1487694_127
1487694_127
الرياضية

استطلاع فني وإداري يحدد معايير التعايش الكروي في زمن الجائحة

30 يونيو 2020
30 يونيو 2020

فرص النجاح متوفرة لعودة النشاط وتطبيق إجراءات السلامة شرط أساسي

 

فيروس كورونا المستجد قد يرافقنا طويلا، تماما كما فعلت فيروسات قبله، هذه القاعدة التي باتت أساس تعامل العالم أجمع والتي ترفع شعار التعايش مع الفيروس وفق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية في أحدث مواقفها بشأن الوباء الذي حصد آلاف الأرواح، محذرة من أن الفيروس "قد لا يختفي أبداً"، وربما يتحوّل إلى "مرض سيكون على البشرية تعلّم التعايش معه"، بينما حذّر علماء الصحة في الأمم المتحدة من "أزمة صحة نفسية عالمية تلوح في الأفق".

وبينما بدأت دول ترفع تدريجياً القيود المفروضة للحدّ من انتشار كورونا الذي ظهر في الصين في ديسمبر الماضي، أطلقت المنظمة "رسالة مقلقة"، إذ قال مدير القضايا الصحية العاجلة مايكل راين، في مؤتمر صحفي في الأيام الأخيرة الماضية عبر الإنترنت بجنيف: "لدينا فيروس جديد يخترق البشرية للمرة الأولى. لذلك من الصعب جداً القول متى يمكن دحره"، وأضاف: "الوباء قد يصبح مستوطناً في مجتمعاتنا، وربما لا يختفي أبداً". وتابع راين: "أرى أنه من الضروري أن نكون واقعيين، ولا أتصور أن بوسع أي شخص التنبؤ بموعد اختفاء هذا المرض. أرى أنه لا وعود بهذا الشأن، وليست هناك تواريخ. هذا الوباء ربما يستقر ليصبح مشكلة طويلة الأمد، وقد لا يكون كذلك..

تعايش حتمي

التعايش أصبح أمراً حتمياً وهذا ما وضعه الاتحاد الدولي لكرة القدم نصب عينه وسارع لوضع أسس ومعايير عامة بعث بها إلى كل الاتحادات الوطنية لتطبقها تمهيدا لعودة النشاط الكروي. وكان اتحاد كرة القدم تسلم الموجهات التي أصدرها الفيفا والتي تمثلت في ملخص توصيات اللجنة الخاصة التي شكلها من أجل بحث مسألة عودة النشاط الكروي بعد أن توقف في الشهور الأخيرة الماضية نتيجة تفشي فيروس كورونا. وجاء في الخطاب الذي تسلمه اتحاد الكرة دعوة لجميع الاتحادات للتقيد بتوصيات مجموعة العمل التي شكلها لمناقشة تداعيات جائحة كورونا واثرها على النشاط الدولي والإقليمي وممارسة سبل العودة الناعمة لممارسة النشاط .

وقد ضم الاجتماع مجموعة من المختصين وممثلين لهيئة الصحة العالمية تمخض بالخروج بورقة عمل تم الإجماع عليها لتكون وثيقة تتوافق عليها الاتحادات الدولية والقارية وهيئات الصحة العالمية والإقليمية والمحلية .

توجيهات للأندية

وخرجت مجموعة العمل بالعديد من التوجيهات التي يجب أن تلتزم بها الدول المنضوية تحت الاتحاد الدولي لكرة القدم وهيئة الصحة العالمية في سبيل الحد من العدوى وتقليل نسبة الخسائر البشرية والاجتماعية والاقتصادية للجائحة وبالتحديد على مستوى النشاط الكروي. وطالب الاتحاد الأندية بالعمل على سبل مكافحة انتقال العدوى بالحجر المنزلي وتقليل نسبة الاحتكاك والتلامس الجماهيري مع ضبط للمعايير والإجراءات العامة، مشيرا إلى أن العودة للنشاط تبدأ بعد تباشير الانحسار في نسبة الإصابات بناء على عدد من المعايير منها تحقيق مبدا التباعد الاجتماعي والتأكد من تغيير العادات ومتابعة الحالات المرضية وإجراء أي تعديل أو تقويم تتطلبه المعطيات وتطور الحالة الوبائية .

وقال الاتحاد: إن هناك ثلاثة محاور للممارسات والقواعد التي يجب اتباعها، حيث يقوم الأول على التعقيم والتطهير باستعمال المطهرات والمعقمات المتاحة، والمحور الثاني استمرار ضوابط التباعد المجتمعي مع الاحتفاظ بالتباعد لمسافة متر على الأقل بين أفراد المجتمع، أما المحور الثالث فقد اشتمل على تعقيم الملاعب وغرف اللاعبين وأدوات التدرب مرتين أسبوعيا للتقليل من انتشار العدوى. وعلى ضوء هذه التوصيات عمل مجلس إدارة اتحاد الكرة عبر رابطة الدوري واللجنة الطبية على تصميم بروتوكول طبي خاص بمشروع عودة الحياة لملاعب الكرة العمانية.

