كورونا

الاختصاصات الطبية ينظم حلقة نقاشية إلكترونية حول الدروس المستفادة من كوفيد-19

11 يوليو 2020
11 يوليو 2020

نظم المجلس العماني للاختصاصات الطبية حلقة نقاشية عبر الاتصال المرئي حول "الدروس المستفادة من "كوفيد-19"، والطريقة المثلى للمضي قدمًا"، بحضور معالي الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة، ومشاركة الدكتور عبدالله الحارثي مدير عام مستشفى خولة، والدكتور قاسم السالمي مدير عام المستشفى السلطاني، والدكتور خليفة الوهيبي مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتور حمد الحارثي مدير مستشفى النهضة.

حضر الحلقة النقاشية أكثر من 350 شخصا من الفئات الطبية والطبية المساعدة، والمهتمين من أفراد المجتمع، ناقش خلالها مديرو المستشفيات أبرز التحديات والصعوبات، والدروس المستفادة من جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19".

وصرح معالي الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة، قائلا: إن جلالة السلطان المعظم، واللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد-١٩) فخورون بجميع العاملين في القطاع الصحي ويثمّنون دورهم العظيم في مواجهة هذه الجائحة.

وأوضح معاليه أن تطوير الموارد البشرية وتمكين العاملين الصحيين في خط الدفاع الأول أمر أساسي، ونحن سعيدون بما قامت به إدارات المستشفيات في هذا الصدد، ولا ننسى شكر وتقدير القطاع الصحي الخاص والشركات التي قدمت الدعم في سبيل مواجهة الجائحة. وأضاف: إنه لا توجد دولة في العالم قدمت تنبؤًا دقيقًا للجائحة، وقد كان الاستعداد المبكر في سلطنة عمان من الإيجابيات، بالرغم من التنوع السكاني في السلطنة.

الدروس المستفادة

وبدأ النقاش بعرض للدكتور قاسم السالمي مدير عام المستشفى السلطاني، حول أبرز ما جاء فيه 6 دروس تعلمناها من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-١٩)، قائلا: أولا: نستطيع التغلب على الأوبئة بنظام صحي مرن، وليس بالرعاية العلاجية فقط، ثانيًا: الترابط والتكامل بين الحكومة والقطاع الصحي والشركاء من كافة القطاعات من أهم الدروس المستفادة، وثالثا: التقنية هي المستقبل، وظهر ذلك جليًا في هذه الجائحة، ويجب علينا مواكبتها واستخدامها في نظامنا الصحي، ورابعًا: تعلمنا أهمية إعادة هندسة وتهيئة الأماكن واستخدامها لأهداف متعددة كما تمت التوسعة في أقسام العناية المركزة، خامسًا: الموارد البشرية هي الأساس ويجب الاهتمام بها، وتقديرها ومشاركتها في صنع القرار، وسادسًا: إشراك المجتمع، وتنظيم ومراجعة قوانين الإسكان والقوى المعاملة له أهمية خاصة في مثل هذه الظروف.

تحدٍ لإدارة المستشفى

وفي العرض الذي قدمه الدكتور حمد الحارثي مدير عام مستشفى النهضة، ذكر أن الجائحة مثلت تحديًا لإدارة المستشفى من عدة نواحٍ، وقال: توفير الأجهزة والمعدات والكادر البشري والاهتمام بالحماية للكادر الطبي وإحداث التغييرات اللازمة للتأقلم مع متطلبات الجائحة، وقد تم اتخاذ التدابير اللازمة لوضع أولويات تقديم الخدمات الطبية وتأجيل بعضها لاستيعاب الضغط الذي تسبب به هذا الوباء، كما تمت إدارة الكوادر العاملة بالمستشفى بطريقة مختلفة ونقل البعض منهم إلى أقسام جديدة.

وأضاف: إنه تمت إعادة تنظيم وهيكلة الأقسام والأجنحة وإعادة تدريب وتأهيل الكوادر الصحية لتواكب المتطلبات الجديدة، والتواصل مع المؤسسات الصحية الأخرى والعمل معها عن قرب للتعامل مع المرض كما أسهمت مؤسسات القطاع الخاص في تقديم الدعم اللازم، وتفعيل المختبرات ومرافق إجراء الفحص لتعمل على مدار اليوم.

وكذلك التواصل مع المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة أسهم في الحد من انتشار الوباء، وأسهمت الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية في تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع.

وقد تم توفير خدمات الدعم المعنوي للعاملين الصحيين خلال الجائحة لمساندتهم واستطاعت إدارة المستشفى توفير المواد والأدوات الطبية اللازمة في وقت قياسي.

