1497129_301
1497129_301
الثقافة

بيوت بيروت العتيقة.. تراث يضيع في فوضى الانفجار

13 أغسطس 2020
13 أغسطس 2020

بيروت، "الأناضول": نالت منطقة "الجميّزة" المواجِهة لمرفأ بيروت، الحصة الأكبر من الضرر الذي أصاب العاصمة اللبنانية نتيجة الانفجار، الذي أسفر عن خسائر واسعة في الأرواح وأضرار بالغة في المنازل والمنشآت. ولعل أكثر ما يميّز هذه المنطقة، بيوتها التراثية القديمة، التي شهدت على حروب كثيرة مرّت على لبنان، والتي تعاني بطبيعة الحال من ضعفٍ في بنيتها، بسبب قدم أساساتها، فأتى الانفجار ليلحق أضرارا كبيرة في معظمها.

سقفٌ سقط في ذاك المبنى، وشرفة تحطمت في مبنى مجاور، وزجاج تكسّر، وخشب نال حتفه في الآخر، أضرارٌ ناتجة عن الانفجار، خسرت المدينة بسببها تراثا وأبنية قديمة. ويخشى متخصصون من أن تضيع تلك البيوت العتيقة في "العجقة" (الازدحام) من خلال إهمال ترميمها أو معاملتها معاملة المباني العادية دون "حس تراثي" يراعي تاريخها وخصوصيتها. وفي 4 أغسطس الجاري، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية، جراء انفجار ضخم في مرفأ بيروت، خلف 171 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، ومئات المفقودين، بحسب أرقام رسمية غير نهائية. وتضرر 50 مبنى تراثيا، من انفجار مرفأ بيروت، حسب تصريحات للأناضول، أدلى بها الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير.

ويتطلب إصلاح وترميم منازل بيروت التراثية تقنيات خاصة، فحسب عضو التجمع للحفاظ على التراث اللبناني، رجا نجيم: "ما في شي ما بيتصلّح (لا يوجد شيء لا يمكن إصلاحه)". ويشير نجم، أن "ترميم هذه المباني، يعتمد على تمويلات منظمات دولية وعالمية، ويقام بإدارة خارجية". وتابع: "بالإضافة إلى التعاون بين مختلف الجمعيات اللبنانية، المهتمة بالآثار والتراث، للعناية بالمباني التراثية بعد انفجار المرفأ". وأثنى نجم على دور محافظ بيروت، مروان عبود، في الحفاظ على المباني التراثية في المدينة. وأشار إلى ضرورة الحفاظ على السلامة العامة أثناء ترميم المباني التراثية، وشرح أنّه "يجب الانتباه للمباني المحيطة بأي مبنى أثري أثناء ترميمه".

وأوضح أنّه "قد يسقط مبنى في محيط منزل تراثي فيؤذيه، مع أنّ هذا المنزل غير متضرر كثيراً، وبالتالي عند الترميم يجب الانتباه إلى ما يحيط بأي مبنى تراثي، بحسب نجم". مئات المتطوعين كما تم إنشاء لجنة محلّية تحت غطاء نقابة المهندسين، وتضم خبراء وأخصائيين وإنشائيين للاهتمام بترميم منازل بيروت التراثية. وأشار رئيس لجنة السلامة العامة بنقابة المهندسين اللبنانية، علي حناوي، إلى أنّ "المباني التراثية (في بيروت)، تصدعت كثيرا، وقد تنهار جرّاء الانفجار". وشدد حناوي، في تصريحٍ صحفي، على حرص اللجنة "على عدم هدم أي مبنى من هذه المباني"، مشيرا إلى وجود "جهاز متطوعين من 600 مهندس، وقد يصل العدد إلى 1000 مهندس خلال أسبوع".