CHINA-HEALTH-VIRUS
CHINA-HEALTH-VIRUS
العرب والعالم

آسيا تزيد من قيود "كورونا "مع ظهور حالات إصابة جديدة.. والولايات الامريكية تعيد سياسة الاغلاق

14 يوليو 2020
14 يوليو 2020

عواصم - وكالات: أعادت ولاية كاليفورنيا وعدة مناطق أخرى في العالم تواجه ازديادا حادا في عدد الإصابات بكوفيد-19، فرض قيود صارمة فيما عبرت منظمة الصحة العالمية عن القلق إزاء رؤية "العديد من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ" وتقوض ثقة الشعوب بسبب عدم وجود رسائل واضحة.

وأودى فيروس كورونا المستجدّ بـ569 ألفا و 879 شخصا في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر فيما تجاوز عدد الإصابات 13 مليونا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسميّة حتى مساء الإثنين.

وقد سجّلت الولايات المتّحدة وحدها مساء امس الاول الإثنين 59,222 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز، ما أدى إلى ارتفاع الحصيلة الإجمالية للإصابات إلى 3,36 مليون شخص.

والإثنين أمر غافين نيوسوم حاكم كاليفورنيا، وهي من أكثر الولايات تضررا بالوباء، دور السينما والمطاعم التي تستقبل الزبائن في صالات داخلية بإغلاق أبوابها مجدّدا بسبب تزايد الإصابات بكوفيد-19 في الولاية.

إغلاق فلوريدا مجددا

كما أعلنت ولاية كاليفورنيا إحدى البؤر الرئيسية للوباء في الولايات المتحدة وأول ولاية أميركية تفرض الإغلاق التام في مارس الماضي، الا ان امس الاول الاثنين اعلن عن توسيع نطاق إغلاق المطاعم التي تستقبل الزبائن في صالات داخلية وكذلك دور السينما وحدائق الحيوانات وأحواض الاكواريوم.

ويشمل القرار أيضا الكنائس والشركات بما فيها صالات التمارين الرياضية ومراكز التسوّق وصالونات تصفيف الشعر والأعمال غير الأساسية التي تجرى في قاعات مغلقة في ثلاثين من المقاطعات الأكثر تضرّرا بالوباء، لا سيّما لوس أنجلوس.

وفي لوس أنجلوس، لن يعود 600 ألف تلميذ إلى صفوفهم في منتصف أغسطس كما هو مخطط لكنهم سيحضرون حصصا دراسية عبر الانترنت حتى يتحسن الوضع الصحي.

عبر جنوب الولايات المتحدة وغربها، مثل تكساس وفلوريدا اللتين تشهدان أيضا ارتفاعا حادا في عدد الإصابات بوباء كوفيد-19، يخطط المسؤولون المحليون للذهاب أبعد من ذلك وإصدار قرار بإعادة فرض إجراءات العزل لكن الخلافات السياسية بين مختلف السلطات القضائية تمنع استجابة موحدة ومتماسكة في وجه الفيروس.

من جانبه، أبقى الرئيس دونالد ترامب على رأيه وقال الاثنين "كلّما ازدادت الاختبارات ازدادت الإصابات" المكتشفة.

واعتبر رئيس بلدية ميامي فرانسيس سواريز وهو أيضا جمهوري، أنه من الضروري التفكير في العودة إلى تدابير الحجر الصحي، قائلا إن الوباء "خرج عن السيطرة".

فرض وضع الكمامة

من جهتها، بعد تردد طويل، قررت الحكومة البريطانية جعل وضع الكمامة إلزاميا في المتاجر في إنجلترا اعتبارا من 24 يوليو لتجنب عودة انتشار وباء كوفيد-19، وقد أشيد بهذا الإجراء امس الثلاثاء بأنه مفيد لكنه جاء متأخرا.

وقد فرض وضع الكمامة منذ 15 يونيو في وسائل النقل العام فقط وأوصت السلطات بوضعها في الأماكن العامة المغلقة.

حول أسباب الانتظار عشرة أيام، قال وزير البيئة جورج أوستيس خلال مقابلة مع "سكاي نيوز"، "نريد أن نعطي الناس بعض الوقت للاستعداد".

وأضاف "لقد تطورت الأدلة والإدراك حول فائدة الكمامات، فيما نقوم برفع تدابير الإغلاق والسماح بفتح المزيد من الأماكن، نحتاج أيضا إلى مراجعة الإجراءات المعمول بها للحد من انتقال الفيروس والتحكم به".

