أعمدة

أما آن الأوان للشركات العائلية أن تتحول إلى مساهمة عامة؟

07 يوليو 2020
07 يوليو 2020

محمد بن أحمد الشيزاوي

[email protected]

في الوقت الذي تتجه فيه العديد من شركات القطاع الخاص ومن بينها الشركات العائلية إلى تقليص رواتب العاملين فيها أو تسريحهم متذرعة بالعديد من الحجج من بينها أزمة كورونا وتراجع أسعار النفط وتأثر أعمالها نتيجة للتغيرات الاقتصادية غير المواتية إلا أننا في الجهة المقابلة نجد أن شركات المساهمة العامة لم تتجه إلى هذا الاتجاه إلا ما ندر وربما من شركات يتم تسييرها وفق "توجهات" الشركات العائلية وليس وفق الأنظمة المتبعة في شركات المساهمة.

هذا الاتجاه الذي بدأ يظهر بوضوح لدى شركاتٍ كنا نعتبرها شركات رائدة كان من الممكن التغلب عليه لو كانت هذه الشركات قد تحولت في الفترة السابقة إلى شركات مساهمة عامة، وكانت الهيئة العامة لسوق المال قد ناشدت الشركات العائلية في العديد من المناسبات إلى التحول إلى شركات مساهمة عامة إلا أن التجاوب مع هذه المبادرات لم يلق حماسا لدى الشركات العائلية التي فضّلت البقاء خارج هذا الإطار، بل على العكس من ذلك وجدنا عددا من شركات المساهمة العامة المدرجة بسوق مسقط للأوراق المالية تتحول من شركات مساهمة عامة إلى شركات مقفلة نظرا لأن أغلب المساهمين فيها شركات أو أفراد ينتمون في الأغلب إلى عائلة واحدة.

ومن الملاحظ أيضا أن بعض الشركات العائلية التي بدأت بتسريح العاملين فيها أو تقليص رواتبهم تدار حاليا من الجيل الثاني بعد رحيل جيل المؤسسين، وهذا يؤكد ما تذهب إليه الدراسات من أن كثيرا من الشركات العائلية لا تستطيع الصمود كثيرا بعد جيل أو جيلين إن لم تتحول إلى شركات مساهمة عامة.

إن هذه الحقائق تؤكد ضرورة إعادة فتح ملف تحول الشركات العائلية إلى شركات مساهمة عامة نظرا للمكاسب الكبيرة التي ستحققها هذه الشركات لأصحابها من جهة وللاقتصاد الوطني من جهة ثانية، إذ أن شركات المساهمة العامة لديها العديد من الإمكانيات والقدرات للصمود في وجه التحديات نظرا للمبادئ التي تتبعها فيما يتعلق بالحوكمة وتنظيم وإدارة الشركة والالتزامات المتعلقة بحجم ومستوى رأس المال والاحتياطيات القانونية والاختيارية والعديد من القواعد التنظيمية الأخرى التي تمكّن الشركات من امتصاص موجات المد والجزر التي يشهدها الاقتصاد العالمي وبالتالي تستطيع المحافظة على قوتها ومكانتها وعدم التفريط في العاملين لديها باعتبارهم القوة الحقيقية لنجاحها واستمرارها.