1486770_127
1486770_127
آخر الأخبار

سوق الخابورة القديم يجسد عراقة المكان وتطور الإنسان

08 يوليو 2020
08 يوليو 2020

- باقر العجمي : بعد 50 عاما في السوق، أتمنى البقاء فيه وإعادة ترميمه

- سالم القطيطي : دعم الجهات المعنية ضرورة لنستمر في العطاء

- إيمان المزروعية : اكتسبت كيفية التعامل مع زواره لتحقيق النجاح

متابعة : سعيد الهنداسي

تشتهر عماننا الحبيبة بأسواقها التقليدية القديمة والتي يفوح منها عبق التاريخ العريق والماضي الجميل، وفي ولاية الخابورة يتبادر لزائرها منذ الوهلة الأولى ذلك البناء الذي يجاور البحر وبجانبه الحصن لتكون معا مثلثا جميلا يجمع بين البحر بأمواجه ورماله، والحصن بتاريخه وشموخه، والسوق القديم بتقاليده وماضيه. وكلما اقتربنا أكثر من هذا السوق التقليدي القديم نشاهد بين أركانه مختلف السلع التقليدية والحديثة في حراك ونشاط دائمين يشعرك بروح السوق التقليدي.

وفي زمن كورنا ما زال هذا السوق ينبض بالحياة مع الأخذ بكل الاحتياطات الخاصة في حماية مرتاديه وهو ما يجسد تعاونا جميلا من الجميع.

"عمان" زارت سوق الخابورة القديم والتقت ببعض مرتاديه من البائعين واقتربت أكثر منهم لمعرفة تفاصيل هذا السوق التقليدي.

ملتقى القوافل

في إحدى زوايا السوق وجدنا الوالد باقر بن حيدر العجمي حاضرا، تبدو سنوات العمر شاهدة على وجه هذا الرجل العاشق لعمله المحافظ على تواجد أهالي الخابورة في هذا السوق ومع مرور الزمن زاد عشقه له ورغبته في تواجده، بدأ العجمي حديثه معنا عن ذكرياته في هذا السوق والتي قاربت على العقد الخامس قائلا: موجود هنا في سوق الخابورة القديم منذ 50عاما وعملت مع والدي منذ صغري في عدة أنشطة قمت بمزاولتها في السوق، وكانت البداية مع الخشب وبعض المواد الغذائية كالأسماك المجففة المعروفة محليا ( القاشع) والملابس وكانت تأتينا من محافظات السلطنة المختلفة ونوجهها إلى محافظة مسقط، وتعتبر الخابورة وسوقها الحالي ملتقى لهذه البضائع والمنتجات من القوافل ويتم توزيعها في أسواق الظاهرة والباطنة ومسقط، ويضيف العجمي: يشهد السوق منافسة جيدة بين العرض والطلب وهناك تعاون بيننا كأصحاب المحلات من العمانيين في السوق.

إعادة ترميم

ويواصل باقر العجمي حديثه عن الحال التي وصل إليها السوق بقوله: السوق الحالي بحاجة إلى إعادة ترميمه وتأهيله والمحافظة على الطبيعة والموروث الحضاري والتاريخي للسوق وقد سمعنا انه سيتم نقله إلى مكان آخر، ولكن شخصيا أتمنى البقاء في هذا المكان لقربه من البحر وأسواق السمك والخضروات والأماكن التاريخية مثل الحصن .

وعن تحوله من نشاط إلى آخر ومدى تأثر ذلك على إنتاجية العمل يعلق عليها (بابتسامة جميلة) قائلا: وجدت أن الحياة في تطور وأمزجة الناس أيضا تغيرت فكان لزاما علينا أن نساير هذا التغير والتطور فكان تغيير النشاط مرتبطا بذلك وكان تقبل الناس للبضائع والمنتجات التي نقدمها دافعا لنا نحو تقديم الأفضل ويبقى دائما رضا الناس غاية لا تدرك.

فيما تحدث سالم بن عبيد القطيطي والذي يزاول مهنة البيع والشراء في سوق الخابورة القديم أيضا عن تجربته في السوق قائلا : موجود في هذا السوق منذ 20 عاما بدأت ببضاعة بسيطة متمثلة في بيع الحناء والياس والصابون والأحذية وفي السابق كانت الأسواق لها روادها من الرجال والنساء أما الآن فبدأ النشاط يقل للظروف الاقتصادية بشكل عام وافتتاح مجموعة من الأسواق الكبيرة ونتمنى من الجهات المعنية دعمنا حتى نواصل العمل وأتمنى البقاء في هذا السوق بعد أن يتم ترميمه لأنه أصبح معلما من معالم ولاية الخابورة ولقربه من مقر سكننا وموقعه التاريخي كما أن الإيجارات في السوق القديم مناسبة لنا في وضعنا الاقتصادي .