وهذا الإجراء لن ينطبق على الحانات والمطاعم ولا على موظفي متاجر السوبرماركت، وفق ما قال يوستيس لشبكة "بي بي سي".

وسيواجه المخالفون غرامة تصل إلى 100 جنيه استرليني (110 يورو)، كما هي الحال مع وسائل النقل العام.

يشار الى ان وضع الكمامات إلزامي في اسكتلندا وفي العديد من البلدان الأوروبية.

وقد رفعت المملكة المتحدة أكثر البلدان تضررا بالفيروس في أوروبا مع ما يقرب من 45 ألف وفاة، معظم القيود التي فرضت في 23 مارس لمكافحة انتشار الفيروس، لكن مناطق مختلفة منها تبنت جداول زمنية مختلفة لتخفيف تلك الاجراءات.

وقالت نقابة الأطباء البريطانية إن فرض وضع الكمامات في المتاجر هو تدبير "طال انتظاره" ويجب تطبيقه على الفور.

كما أشاد رئيس بلدية لندن صادق خان بهذه الخطوة التي أقرّتها الحكومة مشددا على أن "هذا الإجراء الصغير يمكن أن يحدث فرقا كبيرا إلى جانب تدابير أخرى".

كذلك، رحب اتحاد تجار التجزئة البريطاني بـ"الوضوح" الذي وفّره هذا التدبير، بعد "رسائل متناقضة" جعلت "من الصعب على الناس فهم ما يجب عليهم القيام به".

وعلى صعيد آخر، قالت أكاديمية العلوم الطبية في المملكة المتحدة إن هناك إمكانا لحصول "أسوأ السيناريوهات" مع موجة ثانية للوباء قد تقتل ما يصل إلى 120 ألف شخص في المستشفيات في أنحاء البلاد هذا الشتاء. وهي اعتبرت أن "التحضير المكثف" ضروري للحد من المشكلات الصحية المرتبطة بالفيروس التي قد تثقل خدمات الصحة العامة في بريطانيا.

"إدارة سيّئة"

حذرت منظمة الصحة العالمية امس الاول أن دولا كثيرة لا تتخذ التدابير السليمة لمواجهة وباء كوفيد-19، وذلك غداة تسجيل رقم قياسي بعدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد بلغ 230 الفا.

وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الانترنت أن "الفيروس يبقى العدو العلني الرقم واحد، لكن ما تقوم به غالبية الحكومات والأفراد لا يعكس هذا الأمر"، مشيرا الى أن "عددا كبيرا من الدول يسلك الاتجاه الخاطئ".

وتابع أن "الرسائل المتناقضة للمسؤولين تقوض العنصر الاكثر حيوية في أي رد: الثقة" من دون أن يشير الى اسماء محددة.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بأن الوباء يفاقم مشكلة الجوع في العالم التي أثّرت على حوالى 690 مليون شخص العام الماضي أي ما يعادل 8,9 % من سكان الكوكب.

وقال محلل السياسات لدى "فاو" ثيبو ميّان "إذا استمر هذا الاتجاه، فيقدّر أنه بحلول العام 2030، سيتجاوز هذا العدد 840 مليون شخص حول العالم. وهذا يعني أن الهدف (القضاء على الجوع بحلول العام 2030 الذي حددته الأمم المتحدة العام 2015) لا يسير على المسار الصحيح".

آسيا:ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس

شددت الولايات الأسترالية الرقابة على الحدود وقيدت ارتياد الاماكن امس الثلاثاء، فيما استعدت ديزني لإغلاق متنزه ألعابها في هونج كونج وكثفت اليابان من عمليات التتبع لمواجهة قفزة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بأنحاء قارة آسيا، مما أجج مخاوف من موجة تفش ثانية.

وفي آسيا، حيث ظهر الفيروس بوسط الصين لأول مرة نهاية العام الماضي، تجد أجزاء كثيرة من القارة مبررات لوقف معاودة فتح اقتصاداتها بعد أن نال بعضها إشادة لتعامله مع التفشي لدى ظهوره.

وتجنبت أستراليا إلى حد بعيد أعداد الإصابات والوفيات الكبيرة التي حدثت في دول أخرى باتباعها إجراءات سريعة وحازمة لكن ارتفاعا في انتقال العدوى محليا بولاية فكتوريا وزيادة في الحالات الجديدة بولاية نيو ساوث ويلز أقلقت السلطات.