حيث يحوي البروتوكول الطبي للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين من دون أن يتطرق للجماهير وهذا يشكل نافذة للكرة العمانية للتعايش مع فيروس كورونا، فكل المؤشرات تحدثت عن أن مسألة تواجد المشجعين في المدرجات سيتطلب وقتا إضافيا يرتبط بانحسار الفيروس أو وضع بروتوكول طبي خاص بالمدرجات. "عمان الرياضي" أجرى استطلاعا حول فكرة تعايش كرة القدم مع هذه الجائحة للوقوف على الرؤية الفنية والإدارية الجماهيرية..

محسن المسروري: سنوفر أفضل السبل ولا يوجد خيار آخر[/caption]

أكد النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة محسن المسروري أن التعايش بات يمثل الخيار المتاح حاليا وجميع الدول بدأت في تطبيقه وفق الإجراءات الاحترازية اللازمة التي تعزز من سلامة الجميع وكرة القدم ليست بعيدة عن فكرة التعايش الذي لابد منه حتى تعود المنافسات من جديد ولا يتوقف النشاط أكثر ويحدث ضرر كبير على اللعبة، كما أن بعض الدوريات الأوروبية عادت لاستئناف المنافسة وفق البروتوكول الطبي الذي صدر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم ونتوقع أن تستمر عودة الحياة وفق ظروف كل دولة.

وأشار إلى أن مجلس إدارة اتحاد الكرة سبق وأن سارع بإيقاف المسابقات التزاما بقرار اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تداعيات فيروس كورونا على أن يتم استكمال المباريات المعلقة في توقيت لاحق ومع وجود المقترحات، إلا أن الاتحاد يظل حريصا كل الحرص على الالتزام بتلك التوجيهات فيما يتعلق بمواقيت المباريات وعودة النشاط ومتى ما وجد مجلس إدارة اتحاد الكرة الضوء الأخضر فسيكون جاهزا لتطبيق أقصى المعايير الصحية التي تحافظ على سلامة الجميع من أجهزة فنية وإدارية ولاعبين وحكام في المرحلة الأولى ونتوقع تعاونا كبيرا بين الاتحاد ولجانه المعنية بالأمر والأندية لبلوغ أعلى معايير السلامة والصحة وتطبيق ما يلزم حتى تمضي الأمور بصورة طيبة.

وقال النائب الأول لرئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة: إن التعايش مع الفيروس في لعبة كرة القدم لن يكون أمرا سهلا ويتطلب عملا جماعيا وأن يتعامل الكل وفق المسؤولية الفردية ومن ثم الجماعية داخل وخارج الملعب والتقيد بالشروط والأحكام التي تؤسس لحماية الجميع وتجنب أي أضرار تؤثر على استمرار العمل. وأبدى المسروري ثقته في أن يعمل اتحاد كرة القدم ولجانه المسؤولة -متمثلة في رابطة الدوري واللجنة الطبية والفنية- على التعاون مع الأندية لتقديم نموذج مثالي يضمن عودة المسابقات دون أي تعقيدات أو مشكلات سلبية ولذلك التعاون بين الاتحاد والشركاء في تقديري هو سبيل تقديم تجربة تعايش ناجحة.

سلطان الحوسني : يجب أن نكون رهن الإشارة وغياب الجمهور

ليس بالجديد

وصف سعادة الشيخ سلطان الحوسني رئيس مجلس إدارة نادي الخابورة وأحد قادة العمل الرياضي مسألة التعايش مع فيروس كورونا الذي سبق أن أدى لتعطيل منافسات كرة القدم في جميع أنحاء العالم بأنه بات اليوم فكرة جادة محل دراسة وتقييم على كافة أصعدة أنشطة الحياة وليس على صعيد كرة القدم وحسب وبالتالي الأمر متوقع بأن تبرز فكرة التعايش فيما يتعلق بتكملة المباريات المعلقة في الدوري والكأس ودوري الأولى ومن ثم الدخول في برنامج الموسم الجديد ولكن من دون شك كل هذا سيكون وفقا لرؤية السلطات في الدولة فهي التي ستحدد خارطة التعايش والمواعيد التي تراها مناسبة لعودة النشاط الكروي.

وقال: متى ما تصدر موافقة على عودة النشاط الرياضي يجب علينا أن نكون جاهزين لدعم عملية العودة إلى النشاط وتقديم الدعم والعون المطلوبين من الأندية حتى تتواصل المنافسات دون أي عقبات. وتحدث الحوسني عن أن الكل يدرك بأننا نعيش وضعا استثنائيا وليس معتادا ولذلك لابد من تحقيق كافة الإجراءات الصحية المطلوبة لتوفير الحماية اللازمة للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين عند العودة للمنافسات، مشيرا إلى أن الجمهور يعد ملح المنافسات الكروية ووجوده يثري التنافس، إلا أن واقعنا يوضح حقيقة غياب الحضور الجماهيري الكبير باستثناء بعض المباريات للفرق التي تتنافس على الألقاب ولذلك لن يكون الاختلاف كبيرا عند تطبيق قاعدة التعايش في لعبة كرة القدم.

