Move.jpgط
Move.jpgط
آخر الأخبار

«قرار منع الحركة» يمنح الأسر فرصًا ثمينة خلال 14 يومًا

07 أغسطس 2020
07 أغسطس 2020

بين القراءة والبرامج التعليمية والاسترخاء قضى الكثيرون أوقاتهم

 

استطلاع - نوال الصمصامية

يواصل «أبو عامر» في اليوم الثالث عشر من تطبيق قرار منع الحركة البرنامج التعليمي الإثرائي لأسرته، وكانت لديه خطة سابقة منذ أن حل كورونا على مجتمعنا، ولكنه أدخل عليها بنود إضافية تتناسب مع قرار منع الحركة، تمثلت في ثلاثة محاور أساسية (المحور الفكري والتعليمي والترفيهي).

فكيف تقضي الأسر وقتها في المنازل خلال فترة منع الحركة منذ أن بدأ القرار بتاريخ 25 يوليو واستمر لمدة 14 يوما.

بداية تعرفنا أكثر على المحاور التي اختارها خميس بن عامر الداودي «أبو عامر» لأسرته، حيث يتضمن المحور الفكري (الأبوين) ويتم إشراك الأبناء في بعض الحوارات، ويتم فيه اختيار كتاب يتناول قضية فكرية أو اجتماعية أو سياسة يتم قراءته وتحليله ونقده، والاستفادة منه فيما بعد في إعداد الأبحاث والدراسات مستقبلا.

خميس الداودي[/caption]

ويوضح خميس بن عامر الداودي تفاصيل المحور التعليمي والتي تشمل الأبناء قائلا: يتم من خلاله تنفيذ برامج إثراء تعليمي في مادة اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم وذلك من خلال برامج محوسبة على الأجهزة المحمولة ومحاكات الواقع الافتراضي لها، وإعداد تقرير يومي لما تم تنفيذه وإنجاز الورقة التقييمية لذلك من خلال الأسئلة المعدة من قبل الوالدين.

أما المحور المهاري الترفيهي فيتضمن ممارسة بعض الأنشطة الرياضية كرة الطائرة داخل المنزل والتمارين الجسمانية والسباحة وممارسة بعض الهويات والمهارات داخل المنزل مثل تعليم الأبناء فنون الطبخ، كيفية إصلاح وصيانة بعض الأجهزة في المنزل، التدرب على إنجاز بعض الأعمال الذاتية كالحلاقة وكي الملابس وتنظيف المنزل وسقي المزروعات، بالإضافة إلى مشاهدة البرامج التلفزيونية الوثائقية وبعض الأفلام السينمائية ليلا.

ويبدو أن أبا عامر يقضي وقتا مثمرا مع أسرته في هذه الفترة الاستثنائية ويجدها أيضا فرصة ثمينة لتعلم الكثير من الدروس.

استغلال الوقت

وترى غنية بنت علي الشبيبية أن قرار منع الحركة الذي أقرته اللجنة العليا المكلفة بآلية التعامل مع كورونا فرصة جيدة للأسرة العمانية لاستعادة جمال التواصل بين أفرادها، لا سيما وسط هيمنة قلق الحياة المتسارعة وسطوة وسائل التواصل الإلكتروني، فكان لازما عليها استغلال هذه الأوقات المسائية الدافئة بما يعود على الأسرة بالنفع والفائدة.

وتضيف الشبيبية: بالنسبة لي وأسرتي كانت القراءة خير سبيل لإنعاش أرواحنا، كل يقرأ بما يتواءم مع ميوله واهتماماته، وهي فرصة للأطفال لتغذية مهاراتهم القرائية، وسائر مواهبهم كتصميم الصور والمقاطع المرئية والرسم، كما أنها فرصة جميلة للاستماع لحكاياهم ومواقفهم وعمل مسابقات بينهم في مجالات الثقافة والترفيه مما يُوجد جسرا من التواصل المثري بين الأطفال وآبائهم، كما أنني أقضيه في استكمال أعمال رسالة الماجستير والبحث في الكتب الخاصة بالنقد والأدب، وممارسة الرياضة، وأحيانا أعرج على المطبخ لأستعيد مهارات الطبخ التي كادت أن تندثر وسط مشاغل الحياة والاعتماد على العاملات، كل ذلك صنع أجواء جميلة افتقدناها من قبل وأخذتنا التزاماتنا عن الاستمتاع بعذوبتها.

تحسين المهارات

خالصة الرحبية[/caption]

وتشاركنا خالصة بنت ناصر الرحبية قائلة: مما لا شك فيه أن خير استغلال لفترة منع الحركة كثيرة - في ظل الانشغالات الكبيرة التي طرأت على الإنسان قبل هذهِ الجائحة - وتعتبر فرصة لعمل ما كان الإنسان مشغولا عن فعله، فالحركة قليلة والأسر صغيرة والخيارات كثيرة ومتاحة، والتجديد مبدأ مطلوب بين أفراد الأسرة.

(التعلم، القراءة، الرياضة، البرامج الحوارية، المسابقات، ولحظات الاسترخاء) هي أهم المكتسبات في فترة منع الحركة بالنسبة لأسرة خالصة، بالإضافة إلى مبدأ التواصل بين أفراد الأسرة وتعزيز الجوانب الإيجابية بينهم وتحسين وتطوير المهارات أيضا كانت حاضرة بفضل الله.

