعاصرة والآمال المتعلقة بالنظرة إلى التطلعات.

وهذه بشكل عام، هي سمة الحياة الإنسانية أنها تقف دائما على التوفيق بين مكتسبات الأمس وطموحات الغد، بحيث يكون هذا التجسير أو بالأحرى يمثل القدرة على الرؤية السليمة والاستراتيجية، التي تضع كافة الظروف والمقتضيات تحت الاعتبار، بما يُمكّن بالفعل من الوصول إلى أفضل الحلول والنتائج المرتجاة.

إن الأمم والشعوب والدول تتطور وتصعد إلى ذرى العليا من خلال المراجعات المستمرة والنقد الذاتي والقدرة على استبصار القيم الإيجابية في التراث الزاخر، بحيث يمكن للتجربة أن تمضي إلى الأمام بأخذ كل العناصر المشرقة إلى مزيد من الصقل لتواكب لحظة جديدة من الحياة، مع تطلعات لأجيال ناهضة شابة، كذلك بالاستفادة من مجمل معطيات العصر الحديث من تقنيات ومخترعات وعلوم ومعارف الخ..

قد تحقق للسلطنة خلال الدولة العصرية الحديثة، إرث من المكتسبات والقيم والمفاهيم التي تشكل تراث النهضة المعاصرة خلال خمسة عقود من العمل الدؤوب والمنجزات، ولعل من أبرز سمات هذه المفاهيم سمة التوفيق بين الأصيل والحديث المستجد، بحيث يعمل هذا الوفاق على صقل الخبرات والتجارب ويقوي العزائم ويجعلها تتقاطع مع المتطلبات الجديدة، بالاستناد إلى القيم الأصيلة المتوارثة بالتوازي مع الحياة الحديثة بكل ما فيها من نقاط إيجابية حاضرة يمكن أن يؤخذ بها، وهذا ينطبق على كافة قطاعات الحياة الإنتاجية ومسارات السياسة والاقتصاد والمجتمع والمعرفة والثقافة عامة.

نحن اليوم نستشرف مرحلة جديدة من نهضتنا العمانية المتجددة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وحيث أمامنا اليوم منظومة إدارية جديدة تواكب العصر واللحظة لأجل التطلع المستقبلي والرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي تستمر لعقدين مقبلين، ولا شك أن الطريق ليس سهلا أو مفروشا بالورد، فهو محفوف بالتحديات والاختبارات التي يكون علينا أن نجتازها. هذه هي التجربة الإنسانية عموما، فرحلة التقدم والتطوير والتحديث ليست بالهينة، يكون فيها على المرء الاستزادة المستمرة بالمعارف والمهارات والخبرات لأجل أن يحصد ثمار اجتهاده، يحدث ذلك مع الأفراد كما الشعوب والدول. إن عمليات إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة لأجل تقديم الأفضل، من خلال القرارات والمراسيم السامية الأخيرة، هي خطوة باتجاه بناء الطموحات وتحقيق التطلعات، وهنا فمطلوب منا جميعا العمل بتكاتف وتضافر لأجل أن نرسم المرحلة المقبلة، لأجل عماننا الحبيبة، ونحن ننظر إلى رؤية المستقبل الذي نطمح إليه لنكون في مصاف الدول المتقدمة على كافة الأصعدة الإنتاجية والاقتصادية والمعرفية..

وهكذا بتجديد الدماء والروح الشبابية والاستنارة والوعي، نسير إلى توظيف الطاقات لنكتب السردية الجديدة لنهضة متجددة تسمو إلى المعالي.