oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

البحث العلمي لتلافي آثار الجائحة

22 يونيو 2020
22 يونيو 2020

يلعب البحث العلمي دوراً في تحريك الأفكار والمقترحات باتجاه أن تأخذ البعد المعرفي والعلمي بحيث يمكن لها أن تطبق على أرض الواقع العملي، وتساهم مختلف الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية في هذا الإطار بما يقود إلى تعزيز آفاق التنمية الشاملة والمستدامة في كافة قطاعات الحياة الإنتاجية بما يساعد على تلمس المستقبل المنشود.

تستدعي مناقشة البحث العلمي اليوم في ظل مرحلة التعافي من جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» العمل على توليد أفكار إبداعية جديدة، لها القدرة على استيعاب هذه المرحلة والسعي إلى ابتكار كل ما له طابع الحركة والتسارع والفاعلية في الاستجابة لطبيعة التحديات المتولدة عن تبعات كورونا في الاقتصاد والإنتاج والمجتمع والحياة بشكل عام.

لهذا فإن ثمة دورا مطلوبا سواء من قبل المؤسسات المعنية بالبحث العلمي أو الشركات والقطاع الخاص وسائر الجهات ذات الصلة، أن تدخل المسار الجديد من خلال وعي بالمرحلة والمطلوبات بعيدا عن الأساليب الروتينية للبحث العلمي، فالحاجة الآن لفكر يتقاطع بفعالية مع التحولات والمتغيرات يكون له الانعكاس السريع والملموس، بحيث يساهم في تجاوز الأزمة ومن ثم الانتقال إلى نمو متسارع للاقتصاد المحلي.

نعلم أن البحث العلمي لا يمكن أن يعمل بمعزل عن مجمل البنى الأخرى في الحياة، ما يتطلب وعيا تكامليا في نهاية الأمر، يساعد على أن تقوم رسالة الأبحاث والمعارف المطلوبة على رؤية شاملة وكلية وذات أفق بعيد ومنظور يراعي الاحتياجات سواء الراهنة أو طويلة المدى، في ظل التقاطع مع الاستراتيجيات القائمة وأبرزها «رؤية عُمان 2040» التي تحمل محاور جلية في تشكيل اقتصاد حديث قائم على المعرفة والابتكار، يعمل على توظيف الطاقات الشبابية في حفز الفرص المستقبلية الأفضل.

نتحدث اليوم عن الكثير من الفرص الممكنة غير أنها ترتبط بتشجيع العقول الجديدة من فئة الشباب وكذلك العمل على الاستفادة من التقدم التقني بأقصى مدى ممكن، بحيث لا تكون قضية التكنولوجيا شكلية فحسب، ويعود الحال إلى سابق العهد ما قبل كورونا، حيث يصبح استغلال التقنية في مرحلة الجائحة وبكثافة ليس إلا أداء مرحليا.

هناك نقاشات تدور وأفكار تتحرك في العديد من منصات الوعي في المجتمع باتجاه بناء الأفكار الوثابة والمستقبلية التي تساهم فعليا في الأفق المرتجى، يجب علينا الاهتمام بكل هذا الإطار والعمل على توظيفه في الانتقال لمرحلة تعزيز البحث العلمي الذي يكون انعكاسا فعليا لعصره، ويعمل على تجاوز التقليد والمكرر إلى بناء فكر ابتكاري وإبداعي يفهم البيئة ويستوعبها ويراعي حاجات المجتمعات وينهض بها، ويكون عائده في النهاية على كافة الأبعاد في شتى قطاعات الحياة الإنسانية.

أخيرا يجب التأكيد على دور شركات القطاع الخاص، حتى برغم الظروف الراهنة، فإن الدعم والمشاركة في دفع بنية البحث العلمي سوف تخدم في تطوير الأفكار والإنتاج وسينعكس ذلك على الشركات نفسها في نقل خطاها إلى مساحات أرحب في الجودة والتسويق والترويج والشراكة الفاعلة في الاقتصاد الوطني.