الثقافة

مناقشة أدبية حول الرواية بين كتابة الواقع وواقع الكتابة

25 يوليو 2020
25 يوليو 2020

نظم صالون فاطمة العلياني الأدبي بالتعاون مع مجلس إشراقات ثقافية فعالية مشتركة عن الرواية عبر الفضاء الافتراضي بعنوان" الرواية بين كتابة الواقع وواقع الكتابة" بمشاركة كل من الناقد والكاتب دكتور حسين المناصرة من فلسطين والروائية هدى حمد من السلطنة والروائية هيا الصالح من الأردن، وأدار الفعالية الإعلامي والكاتب سليمان المعمري .

وأشار الدكتور حسين المناصرة أن هناك العديد من المذاهب ومنها المذهب الواقعي وأن الواقعية بالنظر إلى الواقع ليست واقعية واحدة فهناك عدة واقعيات منها الواقعية التقليدية والطبيعية والجديدة والتسجيلية والعجائبية والمفرطة وكلها تنظر للواقع من وجهة نظر محددة، والخلاصة بأن الواقع في كل رواية عالم خاص يتشكل فيه الجانب الإبداعي .

كما أوضحت هدى حمد أن الكتابة سواء كانت رواية أو سيرة ذاتية هي حياة موازية ولها وجهة نظر وقراءة جديدة، وأنها في كتابتها كروائية تتقاطع مع الواقع، والشخصيات لديها "كاركتيرات" جاهزة للكتابة تنسحب من الواقع إلى عالم الكتابة ، فالكاتب خالق جديد للشخصيات ويتحكم في مصائرها. وأن دور الكاتب ليس نقل الواقع وإنما وضع بصمته ولمسته الخاصة من خلال إعادة تشكيله لهذا الواقع . مستشهدة بالروائي المصري محمد البساطي في نقله للصعيد المصري وإضافته على رسمه لهذا الريف من خلال لغته الخاصة، وإيجاد للمجتمع ليعطيه القوة. وهذا هو الحال مع التاريخ ، فالكاتب الذي يستلهم روايته من خلال التاريخ لا يوثق التاريخ كما هو وإنما هناك إسقاطات وإضافات وإيجاد جديد في تشكيل جسد الرواية وبنائها الفني .

وعن الروائي وكيف يستقي شخصيات روايته تقول هيا صالح بأن هناك قناة تصل بين الكتابة والواقع، فالنص يستمد من الواقع ما يجعله واقعيًا، والواقع يستمد من النص ما يجعله وثيقة جمالية على ما يحدث في الحياة الواقعية، أي أن الواقع بالنسبة للنص يعتبرتقنية ، والواقع بالنسبة للنص هو الموضوع، فهي أشبه بالنحّات الذي يستعمل من المواد الموجودة في الواقع ، لكن الشيء الذي يخرجه منه هذا هو الإبداع .

وضمت الفعالية العديد من المحاور التي أثارها الإعلامي والكاتب سليمان المعمري وطرحها على الضيوف منها الواقع وعلاقته بالتراث ، وماذا قدّم الروائي للعادات والتقاليد والموروث ليكسبه بُعدًا أدبيًا، وكيف أن الرواية الغرائبية هي الأقدر على فهم العالم الواقعي من خلال تفكيك الواقع وإعادة بنائه كما تذكر الروائية هيا صالح.

وتم الحديث عن الرواية الفلسطينية مع دكتور حسين المناصرة وهل استطاع الروائي الفلسطيني تقديم الواقع بشكل إبداعي بعيدًا عن التاريخ والتوثيق، والرواية العمانية مع هدى حمد والحوار حول الرواية العمانية والتاريخ، بالإضافة إلى كيف يمكن للكاتب الضعيف أن يتستر خلف قضية كبيرة ليخفي عيوبه الكتابية مع الروائية والناقدة هيا صالح. كما تمت مناقشة الرواية السعودية وإلى أي مدى استطاع الروائي السعودي التعبير عن واقعه المعيش بفنية الرواية مع دكتور حسين المناصر، وكيف يمكن كتابة الرواية عن الواقع ومواجهة النقد الذي تواجهه الرواية مع هدى حمد، وتحويل الشخص من الواقع إلى شخصية ورقية يجيز لنا الحديث عن علاقة الرواية بالواقع مع أ.هيا صالح، فضلا عن الرواية ومستوياتها الجمالية والبناء الفني لها مع الدكتور حسين المناصرة .