1499321_127
1499321_127
آخر الأخبار

عيسى الحضرمي: مشروع لتوفير منصة تعليمية تعمل كبيئات تعلم افتراضية لذوي الإعاقة

21 أغسطس 2020
21 أغسطس 2020

إتاحة المادة التعليمية في الموقع التعليمي وبصورة نصية مكبرة وصوتية ومرئية

أدم- ناصر بن حمد الخصيبي

تبذل الكثير من الدول جهودا حثيثة من أجل توفير فرص التعليم للطلبة ذوي الإعاقة، وتسعى لدمجهم في مؤسساتها التعليمية المختلفة، ويتمايز بعضها في درجة استخدامه لوسائل تكنولوجيا التعليم المتطورة، ومنها ما تشهده بعض الدول من تطور في مجال استخدام وسائل تكنولوجيا التعليم وتوفيرها للطلبة ذوي الإعاقة، حيث يعود اهتمامها بتوفير تكنولوجيا التعليم للطلبة ذوي الإعاقة إلى بداية الثمانينات من خلال توفير أجهزة الحاسوب في الفصول التعليمية والعمل على تدريب الطلبة من ذوي الإعاقة على استخدام مهارات وبرامج الحاسوب بشكل عام ليتمكنوا من استكمالِ تعليمهم الجامعي وضمان تفوقهم الدراسي والمهني.

وقد أوضح عيسى بن سالم بن محمد الحضرمي مدرب في مجال التنمية المستدامة ومدرب في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومدرب في التوجه والحركة والتعلم الإلكتروني للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في مشروعه منصة التعلم الإلكتروني لذوي الإعاقة (البصرية والسمعية) الحائز على جائزة ضمن أفضل عشرة مشاريع على مستوى الوطن العربي في ملتقى مبادرات الشباب التطوعي والإنساني بدولة الكويت أن تدريب الطلبة من ذوي الإعاقة على وسائل تكنولوجيا التعليم المختلفة، كأجهزة الحاسوب و(الآيباد) وغيرها، قد أسهم في الكثير من الإيجابيات التي تعود عليهم بالنفع سواء أكان ذلك من الناحية النفسية أم الأكاديمية أم الاجتماعية أم الاقتصادية. فقد أثبتت دراسات كثيرة أن استخدام الوسائل التعليمية كالحاسب الآلي مثلا له دور كبير في خفض التوتر. حيث تتوفر فيها كثير من البرامج المسلية والألعاب الجميلة التي تدخل البهجة والسرور في نفوس هؤلاء التلاميذ، وبالتالي تخفف كثيرا من حدة التوتر والقلق النفسي لديهم أثناء عملية التعليم أو تأدية الواجبات والأنشطة والامتحانات وفق قدراتهم وإمكاناتهم كما أنها تعزز لديهم مهارات البحث والتقصي والتفكير الناقد، وبذلك تستخدم كثير من الجامعات والكليات هذه الوسيلة كمعزز إيجابي في تنمية تفكيرهم وزيادة دافعيتهم للتعلم. مشيرا الحضرمي إلى أن هذه الألفة بين الطلبة ذوي الإعاقة ووسائل تكنولوجيا التعليم الحديثة تُعد تمهيدا وأرضا خصبة لتوفير فرص التعلم الإلكتروني لهم (عن بُعد).

فكرة المشروع

وتحدث الحضرمي عن فكرة المشروع الذي يأتي بتوفير منصة تعليمية تعمل كبيئات تعلم افتراضية للطلبة من ذوي الإعاقة ترتبط بافتراض (الإتاحة للجميع) أي إمكانية الوصول العادل للجميع، مما يحسن إمكانية وصول الطلاب إلى مصادر التعلم المختلفة عبر شبكة الإنترنت في أي زمان ومن أي مكان حيث يتم فيها تعليم وتدريب الطلبة من ذوي الإعاقة تقنيات الحاسب الآلي والأجهزة اللوحية (الآيباد) والإنترنت ضمن بيئة تعليمية إلكترونية كأحد أنماط التعلم الإلكتروني التي تسعى لتقليل الكثير من السلبيات التي يعاني منها الطلاب المعوقين بصريا مثل الكتب المكبرة التي تكلف الكثير من المبالغ، وكذلك الطباعة بطريقة برايل التي تكلف الطالب الجهد والوقت في الحصول على المادة التعليمية، وكذلك التقليل من السلبيات التي يعاني منها الطلاب المعوقين سمعيا مثل ملازمة الطلبة مرافق للترجمة بلغة الإشارة أثناء الدرس أو تأدية الامتحانات وكذلك تسجيل المادة التعليمية وتحويلها لمقطع فيديو بلغة الإشارة وبذلك يستطيع الطالب من ذوي الإعاقة تعلم المهارات التقنية ومتابعة الدروس التعليمية من أي مكان يوجد فيه باستخدام الحاسوب أو الأجهزة الذكية الحديثة دون الحاجة للتنقل وطلب مساعدة الآخرين، إضافة لإنجازه للواجبات والأنشطة وأدائه للامتحانات بدون مساعدة المرافق، من خلال استخدام برامج التعلم الإلكتروني التي تُمكن المعلم والطالب من التواصل مباشرة والمشاركة الفاعلة في تعلم المحتوى المطلوب إضافة إلى تنمية مهارات الطلاب ذوي الإعاقة على التعلم عن بعد من خلال تطبيقات الفصول الافتراضية المتزامنة والتي تدعم إمكانية الوصول لذوي الإعاقة وهي ﺷﺒﻴﻬﺔ العمل ﺑﺎﻟﻔﺼﻮل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ وﺟﻮد اﻟﻤﻌﻠﻢ واﻟﻄلبة بالفصل الدراسي وﻟﻜنها بجلسة افتراضية ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ (الإﻧﺘﺮﻧﺖ) مع عدم التقيد ﺑﺰﻣﺎن أو ﻣﻜﺎن ﻓﻬﻲ وﺳﻴﻠﺔ ﻣﻦ الوسائل الرئيسية ﻓﻲ تقديم الدروس المباشرة والمحاضرات ﺣﻴﺚ تتوفر ﻓﻴﻬﺎ العناصر الأساسية اﻟﺘﻲ يحتاجها ﻛﻞ ﻣـﻦ اﻟﻤﻌﻠﻢ والطالب أثناء الدرس، كما أنها تساعد المعلم والطالب واﻟﻤﺤﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ واﻷﻗﺮان ﻣﻬﻤﺎ تباعدت ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻤﺴﺎﻓﺎت على اﻟتعلم التفاعلي اﻟﺤﻲ والمباشر.

