Move.psdصب
Move.psdصب
العرب والعالم

وزيرة الاعلام تعلن إستقالتها و"تعتذر" للشعب اللبناني

09 أغسطس 2020
09 أغسطس 2020

ماكرون يطالب بشركاء دوليين لتقديم مساعدات طوارئ .. ودعوات لانتفاضة وسط احتجاجات حاشدة ببيروت

 

متظاهرون ينامون في ساحة الشهداء حيث تقام الاحتجاجات في أعقاب انفجار بيروت أمس[/caption]

بيروت - برلين - (وكالات) - طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتوافر شركاء دوليين لتقديم مساعدات طوارئ كبيرة إلى لبنان.

وفي مستهل مؤتمر دولي للمانحين عبر دائرة الفيديو، قال ماكرون أمس إن بيروت أُصِيْبَتْ في القلب جراء الانفجار الذي وقع في مرفأها قبل خمسة أيام.

وحسب تصريحات قصر الإليزيه، فإن المؤتمر يشارك فيه ممثلون عن 36 دولة ومنظمة على الأقل، من بينهم أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقد وجه ماكرون التحية إلى ترامب بشكل شخصي في المؤتمر الافتراضي الذي تنظمه فرنسا والأمم المتحدة.

ويمثل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، بلاده في هذا المؤتمر، حسب البيانات الصادرة عن الجانب الفرنسي.

وقال ماكرون إن المهم هو تقديم مساعدات طبية ومواد غذائية وإعادة إعمار سريعة للمدارس والمستشفيات، مشيرا إلى أن " العديد من المدارس قد دُمِّرَتْ"، بحسب تسجيل بثته محطة (بي إف إم تي في).

ودعا لبنانيون أمس إلى انتفاضة لا تتوقف للإطاحة بزعمائهم السياسيين وسط غضب عام جراء الانفجار المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي في بيروت، في حين قال بطريرك الموارنة إن على الحكومة أن تستقيل.

وطالب المتظاهرون الحكومة بالاستقالة بسبب ما وصفوه بالإهمال الذي أدى إلى انفجار الثلاثاء الماضي. وتحول الغضب إلى مشاهد عنف في وسط بيروت.

وقال البطريرك بشارة بطرس الراعي رأس الكنيسة المارونية إن الحكومة يجب أن تستقيل إن لم تستطع تغيير "طريقة حكمها".

وأضاف في قداس أمس "استقالة نائب من هنا ووزير من هناك لا تكفي بل يجب تحسُسا مع مشاعر اللبنانيين وللمسؤولية الجسيمة الوصول إلى استقالة الحكومة برمتها إذ باتت عاجزة عن النُهُوض بالبلاد، وإلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، بدلا مِن مجلسٍ بات عاطلا عن عمله".

وأعلنت وزيرة الاعلام منال عبد الصمد أمس استقالتها من الحكومة اللبنانية، لتكون أول عضو في مجلس الوزراء يغادر منصبه، بعد أيام على انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من 150 قتيلاً وستة آلاف جريح.

وقالت عبد الصمد في كلمة بثتها وسائل إعلام محلية "بعد هول كارثة بيروت، أتقدم باستقالتي من الحكومة متمنية لوطننا الحبيب لبنان استعادة عافيته في أسرع وقت ممكن". وقدمت "اعتذارها" من اللبنانيين "لعدم تلبية طموحاتهم" في الحكومة التي تشكلت بداية العام الحالي.

ويأتي اعلان عبد الصمد، إثر استقالة خمسة نواب من البرلمان يمثل ثلاثة منهم حزب الكتائب الذي يُعد من أشد معارضي السلطة منذ سنوات، فضلاً عن النائبة المستقلة بولا يعقوبيان ومروان حمادة المقرّب من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.

وأصيب العشرات في احتجاجات أمس الأول وهي أكبر تعبير عن الغضب منذ إكتوبر عندما خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع احتجاجا على الفساد وسوء الحكم والإدارة.

وتجمع نحو عشرة آلاف شخص في ساحة الشهداء التي تحولت إلى ساحة قتال في المساء بين الشرطة والمحتجين الذين حاولوا كسر حاجز على الطريق المؤدي إلى البرلمان. واقتحم بعض المتظاهرين وزارات حكومية وجمعية مصارف لبنان.

وتحدى المتظاهرون قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقت عليهم بالعشرات ورشقوا قوات الأمن بالحجارة والمفرقعات مما استدعى نقل بعض أفراد الشرطة إلى سيارات إسعاف للعلاج من الإصابات التي لحقت بهم. ولقي شرطي حتفه.

وقال الصليب الأحمر إنه عالج 117 شخصا من إصابات في مكان الحادث أمس السبت بينما نُقل 55 آخرون إلى المستشفى.

