آخر الأخبار

دراسة تطرح الخدمات التأهيلية عن بعد للأسر بمختلف الإعاقات

21 يوليو 2020
21 يوليو 2020

  • ضرورة متابعة أطفال "متلازمة داون" خلال جائحة "كورونا"

 

أكدت الدكتورة آسيا بنت محمد النعمانية طبيبة اختصاصية بقسم صحة الطفل في دائرة صحة المرأة والطفل بوزارة الصحة أنه على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل عام والالتهابات التنفسية بشكل خاص؛ إلا انه لا يوجد دليل في الوقت الحالي على هذا، ومع ذلك هناك أدلة تشير إلى أنه قد يشكل خطرًا أكبر على أولئك الذين يعانون من حالات صحية مزمنة أخرى، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي الموجودة مسبقًا وأمراض القلب والسكري ونقص المناعة.

وأوضحت النعمانية أنه تتوجب المتابعة الطبية للطفل المصاب بمتلازمة داون بحسب استمارة فحص المتابعة المرفقة بسجل صحة الطفل (البطاقة الوردية) لكل عمر وذلك بهدف مراقبة صحة ونمو الطفل والكشف عن أي مشاكل صحية محتملة من خلال عيادات متابعة أطفال متلازمة داون، مع التأكيد على متابعة التحصينات المسجلة بسجل صحة الطفل.

أما إذا كان الطفل يعاني من مشاكل تنفسية، أو يتعافى من عدوى تنفسية أو عدوى رئوية فيروسية، فمن الضروري اتخاذ إجراءات واحتياطات لحمايته من فيروس كورونا داخل المنزل، واللجوء إلى مقدمي الرعاية الصحية عند الضرورة.

كما ينصح أيضا أولياء أمور الأطفال حديثي الولادة المشخصين بمتلازمة داون بأخذ المعلومات الصحيحة من المصادر العلمية الموثوقة، وبالإمكان قراءة المزيد من المعلومات عبر الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة.

وأشارت النعمانية إلى أنه من بين أهم الضغوطات التي قد تواجه أسر الأطفال من متلازمة داون في هذه الفترة المتابعة والرقابة على مدار الساعة لأبنائهم لضمان سلامتهم الجسدية، إذ يتسم أطفال متلازمة داون بحب التجوال والخروج من المنزل، وعدم إدراك الأخطار المحيطة بالمنزل التي قد تسبب خطرا على سلامة الطفل، مما يشكل قلقاً وتوتراً شديدين لكل أفراد الأسرة. لذا يجب التنبيه على الحرص بوجود شخص بالغ مع الطفل للتأكيد على سلامته وعدم تعرضه لأي أخطار منزلية.

وعن أغلب المشاكل السلوكية التي قد تواجه أسر الأطفال من متلازمة داون في فترة جائحة كورونا، أوضحت النعمانية أنه نظرا لعدم ممارسة أطفال متلازمة داون لحياتهم ونشاطاتهم الحركية اليومية بشكل منظم، ومحدودية المساحات الخارجية في المنازل؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى سلوكيات منها فرط الحركة وضعف الانتباه، والعناد وعدم الإصغاء إلى توجيهات الأهل، لذا تنصح الأسرة بتغيير النمط السلوكي المعتاد والابتعاد عن السلوكيات المثيرة للطفل، تغيير الجو المحيط بالطفل لمنع ظهور السلوك الغير مرغوب وتعليم الطفل مهارات جديدة بديلة عن المشكلة السلوكية وإزالة أو تقليل المعززات والمحرضات للسلوكيات الغير مرغوبة وإدخال، وزيادة المعززات للسلوكيات المرغوبة، وكذلك متابعة بعض الدورات التدريبية الخاصة بتعديل السلوك، وتقدم الخدمات التأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة كخدمات الإعاقة والإيواء التي ما زالت مستمرة، مع تقديم الخدمات النهارية في بداية جائحة كورونا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل مع الأسر. وجار العمل حاليا على دراسة طرح الخدمات التأهيلية عن بعد وتقديمها لأسر الأطفال لمختلف الإعاقات، كما يتم أيضا بث بعض حلقات العمل والجلسات التأهيلية لأسر أطفال متلازمة داون من خلال المواقع الإلكترونية الخاصة بالجمعية العمانية لمتلازمة داون .

