oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

اللقاح الروسي ومستقبل كورونا!

11 أغسطس 2020
11 أغسطس 2020

مع إعلان الحكومة الروسية عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا «كوفيد-19» يكون السؤال، هل أننا ندخل مرحلة جديدة مع هذا الوباء العالمي، بحيث يمكن الحديث فعليًا عن إمكانية القضاء عليه بشكل نهائي، ليكون للعالم أجمع التحرر من هذه الجائحة المرعبة؟!

لعل الإجابة المبدئية والصحيحة ليست بهذه السهولة، لأن قصة وباء «كوفيد 19» معقدة بعض الشيء، كما أن موضوعات اللقاحات في حد ذاتها فيها من التعقيد والمستتر من الحروب التجارية والأبعاد الماورائية السياسية والاقتصادية المتمثلة في الصراع بين الدول الكبرى، وغيرها من الأمور التي يمكن التطرق لها في هذه الجانب.

من هنا فالانتظار سيكون هو الأفضل بدل من الإجابات القاطعة أو النهائية في أن كل شيء سيكون على ما يرام في ظرف وجيز، لأنه حتى لو أثبت هذا اللقاح فاعليته بالشكل التام والنهائي، فنحن أمام دورة انتظار كبيرة تشمل عمليات التصنيع والمتاجرة والتوزيع وغيرها من الخطوات التي تجعل هذا اللقاح يصل لأي إنسان على وجه الأرض، ولا بد أن ثمة أمورًا كثيرة سوف تظهر في هذا الجانب.

كما أن العديد من المسائل سوف تطرح حول إمكانية تعميم وصفة هذا اللقاح بحيث يتاح تصنيعه في العديد من الدول في العالم، حتى يكون لكل دولة قادرة أن تفعل ذلك بنفسها، ومن ثم يتم تسريع مسألة القضاء على الوباء، لكن قد يكون العكس هو الوجه الأكثر وضوحًا حيث - ربما - سيطغى الجانب التجاري على الجوانب الأخلاقية، لا سيما أننا في عالم يصعب فيه وصف الاحتمالات الكلية أو الشاملة لرؤية كل شيء بوضوح.

هناك أيضًا قضايا تتعلق بالتعاون الدولي ومنظمة الصحة العالمية على وجه التحديد، التي تقف بعض الدول ضدها كأمريكا، ونعني قضية إمكانية أن تكون هذه الجهة الدولية هي التي تقوم بعمليات التوجيه وخرائط الأولويات في مسألة اللقاح وتأكيد وصوله للجميع في العالم وفق شروط ميسرة، بحيث تضمن تغييب الجوانب الربحية مثلًا.

هذه الأمور كلها تجعل قضية اللقاح خاصة أنه يأتي من جهة واحدة الآن، تدخلنا في مزيد من التريث لنرى كيف ستدار هذه المسألة، كما أنه سيظل على الجانب الآخر خبراء وشركات في دول أخرى لها رأي في المطروح ومدى مصداقيته، لأن هناك من سوف يشكك حتمًا ويريد أن يتأكد بنفسه سواء كان ذلك لدافع أخلاقي أو لدوافع تجارية بحتة.

يؤكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن اللقاح الجديد هو الأول ضد فيروس كورونا في العالم، وأنه يوفر مناعة مستدامة ضد الفيروس ويعمل بشكل فعال للغاية ويشكل مناعة مستقرة، وقد أوضح أنه اجتاز جميع الاختبارات اللازمة، بل إن إحدى بناته قد تم تطعيمها باللقاح الجديد ضد فيروس كورونا، بهذا اللقاح.

على أي حال سوف نرى النتائج في مقبل الأيام.. وإلى حين يجب على الجميع الاستمرار في المنهج نفسه من الحياة الاحترازية، فخطر الفيروس لا يقف مع هذا الإعلان.