555
555
الثقافة

متخصصون يؤكدون على دور الإذاعة في دعم الحراك الثقافي وزيادة الوعي

13 يوليو 2020
13 يوليو 2020

كتبت- شذى البلوشية

أقيمت مساء أمس الأول جلسة حوارية بعنوان "البرامج الثقافية الإذاعية ودورها في دعم الحراك الثقافي"، بمشاركة الدكتور صالح المحمود من المملكة العربية السعودية، و سليمان المعمري من السلطنة، ووائل الدمنهوري من جمهورية مصر العربية، وأدار الجلسة حسني نجار.

جاءت إقامة الجلسة الحوارية بتنظيم من صالون فاطمة العلياني الأدبي، عبر المنصة الافتراضية "زوم"، وحسابات الصالون في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد استمع الحضور عبر فضاءات التواصل عن بعد إلى حديث مثري حول الأهمية التي تلعبها البرامج الإذاعية سواء أ كانت الثقافية أو غيرها، في إثراء المستمع، وإمداد محصوله الثقافي بالمزيد في شتى الجوانب.

وقد اتفق المشاركون في الجلسة على أن الإذاعة تبقى الوسيلة الوحيدة التي يمكنها الوصول بكل سهولة إلى شتى الأرجاء كما قال سليمان المعمري: "توصف الإذاعة على أنها أكثر ديموقراطية لأنها تستطيع الوصول إلى كل قرية"، لذا وجب أن تحافظ على مستواها، وتطور من برامجها، بما يتناسب مع حاجة المجتمع، ورغم أن البرامج الثقافية هي المحور الذي تناولته الجلسة الحوارية، إلا أن تعريف المشاركين لمعنى الثقافة لم يرتبط بالجانب الأدبي والفني فقط، بل تعداه إلى جميع الجوانب التي هي مسؤولة عن تشكيل الوعي والثقافة لدى المستمع بما يدور حوله، فجاء تعريف الدكتور صالح المحمود للثقافة على أنها "جزء من وعينا وهويتنا وانتمائنا، والحديث عنها مفتوح، ولكن ما يجب أن نتوافق عليه هو أن الثقافة هي الوعي الحقيقي لكل مايدور حولنا، والمثقف يجب أن يكون صاحب وعي ونظرة بعيدة".

وهو ما وافقه عليه وائل الدمنهوري من إذاعة صوت العرب، الذي أكد على أن "كل مايقدم في الإذاعات العربية بمختلف موضوعاته ومجالاته يعتبر ثقافة للشعوب"، وأضاف : "أن التنمية الثقافية تشمل جميع مسارات الحياة".

ولم يكن سليمان المعمري إلا مؤيدا ومتفقا على قولهما، مضيفا: "أن الإذاعات لا يفترض أن تكون بها دائرة للبرامج الثقافية، فكل البرامج فيها تثقيف للمستمع".

وتحدث المعمري حول تجربته في تقديم وإعداد البرامج الثقافية في الإذاعة العامة، متحدثا عن برنامج "المشهد الثقافي" الذي انطلق في ٢٠٠٧، ليغطي أبرز الفعاليات الثقافية التي تقام في السلطنة، إضافة إلى البرامج الأخرى التي اهتمت بالجانب الثقافي مثل: برنامج خطوات على الطريق، وكتّاب المستقبل، إضافة إلى برامج الحوارات مع المثقفين العرب، وتتبع الإصدارات للكتّاب العمانيين، مؤكدا على أن: "إذاعة سلطنة عمان في جوهرها ثقافية، وإن كانت عامة"، وسرد المعمري أيضا حكاية برنامج "القارئ الصغير" الذي وصفه أنه ابن لبرنامج "كتاب أعجبني" الذي يستضيف فيه قرّاء للحديث عن كتاب معين، ولكن اكتشاف المواهب الصغيرة وحبهم للقراءة هو ما دعى المعمري ليبدأ العمل لتقديم برنامج "القارئ الصغير" الذي هو مهتم بالصغار، مؤكدا على ان الهدف من ذلك هو عدم ظلم الصغار مع برامج الكبار التي هي "أكثر نخبوية ومتخصصة".

وفيما يتعلق بالنخبوية قال المعمري: "البرامج الثقافية وإن كانت تقدم للمثقفين ولكن لا ينبغي أن تكون نخبوية، وإنما توجه إلى العامة، فالإذاعة وسيلة مختلفة عن الوسائل الإعلامية الأخرى، من خلال قدرتها على إعمال الخيال، وتوظيف مختلف وسائل الاعلام".

وتحدث المحمود حول تجربته في مجال الإذاعة الثقافية والتي وصفها بأنها بسيطة أمام باقي التجارب الأخرى، إلا أنه أكد على سعيه على تنمية المواهب الإبداعية للشباب وفتح المجال لهم من خلال برنامجه لقراءة نصوصه مع توجيههم إلى المسار الصحيح وتقديم النقد البناء لما عرضوه من خلال البرنامج، وقال المحمود: "الإعلام هو الشريان الذي يستطيع نقل الثقافة إلى وعي المجتنع، والإذاعة ركيزة مهمة، حيث أن طرحها يكون عادة ناضج عكس باقي المنصات الأخرى، وتراهن الإذاعة على النضج".

ووافقه الحديث المعمري مضيفا على أهمية تقديم البرامج الثقافية للشباب، حيث يقول "أن بعض الإذاعات تقدم برامج للشباب دون المستوى، وكأن الفكرة الشائعة أن الشباب لا يهتم إلا ببرامج المنوعات، والشباب ليس عازفا عن البرامج الثقافة، ولكن العازفون هم المسؤولون في الإذاعات، ولو أنهم أتاحوا الفرصة لتقديم برامج ثقافية شبابية لوجدوا الشباب متفاعلون".