oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السـلطنة والأداء اللوجـسـتي العالمي

06 يوليو 2020
06 يوليو 2020

يلعب موقع السلطنة الجغرافي دورا كبيرا في إمكانية تحريك الكثير من الأفكار الإيجابية والعمل في إطار بناء الفرص المستقبلية في ما يعرف بالأداء اللوجستي، وفق ما تشير إليه بعض المؤشرات الدولية في هذا الجانب، ولعل هذه النظرة ليست بغريبة فموقع عمان وعبر تاريخها العريق طالما شكل حلقة وصل بين الشرق والغرب، في وقت كانت فيه السلطنة سيدة البحار وتمتلك أقوى الأساطيل البحرية في المنطقة في القرن التاسع عشر.

إن مفهوم الأداء اللوجستي يمكن أن يؤخذ بأكثر من مدخل يتجاوز مجرد البنية الأساسية أو الموانئ والمطارات وغيرها من هذه الأسس، إلى سياق متكامل يعني بآلية كلية وكبيرة تكون قادرة على إنشاء شبكات الربط البحري والجوي التي تخدم قضايا التجارة الدولية وتجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزز التكامل في مجال الاستثمار والتجارة، وفق منظومات حديثة.

وقد أكدت في هذا الخصوص ندوة حوارية أقيمت عن بعد في لندن أن السلطنة تقوم بدور بارز فيما يتعلق بتقديم الخدمات اللوجستية بالمنطقة، وأنها حصلت على المركز الثاني عربيا في مؤشر الأداء اللوجستي بالعالم، بحسب دراسة أجرتها شركة مؤسسة سافيلس المستشار العقاري العالمي ومقرها لندن وذلك استنادا إلى بيانات البنك الدولي.

بالطبع فإن هذه المؤشرات تقود إلى تشكيل رأي عام طيب يخدم قضايا الاستثمار على المستوى الدولي لاسيما في مثل هذا الظرف العالمي جراء تأثير جائحة كورونا على الاقتصاديات في كل دول العالم، ما يتطلب إعادة التفكير في العديد من بنى التواصل الاستثماري والتجاري الدولي.

لهذا فإن هذه المؤشرات والتقارير يكون لها الدور المهم في رفد صناع القرار في الدول بالانتباه إلى الفرص الكامنة في أقاليم ومناطق جغرافية معينة، كما أن ذلك يشجع الدول نفسها التي تحتل صدارة هذه المؤشرات أن تعمل على إعادة تكييف أوضاعها بحيث تساعد بالفعل في تعزيز الفرص المستقبلية الأفضل في المستقبل المرتجى.

بشكل عام فإن ثمة تطور في الأداء اللوجستي في منطقة الشرق الأوسط وهذا يقود في ظل وضعية السلطنة في مؤشر متقدم حاليا أن تعمل على الاستفادة من ذلك، في سبيل تعزيز الفرص بجذب المستثمرين العالميين، لاسيما في المسارات ذات الارتباط بهذا المفهوم، في قطاعات التجارة والخدمات اللوجستية، الأمر الذي سوف ينعكس على سوق الصادرات وتحريك عمليات التوسع التجاري وتبادل السلع مع العالم بشكل عام، ليس للسلطنة فحسب بل بوصفها منطقة حراك بين عدد من الأقاليم وهو ما يجب التركيز عليه في أفكار كإعادة التصدير مثلا.

اليوم فإن أي دولة تمتلك مثل هذه الفرص المتوفرة لدينا، تسعى إلى الاستفادة منها بالشكل الكلي والشامل الذي يساعد في التفاعل الكبير مع بنى الاقتصاد العالمي الحديث، وهذا ما تسعى إليه سياسة السلطنة للعقدين المقبلين عبر التنويع الاقتصادي والرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي تتكامل فيها الحلول الابتكارية مع السعي للاندماج الفاعل في المنظومات العالمية وتعزيز كل الفرص المتاحة والممكنة في سبيل صياغة الحضور القوي في صلب المشهد الاقتصادي الدولي.