oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مرحلة مهمة باتجاه المستقبل الزاهر

18 أغسطس 2020
18 أغسطس 2020

مع الإعلان عن تشكيل مجلس الوزراء الجديد والتعديل الهيكلي الكبير الذي أعلن عنه أمس، عبر 28 مرسوما ساميا أصدرها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - فإن السلطنة تدخل مرحلة مهمة من مراحل العمل الوطني تتجسد فيها الرغبة الأكيدة نحو تحقيق "الطموحات العظيمة" كما أسماها جلالته - أيده الله - في الخطاب السامي الذي ألقاه في 23 فبراير الماضي، الذي كان قد وعد فيه جلالة السلطان بإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التشريعات والقوانين وآليات وبرامج العمل بما يحقق فعليا الدخول إلى مرحلة إنجاز جملة الأهداف المستقبلية. بهذا فإن يوم الثامن عشر من أغسطس 2020 يشكل يوما مهما، تبدأ فيه خطوة باتجاه التطلعات والآمال التي تتجسد في مشروع الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" التي تعمل على ثلاثة محاور أساسية هي "الإنسان والمجتمع" و"الاقتصاد والتنمية" و"الحوكمة والأداء المؤسسي"، التي تقود جميعها إلى إطار أو معنى واحد هو تحفيز طاقة الإنسان وتطلعه باتجاه بناء الحياة الأفضل والمستقبل الزاهر والمنشود لعماننا الحبيبة، من خلال الرؤية الواضحة التي تحدد معالم الطريق لعقدين مقبلين. لقد جاءت إعادة الهيكلة والرؤية الجديدة للحكومة لتتضمن عددا من النقاط الأساسية التي وردت سابقا في الخطاب السامي، وتأكدت بالأمس عبر المراسيم السامية، من بناء حكومة رشيقة تتميز بالفاعلية والإدارة العصرية، وتتواكب مع الرؤية المستقبلية والتطلعات وفق ما يماشي منظومة الحياة الحديثة وتجليات الروح الجديدة لإنسان العصر، أيضا استيعاب طاقات الشباب وحيويتهم في البناء والتنمية الشاملة والمستدامة حيث أنهم كنز الحاضر وأمل المستقبل في صناعة الغد الأفضل. لقد تأسس لعُمان إرث من التطوير والتحديث الذي يعطي الدافعية والقوة الذاتية لكي تمضي هذه المسيرة والنهضة المتجددة إلى المزيد من العطاء والإنجازات وفق الرؤية السديدة والحكيمة لجلالة السلطان المعظم، ولاشك أن هذا النهج السامي قد تجلى من خلال التغيير الملموس الذي يضع مجموعة من الأفكار والمفاهيم والشروط العصرية سواء المحلية أو العالمية، بحيث تتحقق الأهداف المنشودة في بناء التطلعات. وإذا كنا اليوم نعيش مرحلة يقوم فيها العالم على منظومات التحديث التي عمادها التقنيات الجديدة والابتكار واستغلال العقل وتوظيفه لصالح التقدم، فإن ذلك يشكل عنوانا للمرحلة القادمة بحيث يكون لنا الاتجاه لبلورة العديد من المشروعات على أرض الواقع العملي، من خلال التكاتف والعمل الجماعي متمسكين بذات الأسس الراسخة لنهضتنا العظيمة، واتجاه دولتنا إلى الاستفادة من كافة فرص العصر وما تتيحه الأرض من موارد وما يزخر به المكان من كافة المقومات التاريخية والحاضرة، بالإضافة إلى العنصر الأساسي وهو إنسان عُمان الذي يعول عليه بوصفه رأس الرمح في هذا المسار الصاعد إلى ذرى العَليا. إننا اليوم، ونحن نستقبل هذا التغيير نجد أنفسنا جميعا أمام مسؤولية مضاعفة يجب أن نتحلى بها، مسلحين بقيمنا الأصيلة وروح العصر وكافة ما يمنحنا القدرة على السير بخطى واثقة إلى آفاق الغد المشرق بما يحقق الطموحات ويعزز المنجزات، بإذن الله فهو ولي التوفيق.