oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

المرحلة المقبلة وتضافر الجهود الوطنية

22 أغسطس 2020
22 أغسطس 2020

وجدت الخطوة الأخيرة بصدور المراسيم السامية التي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه- بإصدارها والتي تضمنت إعادة تنظيم وهيكلة الجهاز الإداري للدولة، صدى طيبا لدى الأوساط المجتمعية بالداخل والمؤسسات الخارجية، حيث أكدت على أن السلطنة تمضي نحو خطى التجديد في نهضتها ومسيرة التطوير التي بدأت منذ فجر السبعينات من القرن العشرين وتمتد إلى اليوم بخطى واثقة مع قيادة جلالة السلطان المعظم.

وقد تضمنت الإشادة بهذه المراسيم والتغييرات، العديد من النواحي فيما يتعلق بإعادة التنظيم والهيكلة للجهاز الإداري للدولة بشكل عام، حيث أعيد رسم خريطة الحكومة والوزارات وكافة الأجهزة التابعة، بحيث تؤدي دورها المطلوب في المرحلة المقبلة، بما يتواكب مع التطلعات والرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي يبدأ تنفيذها في العام المقبل.

وتأتي هذه التحديثات والتطويرات الجديدة لتحمل العديد من المعاني المهمة المتمثلة في استيعاب فئة الشباب باعتبارهم أمل الغد في صياغة المستقبل الأفضل، حيث هم الأقرب إلى رؤية الحياة وما يستجد فيها من تحولات، ويعول عليها تحريك دفة الحياة باتجاه عصر توظيف التقنيات الحديثة وصياغة الابتكار والإبداع في كافة قطاعات العمل.

يتطلع الجميع في المرحلة المقبلة أن تساهم هذه التغييرات وإعادة التنظيم في الجهاز الإداري للدولة وإعادة تشكيل مجلس الوزراء في تحقيق الأهداف المرجوة في سبيل كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن، بما يلبي الطموحات ويضع رؤى التخطيط ورؤية عُمان 2040 على المسار لتلامس أرض الواقع العملي، ولا شك أن ذلك يتطلب من جهة ثانية تضافر المجتمع في سبيل التقدم إلى المزيد من الإنجازات والتطور في المرحلة المقبلة.

لقد كان رهان النهضة العمانية دائما ومنذ البدايات على الإنسان بوصفه رأس الرمح للبناء والتنمية الإنسانية الشاملة التي تغطي كافة القطاعات الإنتاجية، وهو رهان مستمر لا يتوقف، عماده الإيمان بالهمم العالية والإرادة والقدرة على العطاء بلا كلل أو ملل، بحيث تكون المحصلات طيبة بإذن الله، من خلال تكاتف الجميع وتقديم كل ما بوسعهم لأجل مستقبل عمان.

إن مسيرة النهضة متجددة في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - أيده الله - وتسير إلى تحقيق المزيد من التطلعات والآمال الكبيرة التي سترى النور من خلال التكامل في الأداء والدافعية الجماعية والحيوية وروح المثابرة، التي تؤمن بأن كل هدف لابد أنه سوف يتحقق إذا ما كان ثمة إيمان عميق به، وذلك هو أساس وجوهر هذه النهضة الراسخة.

وإذا كانت صناعة المستقبل قد باتت من العلوم الإنسانية وليست مجرد إطلاق للأفكار والأهداف، فنحن واثقون أننا مع التخطيط السليم والرؤى الثاقبة وتحويل كل ذلك لبرامج عمل واقعية، سوف نستطيع أن نجني الثمار في المرحلة القادمة، بحيث نستفيد من كل الموارد المتاحة بعد أن نوظف طاقة العقل والفكر التي هي المعين الأول الذي لا ينضب، حتى نرى عُمان في مقدمة الدول المتطورة على كافة الأصعدة وفق ما تحمله أهداف الرؤية المستقبلية التي تستمر لعقدين ابتداء من العام المقبل.