111
111
آخر الأخبار

د. عائشة الشحية: الكمامات وحدها لا توفر مستوى كافٍ من الحماية ضد عدوى كوفيد-19

10 يوليو 2020
10 يوليو 2020

ارتداء القفازات قد يزيد من مخاطر العدوى والمفيد تحسين ممارسات نظافة اليدين

كتبت ـ وردة بنت حسن اللواتية

تتواجد في الأسواق حاليا الكثير من الكمامات، وهناك الكثير من المعلومات المتناقضة عن هذه الكمامات تصلنا من خلال مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي، وللحصول على المعلومة الدقيقة أجرينا هذا الحوار مع الدكتورة عائشة بنت سليمان الشحية استشارية أولى طب الأسرة، ورئيسة مستشفى دبا وعضوة الرابطة العمانية لأطباء الأسرة.

في البداية تشير د. عائشة أن تغطية الفم والأنف بالكمامة عند الخروج من المنزل سلوك وقائي هام لحماية الجهاز التنفسي من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث ينبغي استخدام الكمامات في إطار استراتيجية شاملة من تدابير كبح انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح. ولا يكفي استخدام الكمامات وحدها لتوفير مستوى كافٍ من الحماية ضد عدوى كوفيد-19، بل ينبغي كذلك الحفاظ على مسافة آمنة لا تقل عن متر واحد من الآخرين، والحرص على تنظيف اليدين بشكل مستمر، وتحاشي لمس الوجه والكمامة.

الكمامات الطبية

وحول سؤالنا عن أنواع الكمامات المستخدمة ضد انتشار كوفيد-19، وكيف تستخدم؟ توضح قائلة: تنقسم الكمامات إلى كمامة طبية وكمامة غير طبية، ومن شأن الكمامات الطبية أن تحمي الأشخاص الذين يرتدونها من الإصابة بالعدوى، وبإمكانها كذلك منع المصابين بأعراض المرض من نقل العدوى إلى الآخرين.

أولا الكمامات الطبية (تُعرف أيضا باسم الكمامات الجراحية): هذه الكمامة فعالة في منع قطرات الجسيمات الكبيرة، إلا أنها لا تقوم بتصفية أو حجب الجزيئات الصغيرة جدا في الهواء. وهي مصنوعة من ثلاث طبقات على الأقل من مواد اصطناعية غير منسوجة، ويتم تركيبها على نحو يحصر طبقات الترشيح في المنتصف.

وتتوفر هذه الكمامات بمستويات سُمك مختلفة ودرجات متنوعة من مقاومة السوائل ومستويين من الترشيح، وتقلل هذه الكمامات الطبية من مخاطر انتقال القطيرات التنفسية من مرتديها إلى الآخرين وإلى البيئة المحيطة، كما أنها تقلل من فرص انتقال الفيروس من الآخرين إلى مرتدي الكمامة.

وبالنسبة لإرشادات استخدامها، فأشارت موضحة: ينبغي تنظيف اليدين بفركهما بمطهر كحولي أو غسلهما بالماء والصابون قبل ارتداء الكمامة النظيفة وبعد خلعها، ويجب تثبيت الكمامة بإحكام حول الذقن وأعلى الأنف، كما ينبغي تجنب لمس الكمامة أثناء ارتدائها على الوجه والتخلص منها على الفور إذا أصبحت رطبة. والأهم من ذلك أن ارتداء الكمامة يجب أن يترافق مع التدابير الوقائية الأخرى، بما في ذلك الحرص الدائم على نظافة اليدين والتباعد الجسدي مسافة متر واحد على الأقل من الآخرين.

وأكدت قائلة: إن منظمة الصحة العالمية توصي الفئات التالية بضرورة استخدام الكمامات الطبية دون غيرها وهم: العاملون الصحيون، وأي شخص لديه أعراض تشير إلى إصابته بكوفيد 19- حتى لو كانت أعراضه خفيفة، والقائمون على رعاية أشخاص مصابين بحالات كوفيد-19 مؤكدة أو مشتبه فيها، وأيضا خارج المرافق الصحية.

كذلك يوصى بارتداء الكمامات الطبية للأشخاص المعرّضين لخطر العدوى عندما يتواجدون في مناطق يتفشى فيها المرض على نطاق واسع ولا يمكنهم ضمان الابتعاد عن الآخرين مسافة متر واحد على الأقل، وتضمّ هذه الفئة خاصة الأشخاص البالغون من العمر 60 عاماً فما فوق، والأشخاص المصابون بحالات صحية كامنة أياً كانت أعمارهم.

أقنعة التنفس

وتتابع د. عائشة الشحية حديثها عن الكمامات الطبية قائلة: وهناك أقنعة التنفس (المعروفة أيضا باسم أقنعة الوجه التنفسية المرشحة-FFR والمتاحة بمستويات متفاوتة الأداء مثل N95):

حيث تم تصميم هذه الأقنعة خصيصا للعاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية لمرضى كوفيد-19 في المرافق والأماكن التي تُطبق فيها إجراءات طبية تولّد رذاذاً. ويجب التأكد من صحة تثبيت قناع التنفس على العاملين في مجال الرعاية الصحية قبل استخدامه لضمان ارتدائهم المقاس المناسب لهم.

وتعمل هذه الكمامة على تنقية الهواء، ومنع الجزيئات الصغيرة للملوثات من دخول الفم أو مجرى الأنف، ويستعملها الأطباء والكادر الصحي ممن لديهم اتصال مباشر مع المرضى، حيث تمنحهم حماية كبيرة بفعالية 95%

الكمامة القماشية

وأضافت: ثانيا الكمامات غير الطبية: والمعروفة أيضاً بالكمامات القماشية ويمكن أن تقوم بدور حاجز يمنع انتقال الفيروس من مرتدي الكمامة إلى الآخرين.

