Screen Shot 2020-08-02 at 1.00.49 PM
Screen Shot 2020-08-02 at 1.00.49 PM
أعمدة

المال زينة الحياة الدنيا

19 أغسطس 2020
19 أغسطس 2020

حمده بنت سعيد الشامسية

[email protected]

لا أحب شخصيا تمجيد الفقر السائد على شبكات التواصل الاجتماعي، ورسائل احتقار الثراء، فهي تبرمج عقول الشبيبة سلبيا تجاه نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى علينا في هذا الجزء من العالم، فضّلنا فيها على كثير ممن خلق تفضيلا، أؤمن بأن قوة الأمم تقاس بثراء أفرادها، فلا دولة تستطيع النهوض بالتنمية بمعزل عن الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص والقطاع المدني، وكل هذه المنظومة لا يمكن أن تقوم بدون المال، فنحن نعيش في عالم أبطاله المال والمعرفة شئنا ذلك أم أمبينا، وصحيح أن المال لا يجلب السعادة كما يقول البعض، كذلك هو الحب لا يضمن السعادة، ولا الزواج ولا الأولاد، المال وإن كان لا يضمن السعادة لكنه سيمنحك بيتًا جميلًا، وسيارة مريحة، وملابس أنيقة، وتعليمًا جيدًا لأولادك، وخدمات صحية عالية الجودة، وإجازات فخمة.

اسأل أي من المسرحين من أعمالهم، أو الذين تقاعدوا إجباريا دون استعداد مالي عن قيمة المال، من يده في الماء ليس كمن يده في النار كما يقولون، اسأل أبًا فقيرًا عن قيمة المال عند اقتراب العيد والمدارس، أو عند اقتراب موعد تسديد القرض.

نحتاج إلى زرع ثقافة الوفرة والثراء في النشء منذ نعومة أظافرهم، لأن المرحلة القادمة تتطلب هذا، فإذا كانت عمان تريد تحقيق أهداف رؤية 2040 القائمة على تنوع مصادر الدخل، فمن واجبنا أن نعزز هذه الثقافة عند الصغار قبل الكبار، من خلال تربيتهم على ثقافة الوفرة، وتقدير الثراء، ونبذ ثقافة الشكوى والتذمر والافتقار السائدة هذه الأيام، والتي تؤدي في النهاية إلى جيل مستهلك، عبدًا للمظاهر والتقليد، فالفترة القادمة فترة بناء، والبناء يحتاج إلى مادة، والمنافسة شرسة، فلم يعد بإمكاننا حماية أبنائنا في عالم الشبكة المعلوماتية المفتوح على مصراعيه على العالم اليوم.

يحتاج الجيل إلى تبني ثقافة الادخار، فقد أثبتت لنا التجربة أننا لسنا محصنين من المفاجآت على شكل أنواء مناخية، وأزمات مالية عالمية، وأوبئة لم نعتد عليها، لكن يجب أن نتعلم من الدروس ونتهيأ للقادم بخطة إدارة مخاطر فردية وعلى مستوى الوطن.