1490028
1490028
العرب والعالم

الوقود سلاح حرب في اليمن

10 يوليو 2020
10 يوليو 2020

صنعاء - (أ ف ب): تصطف سيارات كثيرة أمام محطات الوقود منذ نحو شهر في مناطق سيطرة جماعة انصار الله في اليمن، وسط معاناة من نقص حاد في المحروقات له تداعيات وخيمة على السكان بعد سنوات الحرب المضنية. وليست أزمة الوقود أمرا جديدا في اليمن الغارق في الاقتتال اليومي منذ 2014، لكن الأزمة بدأت تتضخّم مؤخّرا بينما يمر البلد الفقير بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، يفاقمها تفشي فيروس كورونا المستجد. ويشهد اليمن نزاعاً مسلّحاً منذ يوليو 2014 حين بدأ انصار الله هجوما نحو العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، قبل أن يتصاعد في مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للحكومة لوقف زحف انصار الله. وقتل في اليمن منذ بدء عمليات التحالف آلاف المدنيين، فيما نزح أكثر من 3,3 ملايين شخص عن منازلهم. وتتّهم الحكومة والتحالف انصار الله بالتسبّب في النقص في الوقود في محاولة للضغط من أجل رفع الحصار المفروض عليهم، إلا أن الجماعة تقول أن التحالف يمنع وصول الوقود إلى مناطقهم بهدف خنقهم اقتصاديا. ويجد المدنيون أنفسهم عالقين وسط تبادل الاتهامات يوميا، مع تحذير منظمات دولية من أن الوقود أصبح سلاح حرب. وقال مدير منظمة "أوكسفام" في اليمن محسن صدّيقي لوكالة فرانس برس "قد يؤدي نقص الوقود الذي طال أمده إلى تعريض الملايين لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد والأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا لأن الوقود ضروري لتوفير المياه النظيفة في اليمن". كما يؤثر شح الوقود على إنتاج الكهرباء وتشغيل المستشفيات وحركة النقل والأسعار. كهرباء المستشفى في 26 يونيو، حذّرت شركة النفط اليمنية الواقعة في مناطق انصار الله من أنّ مخزوناتها بدأت تنفذ. وقالت الشركة في بيان إنّ التحالف يمنع منذ نحو ثلاثة أشهر 15 ناقلة على الأقل من تفريغ 420 ألف طن من الوقود والديزل في ميناء الحديدة (غرب) الواقع كذلك في منطقة يسيطر عليها انصار الله. في المقابل، تنفي الحكومة المعترف بها دوليا احتجاز التحالف للسفن، وتقول إنّ انصار الله افتعلوا الأزمة "لممارسة الابتزاز"، وفقا لوزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح الذي يرئس اللجنة الوطنية للإغاثة في الحكومة. وقال فتح "هناك 250 قاطرة وقود محتجزة عند مداخل مناطق سيطرة انصار الله في البيضاء والجوف وتعز قادمة من مرافئ الشرعية، وانصار الله يمنعون دخولها لتفريغ حمولتها" بحجة أنها ليست من نوعية جيدة. وطالت التبعات مستشفى الثورة في صنعاء، وقال مدير المستشفى عبد اللطيف أبو طالب لفرانس برس إنّ الكهرباء لم تعد تصل بشكل منتظم، محذّرا من أنّ قسمي العناية الفائقة وغسيل الكلى قد يكونان الأكثر تضررا. وأضاف "بسبب نقص الوقود، لم يعد الأطباء والممرضات يصلون بسهولة إلى المستشفى"، مشيرا إلى أنّ أسعار المعدات والمنتجات اللازمة لعمل أقسام المستشفى باتت مرتفعة للغاية. وفي مقابلة مع فرانس برس، صرّحت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي أن "الوقود اللازم للحفاظ على عمل المستشفيات وتشغيل محطات المياه وتشغيل أنظمة الري، محتجز في السفن". وقالت "مشكلة السفن تفاقم الوضع الاقتصادي الذي يشبه بشكل مخيف ما رأيناه عندما كانت اليمن على حافة المجاعة قبل 18 شهرا".