وأشار إلى أن نادي الخابورة قام بكافة الإجراءات التي تدعم استقرار فريقه الأول وتجعله قادرا على العودة في الوقت الذي سيتم تحديده لتكملة المباريات وتقريبا حسم أمر قيد وتسجيل ما لا يقل عن تسعين في المائة من تشكيلة الفريق حتى يتجنب مشكلة إتمام الدوري بفريق والمشاركة في الموسم الجديد بفريق جديد.

حمزة البلوشي : العودة صعبة ودعوة لإلغاء الدوري وديسمبر موعد جيد

قال حمزة البلوشي رئيس نادي الشباب: الحديث عن التعايش الكروي والعودة قريبا إلى التدريبات ومن ثم إطلاق المنافسات في سبتمبر المقبل في تقديري أمر صعب وليس مستحيلا، ولكن قياسا على الظروف الراهنة ستكون التعقيدات كثيرة جدا ومكلفة بدنيا وتنظيميا وماليا وإن قلنا يمكن أن تتركز الجهود لتنظيم مباريات دوري عمانتل فهل القدرات كافية لتكون العودة شاملة وتتم برمجة مباريات دوري الدرجة الأولى ولا ننسى أن هناك مباريات الكأس الغالية أيضا؟

ويواصل رئيس نادي الشباب حديثه بالقول: إن علينا أن لا ننسى التواجد في المباراة الواحدة سيجمع بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين والحكام وهذا عدد ليس بالقليل وصحيح ستكون هناك إجراءات احترازية ولكن نسبة الخطورة ستكون متوفرة وذلك قياسا بما تشهده السلطنة اليوم من تزايد في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وكما ذكر معالي الدكتور وزير الصحة : إننا نعيش حاليا مرحلة الانتشار المجتمعي وهو ما يعني أي مجتمع سيكون عرضة لالتقاط هذا الوباء، وحسب وجهة نظري ليس هناك ما يستدعي للمخاطرة والمغامرة والسعي للعودة للملاعب في الشهور القليلة القادمة من دون الوصول إلى مرحلة مطمئنة ومعلومة وفق توصيات عالمية أن هذا الوباء خطير، ونتابع اليوم موجة أخرى وعدد الضحايا محليا أو عالميا وبالتالي لماذا لا نفكر في إلغاء الدوري وفق ما يحقق العدالة والتفكير في التخطيط لموسم جديد ينطلق في ديسمبر أو يناير من العام القادم عندما تكون الظروف أفضل. وأشار حمزة البلوشي إلى أن تنفيذ المعايير الصحية يتطلب تعاملا احترافيا فنيا وإداريا وطبيا ونتوقع أن يكون العبء كبيرا على الاتحاد والأندية في حال تقرر استئناف المسابقات في الفترة القريبة.

علي الخنبشي: لا مجال للانتظار الطويل والحل في البروتوكول والتعاون

أكد المدرب الوطني علي الخنبشي أن لا مجال لمزيد من الانتظار للتفكير الجاد والعمل على وضع خطط وبرامج لعودة النشاط الكروي بعد أن مضت كل هذه الفترة على انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع وشمل جميع مساحات الأرض ومع مرور كل هذا الوقت لم يتم اكتشاف علاج ناجع أو عقار للوقاية وبالتالي لم يعد العالم يدرك وقتا يمكن أن ينتهي فيه هذا الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها وسابق عهدها ولذلك فلابد من أن يجد خيار التعايش الدعم والعمل عليه من أجل تهيئة الظروف المثالية التي تعين على عودة النشاط الكروي واستئناف المسابقات في الفترة المقبلة.

ودعا المدرب الوطني الخنبشي إلى أن يعمل اتحاد كرة القدم عبر رابطة الدوري واللجنة الطبية واللجنة الفنية على تصميم البروتوكول الطبي المناسب مع ملاعبنا ويحقق أكبر قدر من السلامة للأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين والحكام.

وتحدث المدرب الوطني علي الخنبشي من وجهة نظر فنية عن إمكانية التعايش مع الفيروس في لعبة كرة القدم موضحا : أن الأمر يتطلب ثقافة فنية وإدارية في عملية التباعد الاجتماعي وكافة الضوابط والإرشادات الطبية التي ينص عليها البروتوكول الطبي المعتمد من جانب وزارة الصحة واللجنة الطبية استنادا إلى الإجراءات الاحترازية التي حددها الفيفا. وفي ختام حديثه تمنى الخنبشي أن تشهد مساعي عودة النشاط الكروي للعمل الجماعي والتعاون بين الاتحاد والشركاء في اللعبة من أجل ضمان سلامة الجميع من أجهزة فنية وإدارية ولاعبين وحكام وتستمر المنافسات بصورة إيجابية تدعم نجاح الموسم الجديد.