2017_4_10_19_23_21_392
2017_4_10_19_23_21_392
العرب والعالم

ماذا وراء الاتفاقية العسكرية بين سوريا وإيران..؟

16 يوليو 2020
16 يوليو 2020

دمشق - عُمان - بسام جميدة:

لاقت الاتفاقية العسكرية التي تم توقيعها بين سوريا وإيران منذ أيام أصداء واسعة وردود أفعال كثيرة حول توقيتها واهميتها الاستراتيجية في ظل مايدور على الساحة السورية من احداث كثيرة من قبل الأطراف المتواجدة فيها، ودور الاتفاقية في إعادة توازن القوى.

وأوضح الرئيس السوري بشار الأسد، أن اتفاقية التعاون العسكري والتقني بين البلدين والتي تجسد مستوى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين سوريا وإيران، تأتي كنتيجة لسنوات من العمل المشترك والتعاون لمواجهة الحرب الإرهابية على سوريا، والسياسات العدوانية التي تستهدف دمشق وطهران.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن إيران موجودة في سوريا بطلب من الحكومة السورية وستواصل التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري أكثر من السابق، وسيستمر حتى القضاء على الجماعات الإرهابية".

وقالت المستشارة الإعلامية والسياسية للرئاسة السورية، بثينة شعبان، أن لدى سوريا عدة خيارات لكسر "قانون قيصر" وأن توقيع "الاتفاق العسكري الإيراني - السوري" هو أولى الخطوات.

ومن جهته أوضح الإعلامي والباحث في الشأن السياسي معن صالح مغزى الاتفاقية العسكرية بقوله، إن الإجابة والإحاطة بهذا السؤال ربما تفكك الكثير من المواقف وترصد تغيراتها وتغيرات الموقف الروسي نفسه، وربما يصبح السؤال أكثر منطقية لوتمت صياغته على الشكل التالي:

كيف تحول الروس من حليف للسلطة الى ضامن رئيسي لجميع الأفرقاء في حال خروج الجميع من سوريا وبقاء القوات الروسية فقط؟

ربما الأمر لا يحتاج الى الكثير من الاجتهاد إذا وضعنا نصب أعيننا العامل الإسرائيلي، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار التفاهم السوري الايراني الجديد لتوسيع الشراكة على الصعيدين العسكري والأمني وخاصة تقوية القدرات الدفاعية الجوية السورية، حينها يمكننا وضع احتمالات وسيناريوهات عديدة:

اولا: التراجع الروسي والتركي خطوة لمصلحة الايراني بعد أن تمت محاولة ابعاده، وعلى الغالب حدث هذا التراجع بالتوافق خلال القمة الثلاثية، أو بقناعة روسية مسبقة كحد أدنى.

ثانيا: في حال عدم صحة الاحتمال الأول، تكون الخطوة السورية الايرانية تحمل في طياتها شيئاً من التحدي لجميع الأطراف (روسيا وتركيا من جهة، أمريكا واسرائيل من جهة ثانية)، فتعزيز التفاهمات العسكرية مع ايران تتناقض مع ما ذكرناه سابقاً ومع مقولة خروج الجميع ما عدا الروسي، وربما تأتي هذه الخطوة ردّاً لما يمكن تسميته التقاعس أوالاحراج الروسي تجاه اسرائيل وضرباتها الجوية المتكررة على سوريا، لذلك كان الاتفاق يؤكد على تعزيز الدفاعات الجوية السورية.

ثالثا: الصين الحاضرة في مجلس الأمن والغائبة عن الأرض السورية، تطل برأسها من نافذة لبنان، الصين لا تريد منافسة الروسي والايراني في سوريا، واختارت لبنان كنافذة متوسطية ضمن معركة مد الجسور الاستراتيجية لمحاصرة الولايات المتحدة، والموقف الصيني والاتفاقيات الاستراتيجية الموقعة بين ايران والصين لمدة 25 عاماً توضح قدرة الايرانيين على تجاوز العقوبات التي اربكتها في الشهور الماضية.

رابعا: الاستعجال في توحيد القوى الكردية هو الرد الأمريكي على كل التفاهمات التي تجري في المنطقة بين (الثلاثي الضامن في سوريا) وبين ايران وحزب الله والصين في لبنان، وهذا يفسر أيضاً تزامن العملية العسكرية الايرانية التركية ضد قوات حزب العمال الكردستاني على الحدود العراقية لكل منهما، ولن ننسى تصريح العشائر في مواجهة التعاون الامريكي مع قسد.

سادسا: اسرائيل وفي تزايد مخاوفها من التواجد الإيراني في المنطقة متهمة اليوم بالوقوف خلف بعض التفجيرات التي حدثت لبعض المنشآت في العمق الايراني. وفي اول رد فعل لها اعتبرت أن الإتفاقية السورية الايرانية إعلان نوايا ورسالة مزدوجة لإسرائيل.

هذا هو المشهد العام في المنطقة، وبنظري أن الإتفاقيات السورية الإيرانية، والصينية اللبنانية (إن اكتملت) هما الحدثين الأبرز، فهما يشكلان التموضعات الجديدة شرق المتوسط، وحتى اللحظة لم يرشح أي موقف روسي واضح حول التفاهمات السورية الإيرانية، وعند ظهور ذلك الموقف ربما تتعمق الرؤية بشكل أكبر، لكن الثابت هو أن ايران موجودة بقوة في المشهد إن كان ذلك برضى الروسي أو رغماً عنه، وهذا يعني أن الروسي في سوريا والصيني في لبنان، والايراني هو القاسم المشترك معهما.

ولا ندري إن كان التركي سيقبل بهذه المعادلة، وإن قبل بذلك فما هو الثمن أوالمقابل، هل يكون ذلك الثمن في سوريا أم في ليبيا؟ وهل روسيا ستترك ليبيا مجدداً، لكن لتركيا هذه المرة لتضعها في مواجهة مع الاوروبيين؟ الكثير من الاجابات عن هذه الأسئلة ستتوضح في المدى القريب.