وتمركز جنود في سيارات مزودة برشاشات قرب ساحة الشهداء أمس.

وقالت المحامية مايا حبلي وهي تتفقد المرفأ المدمر حيث وقع الانفجار "يجب على الناس النوم في الشوارع والتظاهر ضد الحكومة إلى أن تسقط".

وأسفر الانفجار عن مقتل 158 شخصا وإصابة أكثر من 6000، ودمر أجزاء من المدينة وأدى إلى تفاقم الانهيار السياسي والاقتصادي المستمر منذ شهور. ولا يزال 21 شخصا في عداد المفقودين.

وقال رئيس الوزراء والرئاسة إن 2750 طنا من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، والتي تستخدم في صناعة الأسمدة والقنابل، تم تخزينها لمدة ست سنوات دون مراعاة إجراءات السلامة في مستودع بالمرفأ.

وقالت الحكومة إنها ستحاسب المسؤولين.

تضييع الحقيقة

أكد مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية اللبنانية أمس أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية انفجار مرفأ بيروت الهدف منه تضييع الحقيقة.

وقال المكتب ، في بيان صحفي أمس أوردته "الوكالة الوطنية للإعلام"، "نشر موقع أساس الإلكتروني معلومات مغلوطة حول لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وتناقلت وسائل الإعلام هذه المعلومات حول موقف رئيس الجمهورية من تولي جهات عربية أو دولية التحقيق في الانفجار الكبير في مرفأ بيروت".

وأكد المكتب أن"لا صحة مطلقا لرواية موقع أساس لأن موقف رئيس الجمهورية عبر عنه خلال الحوار مع الإعلاميين الجمعة الماضي حيث اعتبر أن المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ الهدف منه تضييع الحقيقة".

وشدد على أنه "لا يعود للحكم أي معنى إذا طال صدوره ، والقضاء يجب أن يكون سريعا لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، بل يجب أن تكون فورية ومن دون تسرع ليتم التأكد من هو مجرم ومن هو بريء".

وأضاف المكتب :"لا بد من التأكيد أنه لم يصدر عن الرئيس عون بخصوص موضوع التحقيق الدولي غير هذا الموقف، فاقتضى التصويب".

أحياء مدمرة

ضرب الانفجار مدينة تعاني من أزمة اقتصادية وجائحة فيروس كورونا. وبالنسبة لكثيرين، فقد كان ذلك بمثابة تذكير مروع بالحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990 وتسببت في تمزيق الأمة وتدمير مساحات شاسعة من بيروت، والتي أعيد بناء الكثير منها منذ ذلك الحين.

قال مارون شحادة "عملت في الكويت لمدة 15 عاما في مجال الصرف الصحي لتوفير المال وبناء محل لبيع الهدايا في لبنان وقد دمره الانفجار.. لن يتغير شيء حتى يغادر قادتنا".

ودمر الانفجار أحياء بأكملها.

وقال إيلي يزبك مدير شركة أزياء دُمر مقرها المكون من عشرة طوابق في الانفجار "انظر إلى هذا.. لقد أعادنا هذا 50 عاما إلى الوراء. نواجه أزمة تلو أزمة في لبنان. حان الوقت للحكومة كي تتنحى وتسمح لمن تتوفر لديهم القدرة بإدارة شؤون البلاد."

مساعدات فورية

بعد إعلان وزير الخارجية الألماني عن تخصيص مساعدات فورية لصالح لبنان عقب انفجار مرفأ بيروت، أوضح وزير التنمية الألماني جرد مولر بعض القطاعات التي سيتم ضخ هذه المساعدات بها.

وقال مولر لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس: "سندعم بذلك الرعاية الطبية الأساسية والأمن الغذائي عن طريق برنامج الأغذية العالمي وكذلك الوظائف قصيرة المدى لصالح بناء البنية التحتية المهمة عن طريق برنامج " 'كاش مقابل العمل'".

يشار إلى أن وزير الخارجية الاتحادي هايكو ماس أعلن حزمة مساعدات فورية من بلاده بقيمة عشرة ملايين يورو لصالح لبنان بعد الانفجار الهائل الذي تعرضت له العاصمة بيروت الثلاثاء الماضي، وقال: "الناس في بيروت بحاجة لمساعدتنا وبحاجة لدافع للأمل".

وصرح ماس بأن نحو 300 ألف شخص فقدوا منازلهم، وقال لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم : "مثل هذه الأعداد تبعث على الذهول. إنني سعيد للغاية بأنه يمكنني اليوم نيابة عن الحكومة الاتحادية التعهد بعشرة ملايين يورو كمساعدات طارئة".