oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عن ريادة الأعمال وبرنامج القروض الطارئة

24 يونيو 2020
24 يونيو 2020

فرضت ظروف جائحة كورونا الكثير من المتغيرات في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي والثقافي، والحياة بشكل عام على مستوى العالم، وحيث لم يكن لدولة أن تنأى عن ذلك، ولا شك أن الأثر الاقتصادي كان ملموسًا بشكل واضح وكبير، لاسيما لفئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وروَّاد الأعمال الذين هم في الأساس محدودو الموارد المالية بخلاف الشركات الكبيرة. ولنا أن ننظر كيف سيكون حال هؤلاء الروَّاد، إذا كانت المؤسسات والشركات الكبرى على مستوى العالم تعاني مع وضعية كورونا.

من هنا، فقد جاءت الأوامر السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- باعتماد برنامج للقروض الطارئة دون فوائد لمساعدة الفئات الأكثر تضررًا من روَّاد ورائدات الأعمال وخاصة حاملي بطاقة ريادة، وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعاملين لحسابهم الخاص، وكذلك المستفيدين من قروض بنك التنمية العماني وصندوق الرفد وفق الضوابط والإجراءات المحددة من قبل اللجنة العليا.

مما لا شك فيه أن هذا البرنامج للقروض الطارئة دون فوائد وفي مثل هذه الظروف المعلومة، سوف يساعد إلى حدٍ كبيرٍ في مساعدة هذه الفئات من روَّاد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكل من يعمل لحسابه الخاص في إمكانية تجاوز الآثار الاقتصادية المترتبة عن جائحة كورونا «كوفيد 19».

ويشار هنا إلى أن البرنامج يصب في إطار الرؤية الكلية التي تهدف لتعافي الحياة الاقتصادية وعودة الأمور إلى وضعها الطبيعي، ومن ثم بإذن الله المضي نحو النمو السريع وتحقيق معدلات إيجابية في الاقتصاد عامة، وفي مجمل مشاريع التنمية المستدامة والشاملة، التي عمادها قبل كل شيء الإنسان من حيث دعمه وتأكيد دوره والعمل على تحفيزه بشتى السبل لأجل أن تستمر مسيرة التنمية والعطاء والإبداع والابتكار في مجمل قطاعات الحياة.

يجب الإشارة والتأكيد في هذا الإطار إلى أن قطاع ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعتبر من القطاعات الحيوية التي يعول عليها لأجل المستقبل الاقتصادي في إطار بنية التنويع المستقبلية المنشودة، لاسيما أنه قطاع شبابي وابتكاري في المقام الأول، وفي كثير من دول العالم ساهم تطوير هذا القطاع ودفعه للأمام في تحريك مجمل الحياة الاقتصادية والصناعات والتجارة باعتباره رافدًا بنيويًا وحيويًا في مجمل المشهد المستقبلي.

في مقابل هذا البرنامج والدور الذي يمكن أن يحققه لصالح المستهدفين، فإن المطلوب من هذه الفئات أن تعمل على الاستفادة السليمة من هذه الفرصة والتسهيلات المترتبة عنها، بما يفتح الأفق فعليًا للنماء والتطوير والتحديث وإعادة بناء الأفكار الإبداعية، ليكون لرائد الأعمال أن يساهم فعليًا في المشهد الاقتصادي المقبل ما بعد انتهاء الجائحة، وهو أمر مطلوب وغاية منشودة في أن يشارك العقل الشبابي في تلمس الآفاق الجديدة وأن يعمل بكل فعالية في زرع أرضية الابتكار وتعزيز كل ما من شأنه أن يرسم الخطى الإيجابية للنماء المتسارع.