oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع تجارية

12 أغسطس 2020
12 أغسطس 2020

منذ يومين وقّع صندوق شموخ للتنمية الصناعية التابع لشركة شموخ للاستثمار والخدمات برنامج تعاون مع جامعة السلطان قابوس، وذلك بهدف توفير الدعم للمشاريع والبحوث العلمية والأساليب والأفكار الإبداعية والمبتكرة التي طورتها الجامعة وتحويلها إلى مشاريع تجارية ناجحة وذات عائد اقتصادي، ما يفتح السؤال حول أهمية مثل هذه المشروعات وهل بالإمكان فعليا أن نؤسس لفضاء جديد يكون فيه الابتكار هو الذي يقود الاقتصاد الوطني والصناعات وكافة مجريات التنمية الإنسانية الشاملة.

من ناحية مبدئية فإن العالم يتجه اليوم إلى هذه الروح المتوثبة القائمة على توظيف الفكر الجديد، بحيث يمكن القول بأن مجمل حراك التنمية والتطوير والتحديث، يقوم على توليد فكر خلاق قادر على الحصول السريع على الحلول للمشكلات وتذليل التحديات التي تقف أمام المجتمع البشري.

وفي هذا العصر بالتحديد مع التدفق الكبير للمعلومات والشبكات الهائلة للمعرفة والمعلومة، فإن العالم يسير فعليا إلى توليد الأفكار بشكل غير مسبوق بحيث بات الابتكار هو سمة الحياة المعاصرة، من خلال تدفق أنماط الحياة الجديدة ويتجه الإنسان إلى الاستكشاف والتطوير الدائم في كافة القطاعات الإنتاجية والثقافية والمعرفية الخ..

لكن من الضروري الانتباه إلى أن الجانب العلمي أو البحث العلمي يلعب دورا في هذا الإطار، حيث إنه يشكل المعول أو الأداة التي من خلالها يمكن أن نحرك الفكر الإبداعي باتجاه الإضافة الفاعلة في الحياة أو في قطاعات الإنتاج، أي أن مجرد التفكير الابتكاري دون أن يكون له من قاعدة صلبة من التأسيس المعرفي والمؤسسي لن تجعله قادرا على المساهمة في تغيير الواقع أو تشكيل اقتصاد جديد.

أيضا يمكن الإِشارة إلى أن عملية الربح وتحقيق المدخول من خلال تعزيز الابتكار والأفكار الإبداعية، بات اليوم من القضايا الأساسية في مجالات الصناعات لاسيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، التي هي أكثر ارتباطا بهذا المنحى، فالعادة أن الأفكار والمخترعات يبدأ تنفيذها من مؤسسات صغيرة رائدة ومن ثم بعد تطبيق الفكرة يمكن لها أن تتجه للشركات الأكبر، أو تطور المؤسسة نفسها لتصبح كبيرة الحجم من خلال الاشتغال على المنتج الابتكاري المعين.

في السلطنة نحن محتاجون لكل هذه الأطر والأبعاد بحيث تساهم في تعزيز الواقع المرتقب خاصة مع البدء في تطبيق الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» في العام المقبل، حيث إنها تضع ضمن الأولويات موضوع الابتكار والفكر الإبداعي، لتضع عُمان في مصاف الدول المتقدمة في هذا الجانب، من خلال الاشتغال والعمل المستمر والدعم لكافة المبدعين.

أخيرا يمكن القول بأن تحويل الأفكار الإبداعية إلى مشاريع تجارية، يصب في إطار مستقبلي واستراتيجي ضمن الخطط الداعمة سواء لحراك التنمية الشاملة بشكل عام، أو قطاع الشباب الذي من المفترض أنه الذي يحمل الريادة في تحريك دفة المستقبل من خلال الأفكار والمشاريع والصناعات الجديدة، ولا شك أن أي مجهودات في هذا الإطار ستكون مهمة وإيجابية في تحريك الاقتصاد الوطني لمسارات جديدة في إطار بناء الاقتصاد المعرفي والابتكاري.