oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الأدوار الشبابية ما بين المنظور الوطني والأممي

15 أغسطس 2020
15 أغسطس 2020

مع الاحتفال عالميا باليوم الدولي للشباب أو اليوم العالمي للشباب، الذي صادف يوم الأربعاء الماضي 12 أغسطس، وقد أقر أمميا في عام 1999م، فإن الكثير من القضايا تطرح حول دور الأجيال الصاعدة في تحريك دفة الحياة في المجتمعات الإنسانية، لاسيما أننا نعيش في مرحلة من التاريخ العالمي تتسم بالسكون والغموض نوعا ما مع جائحة كورونا «كوفيد 19»، يؤمل بعدها أن تتفتق العديد من الأفكار والسرديات الجديدة للمعرفة والثقافة والعلوم بشكل عام، بما يساهم في دفع الابتكار والمعارف الحديثة ويساعد بشكل خصوصي في دفع الجيل الشاب لأن يحتل دوره في مسيرة الحضارة البشرية الآنية.

في السلطنة تولي الدولة اهتماما كبير بالشباب وقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على هذا الجانب في خطابه السامي في 23 فبراير الماضي، حيث أكد جلالته أن «الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها» وحث على «ضرورة الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، وأنها ستجد العناية التي تستحق». أيضا ثمة ثقة كبيرة في أبناء عُمان وشبابها من حيث قدرتهم على الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة، وذلك من خلال الاهتمام بقطاع التعليم وتطوير البحث العلمي، وهي كلها من المسائل ذات الأولوية التي تساعد في مد الشباب بـأسباب التمكين.

الإشارة إلى مفهوم تمكين الشباب تعني بوضوح أننا نعطيهم الفرصة الكافية والدافعية ما يشعل فيهم حيوية العطاء والإبداع والإضافة، حيث من المعروف أن مرحلة الشباب هي من المراحل المهمة، بل هي أهم مراحل الفرد في مسيرة حياته، حيث يكون له فيها أن يبذل أقصى العطاء ويؤدي ما بوسعه بنشاط وهمة إذا كان قد اكتسب المعرفة والتحفيز الكافيين، وامتلك الأدوات والمؤهلات، أيضا كان له ذلك الأساس الصلب من التشجيع المجتمعي والأسري والحكومي الذي يجعله يسير إلى أفضل السبل مساهما في خرائط البناء والتنمية والعطاء الرحب في كافة قطاعات ومجالات الحياة الإنسانية ومسارات الإنتاج بما يدفع مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة وفرص المستقبل الأفضل.

في الإطار الأممي فإن اليوم الدولي للشباب يلفت الانتباه إلى العديد من القضايا، التي تجعل دور الشباب كبيرا ومتسعا يشمل كافة المسائل الحياتية والإنتاجية ويدمج بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والفكرية والمنظور الإنساني المستقبلي بشكل عام، فقد وضعت الأمم المتحدة في الاعتبار ترقية المعارف الشبابية وأدوارهم في مسائل تتعلق بصون الكوكب وصيانته وحماية الحياة الفطرية والبيئة وغيرها من القضايا التي تتعلق بأن يكون المستقبل للموارد المتجددة، ويرتبط ذلك قطعا بمفهوم الإنتاج والاقتصاد الجديد، كذلك توظيف التقنية والابتكار الذي طالما ارتبط بالشريحة الشبابية، حيث إن الإبداعات المستقبلية في هذا الإطار من المفترض أنها تقوم على موارد جديدة ومستدامة بحيث يكون للإنسان أن يحافظ على الكوكب وفي الوقت نفسه يقدم الإضافات الجلية في كافة قطاعات الحياة.