أهداف المشروع

أما عن أهداف المشروع فمنها التخفيف من عبء التكلفة المالية في طباعة الكتب المكبرة أو الطباعة بطريقة برايل بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وسهولة توفر المادة التعليمية في الموقع التعليمي وبصورة نصية مكبرة وصوتية ومرئية مما يتيح للطالب إمكانية الوصول إليها بشكل ميسر وكذلك سهولة التواصل بين المعلم والطالب في تقديم المادة العلمية وتصحيح الواجبات والأنشطة وبخاصة المعلم الذي لا يجيد طريقة برايل أو لغة الإشارة ووسيلة ميسرة للمعلم الذي لا يتقن طريقة برايل أو لغة الإشارة من التفاعل مع أنشطة وواجبات الطالب بسهولة ويسر وأيضا مساعدة الطالب من ذوي الإعاقة على تنمية مهارة التعلم الذاتي والبحث عن المعلومة وتنمية مهارة التفكير الناقدة لديه كذلك إتاحة الفرصة للطلاب من ذوي الإعاقة للحصول على نفس قيمة تجربة التعلم الإلكتروني مثل أقرانهم الأسوياء وتنمية مهارات الطالب من ذوي الإعاقة في استخدام الأجهزة الذكية في التعلم الإلكتروني وبدون مساعدة مرافق بالإضافة إلى تنمية مهارات الطلاب ذوي الإعاقة على التعلم عن بعد من خلال تطبيق Zoom Cloud Meeting وغيرها من البرامج الأخرى التي توفر فصولا افتراضية متزامنة تدعم إمكانية الوصول ويتيح الفرصة للطالب من ذوي الإعاقة للتعلم الذاتي وسرعته الخاصة وفي الوقت المناسب وقدراته كما يستطيع المعلم تقديم دروس تقوية للطالب أثناء اليوم الدراسي أو خارجه وإمكانية الأسرة مساعدة الطالب من ذوي الإعاقة على أنجاز الواجبات والأنشطة وبخاصة الأسر التي لا تجيد استخدام طريقة برايل أو لغة الإشارة.

الفئة المستهدفة والنتائج المتوقعة

وبين الحضرمي الفئة المستهدفة للمشروع وهم الطلبة من ذوي الإعاقة الدارسين بالجامعات والكليات والطلبة من ذوي الإعاقة الدارسين في المدارس العامة والطلبة من ذوي الإعاقة الدارسين في المدارس الخاصة والهيئة الأكاديمية والتدريسية بالجامعات والكليات والهيئة الأكاديمية والتدريسية بالمدارس العامة والخاصة وجميع العاملين بالجامعات والكليات ومن لديهم تعامل مباشر من الطلبة ذوي الإعاقة وأسر الطلبة من ذوي الإعاقة.

كما أن النتائج المتوقعة فهي إتاحة وسيلة تعليمية تُغني الطلبة عن عناء الحمل الثقيل بالنسبة للطلبة ذوي الاعاقة البصرية من جهاز برايل أو الكتب المكبرة، والطلاب من ذوي الإعاقة السمعية من عناء توفير المرافق المترجم للغة الإشارة لهم وفرصة تجربة التعلم الإلكتروني كوسيلة تعليمية ناجحة في المستقبل كما سيتمكن الطالب من ذوي الإعاقة من الاعتماد على نفسه في عملية التعلم، وبدون مساعدة المرافق وستكون عملية الدراسة للطالب سهلة وسريعة ومتاحة في أي وقت كما سيكون وسيلة سهلة وميسرة للأسرة للتواصل مع أبنها ومساعدته على الدراسة ومتابعته خلال سنوات الدراسة بالإضافة إلى أنها ستزيد معارف الطالب من خلال المصادر والمراجع التي سيحصل عليها في البرنامج المتعلقة بالمادة وبالتالي يرتفع مستواه التحصيلي الدراسي وأيضا سيزيد المستوى التحصيلي للطلاب خاصة في بعض المواد الصعبة مثل اللغة الانجليزية حيث سيستطيع الطالب أن يترجم الكلمات مباشرة ويحفظها بسهولة من خلال استماع النطق السليم والبحث المتواصل واستخدام المواقع التعليمية المتعددة وكذلك ستزيد قابلية الطالب للتعليم من خلال الاستمتاع بتنوع برامج المحتوى الإلكتروني للمواد الدراسية وكذلك ستزيد معارف الطالب من خلال البحث والتفكير الناقد التي سيحصل عليه في المنصة التعليمية ومن خلال عملية البحث على الإنترنت عن المعلومات.