وأردفت الرحبية قائلة: إن في كل محنة هنالك منحة لكلِّ من انتهز الفرص الذهبية لتنصب في صالحه، وأنَّ ما نجم عن هذه الجائحة ليصل بنا إلى نتيجة مهمة مفادها أن الكون مبني على سنة التغيير في كل شي وفي أي لحظة.

إذ ليس من السهل أن تنحرف الحياة الطبيعية عن مسارها، ولكنها حكمة الله وأمره، وفيها من الخير العجيب بما لا يمكن أن تراه العين المجردة أو تستشعره أفئدة الناس، ولكن نسأل الله أن يزيح هذه الغمة عن أمة محمد ونتائجها الإيجابية أكثر من خسائرها.

تنظيم الوقت

خالصة الحسنية[/caption]

وتشاطرها الرأي خالصة بنت خلفان الحسنية: التزامنا بالجلوس في المنزل فتح لنا مجالًا أكبر للتقرب من الله، وذلك من خلال تلاوة كتاب الله بشكل يومي وبعد كل صلاة، وأصبحنا نختم المصحف في أسبوع حيث كنا سابقا نختمه في شهر، وحفظنا ما تيسر من آياته، ونؤدي فريضة الصلاة كبيرنا وصغيرنا في جماعة وبدون انقطاع، كما نظمنا أيامنا للأمور المفيدة وعززنا العلاقة الأسرية في المنزل، حيث أصبح الخروج من المنزل فقط للضرورة القصوى سواء كانت لشراء الاحتياجات أو مراجعة المستشفيات -لا قدر الله-، كما التزامنا بممارسة الرياضة وتواصلنا مع الأهل أصبح بشكل أكبر عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للاطمئنان عليهم.

وتواصل الحسنية حديثها قائلة: بالنسبة لي كأم وربة منزل فأنا في ارتياح دائم لكون أسرتي ووالدتي حولي بشكل يومي، حيث أصبحت لا أعطي مجالًا لعاملة المنزل في الطبخ، وأقوم بإعداد جميع الوجبات بنفسي وأتابع أبنائي في القراءة لوقت أكبر، وفهم ما يقومون بقراءته من الكتب المفيدة، وقد خصصت أيضًا وقتًا قصيرًا جدًا لأبنائي للألعاب الإلكترونية وتعودوا على ذلك وأصبحوا يقومون بدون أوامر بترتيب احتياجاتهم الخاصة في غرفهم واعتاد الأولاد على الشوي بشكل أسبوعي برعاية ابني الشيف مصعب المتألق دوما في الشوي والطهي الخلوي في المنزل، وبهذا ولله الحمد حولنا محنة كورونا إلى نعمة.

تكاتف الأسر

أحمد الربيعي[/caption]

أما أحمد بن سليمان الربيعي فيقول: أثبتت الأسر العمانية في ملحمة وطنية تكاتفها وتفهمها للوضع الاستثنائي والتزامها بالبقاء في المنازل وتطبيق التباعد الأسري، حفاظًا على سلامة الجميع، كما أن الفترة التي تم خلالها منع الحركة في المساء، استعد لها المجتمع مسبقًا من خلال اقتناء الأفراد المتطلبات الأساسية، وبالنسبة للحالات الطارئة فقد تم تسهيل مرور الأفراد تقديرًا للحالات الإنسانية التي تقتضي الذهاب للمستشفى، أو تشييع الموتى أو أي حالات طارئة استدعت التحرك من موقع إلى آخر وفق عدد محدود من الأسرة.

إننا في هذا الظرف الاستثنائي نرفع تحية شكر وتقدير وإجلال وعرفان إلى العيون الساهرة بشرطة عمان السلطانية وإلى منتسبي أفراد قوات السلطان المسلحة، على جهودهم المستمرة من أجل سلامة المواطن، كما أوصي جميع أفراد المجتمع بالصبر على الالتزام للتعليمات الصادرة عن اللجنة العليا كلا في موقعه لأن سلامته وسلامة أسرته هي سلامة عُمان.

خالصة التوبية[/caption]

وتأقلمت أسرة خالصة بنت سعيد التوبية على الوضع الحالي، كما أن التجمع خلال الفترة المسائية اتسم بالأجواء الجميلة.

وتضيف التوبية: يعتبر هذا فرصة إيجابية حيث نقوم بأجواء خاصة للأطفال حتى لا يشعروا بالملل وتأقلمنا بالجلوس في المنزل والحمد لله، إلى جانب تجمع الأسرة لمناقشة وأخذ الآراء حول أهم الإيجابيات التي انضافت خلال هذه الفترة، وندعو أن يرفع الله عنا هذا البلاء، ونساهم بالتزامنا في الحد من انتشار هذا الفيروس الذي اجتاح العالم.

رجاء السعيدية[/caption]

وكانت فترة منع الحركة بالنسبة لأسرة رجاء بنت عبدالله السعيدية وقتًا للتجمع والمناقشات العائلية المثرية بآخر مستجدات أخبار العالم والسلطنة.

وتقول السعيدية: هذه الفترة بالنسبة لي ممتعة جدا قرّبتنا من إخوتنا أكثر، بحكم أن الشباب دائما يخرجون في الفترة المسائية، فقد حققت هذه الفترة ترابطًا أخويًا وعائليًا نجتمع في مكان واحد بود ومحبة، ونستمتع في قراءة الكتب ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التاريخية، ونتمنى أن تعدي هذه الأزمة وترجع عماننا الحبيبة بخير وعافية.