تجربة مفيدة

عامر الفريسي تحدث عن تجربته في العمل بسوق الخابورة القديم واصفا إياه بالمفيدة وأضاف: موجود في هذا السوق منذ 30 عاما والبضاعة التي أقوم ببيعها في السوق يغلب عليها الطابع النسائي مثل العطور والملابس الجاهزة وبطبيعتنا نقدم كل ما هو جديد في عالم أدوات التجميل وهناك إقبال كبير على البضائع والمنتجات وهناك من واصل العمل رغم الظروف الحالية بسبب جائحة كورونا من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونجح في ذلك مواكبا للتطور خاصة الجانب النسائي.

وحول تجربة قرابة 30 عاما وصفها الفريسي بالجيدة قائلا: تعتبر تجربة العمل في السوق فرصة جيدة تحتاج للمثابرة والمغامرة أيضا ولا بد من الاجتهاد والتعب وبذل المزيد من العمل والإخلاص فيه لتحقيق النجاح.

الحضور النسائي كان متواجدا في سوق الخابورة القديم من هذه الأسماء النسائية، فيفي عبدالقوي المعروفة في سوق الخابورة القديم ( أم سيف) بنشاطها، حيث تتواجد في السوق منذ 30 عاما فتقول أم سيف : كان السوق في بداياته أكثر حركة ونشاطا وقبلة للتسوق وكنت أبيع مستلزمات النساء والكحل والعطور والبخور والذي اختلف في الوقت الحالي ربما لقلة الرواد بسبب كثرة الأسواق حاليا واختلفت أيضا أذواق الناس وبدأت الآن العودة للسوق من خلال رغبة المتسوقين في العودة للماضي الجميل والتسوق من هذه الأسواق القديمة وكذلك نعمل على تطوير البضاعة ونتمنى أن تتم إعادة ترميم السوق .

اكتساب الخبرات

من الوجوه الشابة في سوق الخابورة القديم إيمان بنت راشد المزروعية تحدثت عن تجربتها في السوق قائلة : أتواجد في سوق الخابورة القديم منذ 15 سنة وطوال هذه السنوات اكتسبت مزيدا من الخبرة في كيفية التعامل مع رواد السوق والأشياء التي يقبلون عليها كثيرا ويفضلونها من البضائع الأخرى خاصة الملبوسات النسائية ومستحضرات التجميل الخاصة بالنساء وملابس الأطفال وكانت الحركة في السابق أفضل وان قلة الآن بسبب افتتاح الأسواق الكبيرة وبدأت بمواكبة التطور من خلال متابعتي لمواقع التواصل للتواصل مع الزبائن من خلال هذه المواقع في مثل هذه الظروف الاستثنائية، وهناك تعاون بيننا كفتيات عمانيات في هذا المجال وهي رسالة أوجهها من أجل أن تخوض الفتاة العمانية في هذا العمل عبر هذا السوق ونتمنى أن يعاد ترميمه وان يحظى بتغطية إعلامية وتسويقية ونتمنى أن نحظى بدعم من قبل الجهات المعنية لمشاريعنا الشبابية .

آخر المشاركين معنا في سوق الخابورة صفية الشيدية تحدثت عن مشاركتها في السوق معتبرة أن تجربتها لاتزال حديثة في السوق، فهي تناهز السنة السابعة بهذا السوق وتقول إنها تقدم مجموعة من البضائع والمنتجات مستهدفة بصفة خاصة النساء والأطفال والإقبال في السابق كان اكثر رواجا وفي الوقت الحالي يظهر الإقبال أقل ولكن نحاول أيضا من جهتنا أن نرضي جميع الأذواق من خلال تنوع المنتجات ونتمنى مزيدا من تعاون الأخوات معنا أيضا في السوق وكل الأمنيات أن نبقى في هذا السوق مع إعادة ترميمه وتأهيله ونحتاج لدعم من الجهات المعنية من أجل استمرار الفتاة العمانية في العمل بسوق الخابورة القديم .