ويمكن شراء هذه الكمامات تجارياً أو صنعها في المنزل، وهي لا تتخذ شكلاً موحداً عموماً مثل الكمامات الطبية. وهناك عدة أنواع من الكمامات القماشية، وجميعها ينبغي أن تغطي الأنف والفم والذقن، ويتم تثبيتها بأشرطة مطاطية أو أربطة، وتتضمن عدة طبقات، ويمكن غسلها وإعادة استخدامها.

وهناك نقطة هامة توضحها رئيسة مستشفى دبا، وهي أن استخدام الكمامة القماشية وحده لا يكفي لتوفير مستوى كافٍ من الحماية، وإنما يجب الحفاظ على مسافة متر واحد على الأقل من الآخرين، وتنظيف اليدين بشكل مستمر، والحرص على تجنب لمس الوجه والكمامة.

كما تعكف منظمة الصحة العالمية على دراسة علم الكمامات والتشجيع على إجراء البحوث في هذا المجال. وقد حددت النتائج البحثية الجديدة أنواع الأقمشة المفضلة للكمامات القماشية غير الطبية وعدد طبقاتها وتركيبتها، وهي على النحو التالي: طبقة داخلية من مادة ماصة مثل القطن، وطبقة وسطى من مادة غير منسوجة مثل البولي بروبيلين، وطبقة خارجية من مادة غير ماصة، مثل البوليستر أو مزيج البوليستر.

وقالت: يستخدم العديد من الناس كمامات قماشية غير طبية في الأماكن العامة رغم الأدلة المحدودة على فعاليتها، ولا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام عامة الناس هذه الكمامات على نطاق واسع للسيطرة على تفشي عدوى كوفيد-19. غير أنه في المناطق التي تشهد تفشياً واسعاً للعدوى وتمتلك قدرة محدودة على تطبيق تدابير المكافحة، ولا سيما في الأماكن التي يتعذر فيها الحفاظ على التباعد الجسدي بمسافة متر واحد على الأقل، مثل وسائل النقل العام والمتاجر والأماكن المحصورة أو المكتظة، تنصح المنظمة الحكومات بتشجيع عامة الناس على استخدام الكمامات القماشية غير الطبية إن تعذر توفر الكمامات الطبية.

وأشارت موضحة: قد تزيد الكمامات غير الطبية أو الكمامات القماشية من احتمال إصابة الشخص بعدوى كوفيد-19 إذا تسببت قذارة اليدين في تلويث الكمامة، أو تكرر لمسها أو إزاحتها عن الفم والأنف ثم إعادتها مرة أخرى لتغطية الفم والأنف، وقد تسبب الكمامة أيضا صعوبة في التنفس، وتقشر بشرة الوجه.

طريقة لبس الكمامة الطبية

وحول الطريقة الصحيحة للبس الكمامة الطبية، تشرح د.عائشة بنت سليمان الشحية استشارية أولى طب الأسرة، قائلة: عليك فقط اتّباع الخطوات التالية:

تشمل أولى خطوات طريقة لبس الكمامة الطبية فرك اليدين بمعقم أو غسلهما بالماء والصابون جيداً. ومن ثم التأكد من أن الكمامة الطبية غير ممزقة أو مثقوبة

ثم وضع الكمامة على الأنف والفم والتأكد من أنها تغطيهما تماماً، والتأكد من عدم لمس الكمامة الطبية أثناء استعمالها، وفي حال تم لبس الكمامة ومن ثم لمسها باليدين، فيجب فرك اليدين بمعقم أو غسلهما بالماء والصابون جيداً.

كذلك تجنب استخدام الكمامة عند تعرضها للبلل، إذ يجب أن تكون في حالة جفاف تام. وهنا ننوه أنه يجب استعمال الكمامة الطبية مرة واحدة إذا كانت مخصّصة للاستعمال الواحد مثل الكمامات الجراحية والتي عادة مدة استخدامها يتروح بين 4-6 ساعات فقط للمرة الواحدة.

وأضافت: ينصح بنزع أي كمامات طبية يتم استخدامها من الخلف وعدم لمسها من الأمام، أي نزعها من الرباط المطاطي من خلف الأذنين، وفرك اليدين بمعقم أو غسلهما بالماء والصابون بعد الانتهاء من نزع الكمامة بطريقة صحيحة. ويجب التخلص من أي كمامة طبية مستعملة في مكان مغلق مخصص للنفايات. وأخيرا وبعد رمي الكمامة المستعملة في الأماكن المخصصة لذلك، يتوجب فرك اليدين بمعقم أو غسلهما بالماء والصابون جيدا. ً

القفازات

وسألنا د. عائشة عن مدى أهمية لبس القفازات للحماية من كوفيد 19 ، فأجابت: لا يوصى باستخدام القفازات في أوساط المجتمع، فارتداء القفازات قد يزيد من مخاطر العدوى لأنه قد يؤدي إلى أن ينقل الشخص العدوى لنفسه أو للآخرين من خلال لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الوجه.

لذلك، يوصى بالإضافة إلى تدابير التباعد الجسدي، بنصب محطات عمومية لنظافة اليدين عند مداخل ومخارج الأماكن العامة، مثل أسواق السوبرماركت أو وجود المعقمات كبديل. فتحسين ممارسات نظافة اليدين على نطاق واسع يمكّن البلدان من المساعدة على الوقاية من تفشي فيروس كوفيد-19.