وألغت ولاية جنوب أستراليا خططا لمعاودة فتح حدودها مع نيو ساوث ويلز في 20 يوليو تموز في حين فرضت ولاية كوينزلاند حجرا صحيا إلزاميا لمدة أسبوعين على الأشخاص الذين زاروا منطقتين في الضواحي الغربية لمدينة سيدني.

وفي نيو ساوث ويلز، التي شهدت عشرات الحالات المرتبطة بالتفشي في ولاية فكتوريا، قررت السلطات أن تكون الطاقة القصوى للحانات 300 شخص كإجراء احترازي بعد تفش تركز في فندق كبير بجنوب غرب سيدني.

وقالت رئيسة وزراء الولاية جلاديس بيريجكليان للصحفيين "الأنشطة داخل الأماكن المغلقة التي لا يجلس فيها الأشخاص على مقاعد تشكل خطرا كبيرا على الصحة. هذا يزيد فرصة انتقال العدوى".

وتعيش ملبورن ثاني كبرى مدن أستراليا ثاني أسبوع من إغلاق مدته ستة أسابيع.

اتجاه خاطئ

وفي هونج كونج التي شهدت حالات إصابة قليلة خلال الموجة الأولى من الجائحة ستفرض السلطات إجراءات تباعد اجتماعي صارمة اعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء وذلك في أشد الإجراءات حزما هناك حتى الآن.

وقالت السلطات الصحية إن هونج كونج سجلت 52 إصابة أمس الاول الاثنين من بينها 41 انتقلت فيها العدوى محليا. ومنذ نهاية يناير كانون الثاني سجلت هونج كونج 1522 إصابة وأوردت وسائل إعلام نبأ وقوع ثامن وفاة أمس الاثنين.

وقالت حكومة هونج كونج "ظهور حالات إصابة محلية غير معلومة المصدر في الآونة الأخيرة يشير لاستمرار انتقال العدوى داخل المجتمع دون أن يدري أحد".

وقالت شركة والت ديزني إنها ستغلق مؤقتا متنزه ألعاب ديزني لاند اعتبارا من اليوم الأربعاء.

وفي الصين، التي احتوت تفشيا متشعبا في بكين خلال الأسابيع الأخيرة، خففت السلطات القيود الحدودية بين مكاو وإقليم قوانغدونغ المجاور.

وفي اليابان، يحاول مسؤولو الصحة تحديد موقع أكثر من 800 شخص حضروا عرضا مسرحيا بعدما ثبتت إصابة 20 شخصا بالفيروس من بينهم أعضاء في الفرقة.

وفي مدينة بنجالور العاصمة التكنولوجية للهند، بدأ أسبوع جديد من الإغلاق امس الثلاثاء بعد ارتفاع في حالات الإصابة عقب تخفيف القيود. وزادت الحالات من نحو 1000 في 19 يونيو حزيران، حين اعتقدت المدينة إنها نجت من أسوأ مصير بفضل تتبع المصابين والمخالطين لهم، إلى نحو 20 ألف حالة.

وسجلت الفلبين هذا الأسبوع أكبر ارتفاع يومي في الوفيات بسبب فيروس كورونا في جنوب شرق آسيا وستعاود السلطات إغلاق جزء من مانيلا يسكنه نحو 250 ألف شخص. وقال متحدث رئاسي إنه من غير المحتمل تخفيف القيود على أجزاء أخرى من العاصمة.

إيران تسجل 179 حالة وفاة

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية امس الثلاثاء ارتفاع إجمالي عدد حالات الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في البلاد إلى 13 ألفا و 211 حالة، بعد تسجيل 179 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وكانت إيران سجلت الخميس الماضي أكبر عدد يومي للوفيات منذ ظهور فيروس كورونا في البلاد، وذلك بتسجيل 221 حالة وفاة في يوم واحد.

وصرحت المتحدثة باسم وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية سيما سادات لاري امس بأن إجمالي عدد الإصابات تجاوز 262 ألفا، بعد تسجيل 2521 حالة إصابة جديدة.

ولفتت إلى أن 3389 من المصابين في وضع صحي حرج، وأن عدد المتعافين تجاوز 225 ألفا.

وبعد انخفاض أولي في عدد الإصابات في منتصف مايو، خففت إيران من التدابير التي كانت فرضتها لمنع انتشار فيروس كورونا وأعادت فتح الاقتصاد مرة أخرى، وهو ما يرى الخبراء أنه أدى إلى زيادة كبيرة في الإصابات مؤخرا.