وقد يعاني الأطفال المصابون بمتلازمة داون أيضا من بعض المشاكل السلوكية مثل صعوبة جعل الطفل يخلد للنوم بالإضافة إلى مشكلة الاستيقاظ المتكرر مما قد يؤدي إلى النوم المفرط والشعور بالكسل في ساعات النهار، لذا يتوجب وضع وقت معين للأطفال للخلود باكرا للنوم ليلا والاستيقاظ مبكرا مع إمكانية وضع جدول يحتوي على بعض التمارين الرياضية في الصباح الباكر وإشراك بقية أفراد الأسرة في ذلك.

وأردفت النعمانية: أن الأطفال المراهقين من متلازمة داون قد يعانون من الاكتئاب والإحباط نظرا للروتين اليومي المعتاد والذي من شأنه أن يحدث نوعا من الملل، لذا ينصح الأهالي بوضع خطة أسبوعية مقرونة الأهداف وبمشاركة باقي الأسرة في ذلك ليتمتع الطفل بجو أسري مرح ومسلٍ .

وتتعدد أنواع وأشكال الضغوط النفسية التي تعيشها الأسر التي لديها أطفال من متلازمة داون، فبسبب التباعد الاجتماعي الحالي أدى ذلك إلى عدم رؤية الأطفال لأجدادهم وحدوث نوع من فقدانهم لمعنى الأسر الممتدة والألفة الاجتماعية، ولكن مع وجود شبكات التواصل الاجتماعي والشبكات الإلكترونية ساهم ذلك في التواصل البصري بين الأسر ومشاركة المشاعر وبث نوع من المشاركة اليومية للأسر بعضها البعض .

ونصحت النعمانية بشرح طريقة غسل اليدين بالماء والصابون للأطفال وكيفية العناية الشخصية في المنزل، وتعقيم جميع الأسطح، الأدوات والألعاب التي يلمسونها، وإعطائهم معلومات بطرق مصورة مفهومة عن الفيروس وأهمية الالتزام بوسائل الوقاية والتباعد الاجتماعي للحد من انتشار الفيروس.

وكذلك ضرورة المتابعة الطبية على حسب الجدول الزمني للطفل، بالإضافة إلى التطعيمات الدورية وأخذ الطفل إلى المستشفى في حال ظهرت عليه أي من أعراض مشاكل الجهاز التنفسي خاصة في وجود أكثر من شخص يعاني منها . بالإضافة إلى متابعة برامج التعليم والتدريب عن بُعد، للأطفال المسجلين في المراكز التأهيلية أو من خلال قنوات شبكات التواصل الاجتماعي، أو الإنترنت، وذلك للاستفادة من البرامج التعليمية المدرجة حسب عمر الطفل، وتقنين استخدام الأجهزة الإلكترونية للطفل واستخدامها بطرق مثلى لتحقيق الأهداف المرجوة منها كالوظائف الأكاديمية. وشغل الطفل بخطة أسبوعية وتقييم نقاط الضعف والقوة، وتمكين الطفل من تحقيق الأهداف الأسبوعية، وإكسابه المهارات الحياتية اليومية في المنزل .

بالإضافة إلى التأكد من وجود شخص بالغ قادر على الاهتمام بالطفل في المنزل للحرص على حماية الطفل من أي أخطار أو حوادث منزلية والتأكيد على التنوع الغذائي للوجبات وذلك بأن يكون متوازنا وغنيا بالألياف والفيتامينات والمعادن بالإضافة للبروتين، والتقليل من السكر والدهون.