الدروس المكتسبة

وأوضح الدكتور حمد أن هناك عددا من الدروس المكتسبة من هذه الجائحة، قائلا: من هذه الدروس الجاهزية لمثل هذه الجوائح، والاستعداد لتحمل ضغوطات العمل في مثل هذه الأوقات، وتحديد الأوليات من الدروس المهمة، وتعلمنا العمل بالموارد المتاحة، وأهمية التواصل بشكل فعال والتعاون مع المؤسسات الأخرى، ويجب علينا إيجاد البدائل الطبية والمعدات بشكل دائم وإعداد خطط بديلة، وأهمية تقييم الوضع والنظر للثغرات الموجودة في النظام الصحي وإيجاد حلول لها والنظر للنواحي الحياتية من منظور جديد.

التحضير لمواجهة الجائحة

وقال الدكتور خليفة الوهيبي مدير عام المستشفى جامعة السلطان قابوس: تم التحضير لمواجهة الجائحة في المستشفى الجامعي منذ شهر مارس وبأعلى المستويات الإدارية، كما شُكلت 3 فرق للتعامل مع الجوانب المختلفة لتداعيات الجائحة، وتم التعامل مع الجائحة على مراحل للتغلب على التحديات والصعوبات.

ومن الإجراءات الوقائية التي يقوم بها المستشفى، يتم فحص الزوار والكادر الصحي العامل في المستشفى عند المداخل وإعادة توجيه من تظهر عليه الأعراض إلى قسم خاص لمرضى "كوفيد-١٩"، كما تمت توسعة الأقسام وزيادة عدد الأسرة المجهزة للتعامل مع الجائحة، كما قمنا بتوفير ما يلزم من معدات وخدمات وموارد.

وأضاف: إنه تمت إعادة هيكلة المساحات المتوفرة في المستشفى لاستيعاب أعداد أكبر من المرضى والتعامل بفعالية مع فيروس كورونا (كوفيد-١٩)، كذلك تقديم خدمات الدعم النفسي للمتأثرين بالجائحة، كما أسهم تفعيل الخدمات الإلكترونية للصيدلية في الحد من أعداد الأشخاص المتواجدين لاستلام الأدوية، وأسهم استخدام التكنولوجيا في توفير خدمات عديدة كالتعليم عن بعد والاجتماعات المرئية والعيادات الافتراضية.

وقال الوهيبي: لا ننسى الدور الكبير الذي قام به الأطباء والممرضون وجميع العاملين الصحيين، ونشكرهم على ذلك فقد قام العديد منهم بمهام متعددة في ظل الظروف الحالية وبالأخص الممرضين والعاملين في المختبرات التي تعمل من ١٨ إلى ٢٤ ساعة يوميا، كما أن المستشفى الجامعي قام بالكثير من البحوث الطبية المتعلقة بهذه الجائحة فيروس كورونا (كوفيد-١٩).

الالتزام بإجراءات موحدة

من جانبه قال الدكتور عبدالله الحارثي مدير عام مستشفى خولة: يتوجب علينا العمل معًا لدرء هذه الجائحة والالتزام بإجراءات موحدة، فقد علمتنا أن العمل للسيطرة على الوباء يجب أن يتم بالتعاون بين جميع التخصصات. وأوضح أن تدريب الكوادر الصحية سواء الممرضين أو الأطباء ليصبحوا قادرين على القيام بوظائف متعددة من الأولويات المهمة، كما أنه يتوجب علينا التواصل مع جميع الفئات العاملة في المؤسسات الصحية بغض النظر عن مستواها بدءًا من عمال النظافة إلى التدرج للأعلى، وهذا من مهام الإدارة الوسطى التي يجب تطويرها بحيث تجد الحلول اللازمة لتقوية التواصل بين العاملين في المؤسسات.

وقال: يجب علينا تقوية المؤسسات الصحية في المناطق، وذلك عن طريق التدريب ورفد هذه المؤسسات بالكوادر المؤهلة، وقد لعب المجلس العماني للاختصاصات الطبية دورًا مهمًا وفعالًا في هذا المجال.

وأضاف: وجدنا الدعم من المؤسسات الصحية الخاصة، وعلّمتنا الجائحة أهمية فرض التأمين الصحي لجميع المقيمين على أرض السلطنة، كما ساهمت المسؤولية الاجتماعية لبعض الشركات الرائدة في توفير الدعم والمواد الطبية خلال فترة الوباء، وشهدنا أهمية المسؤولية المجتمعية في الحد من انتشار الوباء.

وضمن حديثه أضاف الدكتور عبدالله: إنه يجب علينا التعاون مع دول الجوار في مثل هذه الجوائح، سواء من ناحية توفير المعدات والأدوات الطبية أو من خلال دعم الكوادر البشرية، وذكر أن التكنولوجيا لعبت دورًا مهمًا في هذه الجائحة، ويجب التركيز عليها مستقبلا.

وختم حديثه قائلا: إيصال المعلومات الصحيحة يساهم كثيرا في الحد من انتشار المرض ومن التحديات التي واجهتنا انتشار المعلومات المغلوطة بين المجتمع، وتداول الشائعات.