مايك بومبيو
مايك بومبيو
تقارير

بعد قرار واشنطن سحب قواتها من ألمانيا .. جولة شرق أوروبية لبومبيو

09 أغسطس 2020
09 أغسطس 2020

واشنطن - (أ ف ب): في وقت أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده من ألمانيا بينما يواجه معركة انتخابية صعبة للفوز بولاية ثانية، يتوجّه وزير خارجيته مايك بومبيو إلى دول وسط وشرق أوروبا حيث يطغى الود على العلاقات.

ويبدأ بومبيو غدًا جولة تستمر خمسة أيام وتختتم في بولندا، المتحمّسة لاستقبال بعض الجنود الأمريكيين المغادرين ألمانيا لحمايتها في وجه الخصم التاريخي - روسيا.

كما سيزور تشيكيا وسلوفينيا والنمسا حيث يتوقع أن يضغط على هذه الدول لإقناعها بعدم التعامل مع هواوي، مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة التي تعتبرها واشنطن مصدر تهديد في وقت تقود جهود تطوير شبكات الإنترنت من الجيل الخامس فائقة السرعة «5جي».

شبكات «5جي»

وفي سلوفينيا، حيث سيكون أول وزير خارجية أمريكي يزور البلاد منذ عام 2001، سيوقع بومبيو اتفاقا الخميس القادم بشأن شبكات «5جي»، بحسب ما أفاد مسؤولون دون كشف التفاصيل.

وتأتي جولة بومبيو بعد أسابيع على إعلان البنتاغون أن الولايات المتحدة ستعيد نحو 6400 عسكري من ألمانيا وتنقل نحو 5600 آخرين إلى دول أخرى منضوية في حلف الأطلسي بينها إيطاليا وبلجيكا.

ويسود التوتر العلاقة بين ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي رفضت دعوته لحضور قمة مجموعة الدول السبع في واشنطن في ظل أزمة كوفيد-19، بينما يتّهم الرئيس الأميركي أكبر قوة اقتصادية في أوروبا بممارسات تجارية غير منصفة.

وقال نائب رئيس مركز: «صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة» المقيم في بروكسل إيان ليسر «الأهم في هذه الجولة هي الدول التي لن يزورها الوزير».

وأضاف: «لو أن الوزير كان سيتعامل مع القضايا الأساسية في العلاقات بين ضفتي الأطلسي في الوقت الراهن، لكان زار بروكسل وباريس وبرلين».

واستبعد ليسر بأن يكون نقل الجنود من ألمانيا مسألة مهمة بالنسبة للناخبين الأمريكيين.

وقال: «ما يلقى أصداء سياسية هو الكيفية التي يتم فيها استقبال مسؤول أمريكي رفيع عندما يزور أوروبا».

وأوضح «هذه زيارة منخفضة المخاطر من وجهة نظر الإدارة» الأميركية، مضيفًا: «يريدون إعطاء طابع بأن السياسة الخارجية ناجحة».

«بين أقرب حلفائنا»

وزار بوميو الشهر الماضي بريطانيا والدنمارك كما توجّه العام الفائت إلى بولندا، التي أقام رئيسها أندريه دودا علاقات متينة مع ترامب.

ودعا ترامب نظيره البولندي إلى البيت الأبيض قبل أيام على انتخابات بولندا التي جرت في يونيو والتي فاز فيها دودا بعد حملة كانت مثيرة للاستقطاب.

وكان وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشزاك أشار إلى أن الولايات المتحدة ستنشر ألف جندي إضافي على الأقل في البلاد.

وقال كبير المسؤولين في الخارجية الأمريكية المكلف شؤون أوروبا فيل ريكر للصحفيين «أعتقد أنه من المنصف القول إن بولندا من بين أقرب وأقوى حلفائنا. نتمتع بمستويات غير مسبوقة من العلاقات الثنائية».

كما أشار إلى أن بولندا واحدة من دول قليلة في حلف الأطلسي حققت هدف إنفاق 2% من إجمالي ناتجها الداخلي على الدفاع، على عكس ألمانيا التي شكّل الأمر مسألة خلافية بينها وبين إدارة ترامب.

وذكر ريكر أن بومبيو سيطرح كذلك مسألة الاستقلال عن روسيا في مجال الطاقة.

وهدد بومبيو الشهر الماضي بفرض عقوبات على شركاء مشروع «نورد ستريم 2» لمد خط أنابيب غاز روسي إلى ألمانيا.

وتعارض بولندا المشروع بشدة، خشية تعزيزه نفوذ روسيا في أوروبا، بينما تشارك شركة نمساوية فيه.

وستحمل الزيارة قيمة رمزية تاريخيا. وفي تشيكيا، سيتوجّه بومبيو إلى بلزن لإحياء ذكرى تحرير غرب بوهيميا عام 1945 على أيدي جنود أمريكيين بقيادة الجنرال جورج باتون.

لكن قد يسود التوتر واحدا على الأقل من اجتماعات بومبيو إذ يعرف عن الرئيس التشيكي ميلوس زيمان إدلائه بتصريحات علنية مؤيدة لروسيا والصين.

وقال ريكر إن بومبيو سيجري «نقاشا مقتضبا» مع زيمان في إطار ما وصفه باتصال من باب المجاملة.