oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تنمية مشروعات الشباب

22 يوليو 2020
22 يوليو 2020

من المعروف أن مشروعات الشباب تشكل حجر الزاوية في الأفكار المستقبلية التي يمكن أن تقود الاقتصاد الوطني لأي بلد، لاسيما في إطار المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن هنا فإن الاهتمام بهذه المشروعات والعمل على ترقيتها وتنميتها والنهوض بها يمثل مرتكزًا أساسيًا من مرتكزات المستقبل والتنمية الاقتصادية الشاملة في البلاد.

مع جائحة كورونا «كوفيد 19» فقد كان ثمة تأثير كبير على قطاعات الحياة الاقتصادية في كافة المجالات الإنتاجية، وكان القطاع الشبابي أو مشروعات الشباب من ضمن هذه القطاعات التي تأثرت بالشكل الواضح، خاصة أنه قطاع محدود من حيث الموارد المالية في مقابل انفتاحه وثرائه من حيث الأفكار والإبداع، من هنا فقد جاءت الأوامر السامية بالتسهيلات في هذا الباب، والإعلان عن برنامج القروض الطارئة، الذي يساعد الذين تأثروا بسبب هذه الظروف الاستثنائية.

هنا يمكن الإشارة إلى دور بنك التنمية العماني الذي أعلن خطة واضحة في هذا الإطار، كذلك فإن كل الجهود المبذولة في هذا المنحى لابد أنها تجد الإشادة والتقدير سواء من قبل الشباب أنفسهم، أو المجتمع بشكل عام، كذلك لابد من التأكيد والإشارة إلى ما يقوم به صندوق تنمية مشروعات الشباب «شراكة»، الذي كان قد أكد أنه مستمر في تقديم خدماته ودعمه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، برغم الظروف الحالية المتعلقة بمرض «كوفيد 19».

وقد عملت صندوق «شراكة» على عدد من الإجراءات من تقديم حزمة من التسهيلات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كتأجيل سداد الأقساط الشهرية دون رسوم إضافية، فيما يسهم في الواجب الوطني الذي يناط بالجميع في هذه الظروف الراهنة.

في كل الأحوال فإن المضي في تنمية مشروعات الشباب والاهتمام بها يظل حجر زاوية يجب الاهتمام بها وترسيخها في الوعي المجتمعي، بحيث تصبح سمة من سمات المرحلة المقبلة، خاصة مع الاتجاه نحو برامج الابتكار وتوظيف التقنيات، وكل ما يمكن أن يخدم الآفاق المستقبلية المتضمنة في رؤية «عُمان 2040» التي يبدأ تنفيذها العام القادم.

من الضروري في هذا الباب الاستمرارية في برامج التدريب والتأهيل سواء الذاتي أو الجماعي، وعبر الفرص التي تتيحها الأوضاع المستجدة؛ ليكون ممكنا تحقيق الاستفادة الفعلية بتوظيف البرامج البديلة للتدريب وصقل المهارات عن طريق الدروس الافتراضية والتدرب عن بعد.

كل ذلك بات اليوم سهلا بل أصبح سمة لهذا الوضع الراهن، ما يجب أن يستمر ويتم تطويره فيما بعد ليكون لنا خرائط جلية في هذا الإطار من دعم فرص التدريب الأكثر حداثة وعدم تكرار التجارب القديمة، فنحن أمام عالم يتغير، وعلينا الاستفادة من المتغيرات والإضافات المتاحة في هذا المنحى.

إن برامج الشباب بشكل عام وصقل مواهبهم وتشجيعهم لتقديم الأفضل، وجعلهم يقودون دفة الحياة الإنسانية والاقتصادية وفي القطاعات الحياتية والإنتاجية كافة، لا شك أن كل ذلك سوف يكون له أثره الملموس في المستقبل ويكلل بالمساهمة الفاعلة في الإنتاج والاقتصاد الوطني.