1488602
1488602
العرب والعالم

إصابة عشرات الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات مع قوات إسرائيلية غرب جنين

04 يوليو 2020
04 يوليو 2020

رام الله-(د ب أ)- أفادت مصادر محلية فلسطينية بإصابة العشرات بحالات اختناق امس السبت عقب اقتحام قوات "الاحتلال" الإسرائيلي قرية زبوبا، غرب جنين، بشمال الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) اليوم عن المصادر قولها إن عشرات المواطنين أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الإسرائيلية بغزارة خلال المواجهات التي اندلعت عقب اقتحام القرية، وتلقوا العلاج ميدانيا. وأضافت أن القوات الإسرائيلية احتجزت فتى فلسطينيا واخضعته للاستجواب لعدة ساعات. وفي سياق منفصل، قالت مصادر فلسطينية امس السبت إن ثلاثة شبان فلسطينيين في قطاع غزة توفوا انتحارا خلال 24 ساعة الماضية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن شابا انتحر بإلقاء نفسه من الطابق الخامس في مخيم الشاطئ للاجئين غرب غزة، فيما أطلق آخر الرصاص على رأسه في شمال القطاع. وأضافت أن شابا ثالثا توفى امس متأثرا بجروح أصيب بها إثر إضرام النار في نفسه قبل أسبوع في مخيم الشاطئ غربي غزة. وبحسب الوكالة، فإن انتحار الشباب الثلاثة جاء جراء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعانيها قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ منتصف عام.2007 وبحسب بيانات صادرة عن وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع غزة، وصلت نسبة الفقر في قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة، إلى قرابة 75 في المائة. من جهة اخرى، ندّد مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية بصوت واحد مع الفلسطينيين بالمشروع الإسرائيلي لضمّ أجزاء من المنطقة المحتلة والذي يهدد في رأيهم المصالحة التي يدعون إليها منذ أعوام تحت شعار "لا سلام دون مساواة". يقطن خالد أبو عواد وشاؤول غودلمان على بعد كيلومترات من بعضهما في جنوب الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل منذ 53 عاما. الأول فلسطيني من بيت لحم، والثاني إسرائيلي يقيم في مستوطنة تيكوا اليهودية التي تعتبر في القانون الدولي غير قانونية على غرار بقية المستوطنات الإسرائيلية. يقود كلاهما حركة شوراشيم-جذور التي تأسست عام 2014 بهدف إقامة حوار بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية. وهما يعتبران أن ضمّ أجزاء من الأراضي الفلسطينية لإسرائيل سيكون "انتهاكا (...) لمبدأ الاحترام المتبادل" الذي يمثل "حجر الزاوية لضمان السلام والأمن على هذه الأرض وفي المنطقة"، وفق بيان مشترك. يوجد مقر شوراشيم-جذور في غوش عتصيون، وهي وحدة مكونة من 25 مستوطنة إسرائيلية قرب مدينة بيت لحم الفلسطينية. ويرى مراقبون أن هذه الوحدة قد تكون من بين أولى الوحدات التي تضمّها إسرائيل. من شرفة المقر المغطاة والمحاطة بأشجار الزيتون، يعتبر أبو عواد أن "الضم سيمثل إعلان حرب يمكن أن يقود إلى العنف". ويضيف محذرا "سيكون تصرفا أحادي الجانب يفاقم النزاع". بدوره، يعتبر شاؤول غودلمان الجالس بجانبه على كرسي بلاستيكي أنه يجب "وقف الدفع في اتجاه الفصل". يضيف هذا الحاخام "لدينا جيل من الإسرائيليين الذين لم يلتقوا قطّ فلسطينيين، وجيل من الفلسطينيين لم يروا سوى الجنود الإسرائيليين". يرى هذا المستوطن أن "اتفاقيات أوسلو للسلام (وقعت عام 1993) فصلت بين الإسرائيليين والفلسطينيين". قسمت تلك الاتفاقيات الضفة الغربية إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج). تمثل المنطقتان الأوليان 40 بالمئة من الأراضي، وهي تقع أساسا تحت السيطرة الفلسطينية، في حين توجد المنطقة "ج" (60 بالمئة من الأراضي) تحت السيطرة العسكرية والمدنية الإسرائيلية. يعتبر غودلمان أن "ذلك لا يمكن أن ينجح" لأن الإسرائيليين والفلسطينيين "مرتبطون بكامل هذه الأرض". في بيانهما، دان الرجلان أيضا موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي استبعد احتمال منح المواطنة الإسرائيلية للفلسطينيين الموجودين في الأراضي التي يسعى إلى ضمّها. وقالا في البيان إن "مشروعا لا يشدد على الحقوق المتساوية التي يستحقها كل فلسطيني وإسرائيلي لا يقربنا من السلام، بل يبعدنا عنه". ووفق اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الموقع هذا الربيع، يمكن أن تتخذ إسرائيل قرارا حول تنفيذ مشروع ضمّ المستوطنات الإسرائيلية وغور الأردن اعتبارا من الأول من يوليو. اُقترح هذا المشروع في إطار خطة لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قدمتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والأخير حليف وثيق لنتانياهو. وفي ظل النقد الخارجي الحاد الذي يثيره مشروع الضمّ، يرى مراقبون أن الحكومة الإسرائيلية قد تؤخر اتخاذ قرار. يعتبر شاؤول غودلمان أن "معارضة الضمّ لا تكفي، يجب أن يتوحد الناس من الطرفين"، ويضيف "لكن يتطلب الأمر أيضا شخصيات سياسية شجاعة لكسر الستار الحديدي بين مجتمعينا".