ددددد
ددددد
كورونا

3 سيناريوهات متوقعة للجائحة.. د.يوسف الملا: تخفيف القيود لا يعني انتهاء أزمة كورونا

22 يونيو 2020
22 يونيو 2020

خطر العدوى بالفيروس قد يكون أعلى اعتمادا على طبيعة المهن

إعداد- وردة بنت حسن اللواتية

مع تواصل انتشار فيروس كوفيد-19 في مختلف دول العالم، وعدم الوصول إلى علاج أو لقاح خاص به، قامت بعض الدول بالتخفيف من إجراءاتها الاحترازية، وفتح بعض الأنشطة، وأصبح الشعار الآن هو (التعايش) مع المرض. ويوضح د. يوسف بن علي الملا من وزارة الصحة أن العلماء في مختلف أنحاء العالم ما زالوا في صراع مع الزمن أملا في إنهاء أزمة كورونا، وبالرغم من تخفيف الإجراءات وإعادة فتح معظم الخدمات، وتشجيع الناس لارتداء أقنعة الوجه أو الكمامات في حالة صعوبة التباعد الاجتماعي، فإن المعاناة مستمرة.

 

ولعل الجميع يود معرفة متى ستنتهي جائحة كوفيد-19؟ وبطبيعة الحال الناس عندما يسألون متى ستنتهي الجائحة، لعلهم يسألون عن موعد انتهاء التباعد الاجتماعي؟ بمعنى آخر، ربما تنتهى فترة الجائحة ليس بسبب قهر المرض، ولكن لأن الناس تعبوا من حالة الخوف والترقب، وتعلموا العيش مع المرض. ويستمر حديث الناس أيضًا عن العودة إلى طبيعتهم، لكن المستقبل ومع وجود فيروس دائم يعني أن الوضع الطبيعي لم يعد موجودًا. وأجزم أنه عندما نجد طرقًا مختلفة للتكيف واكتشاف العلاج أو اللقاح، عندها سنبدأ باستعادة حياتنا.

 

3 سيناريوهات

وحول احتمالات تلاشي المرض خلال الفترة المقبلة، أشار إلى أن هناك الكثير من السيناريوهات المحتملة، والتي منها: أن الموجة الأولى ضربت في أوائل السنة هذه مع إصابة الملايين، وتوقع استمرار مئات الآلاف من الوفيات على مستوى العالم بحلول أغسطس2020، وما يتبعه من موجات صغيرة من تفشي الجائحة.

 

أما السيناريو الثاني: باحتمال استمرار الجائحة في الأشهر المقبلة من هذه السنة على مستوى العالم، ورجوعها مرة أخرى لفترة زمنية أطول وذلك بعد فصل الصيف، نتيجة للانخفاض في أعداد الإصابات والوفيات خلال الصيف، مما يعزو بالمسؤولين كما هو حال أفراد المجتمع إلى تقليل التدابير الصحية والتباعد الجسدي، وبالتالي الفشل في الانتباه أو اكتشاف علامات الإنذار المبكر بأن تفشيا جديدا قد يقع. ناهيك أنه لن يحدث الطقس الصيفي فرقا، لأن معظم البلدان ليست محصنة ضد المرض في المقام الأول، ومع ذلك فالبلدان ذات المناخ الأكثر دفئا أو حرارة لا تزال تشهد معدلات إصابة كبيرة، كما في إيران واستراليا مثلا.

 

بينما الاحتمال الثالث، وهو أن تخلق الموجة الحالية من الجائحة حالة طبيعية جديدة، مع تفشي فيروس كورونا بحجم متساو تقريبا في معظم الحالات، ومدتها حتى نهاية 2022، طبعا في هذه المرحلة أفضل سيناريو هو أن لقاحا فعالا تم إنتاجه، فإن لم يكن كذلك فإن العالم سيعاني من هذه الجائحة حتى يصاب نصف سكان العالم على الأقل، مع أو بدون تطور المرض، وتطور المناعة المجتمعية (مناعة القطيع). وتابع مضيفا: وبالرغم من السوداوية التي نلاحظها في بعض هذه السيناريوهات، فان التاريخ قدم لنا بعض اللمحات من التجارب البشرية مع الوباءات بالماضي، منها كيفية التعايش مع مرض الإنفلونزا الإسبانية والتي تفشت بين 1918و 1919، وأصابت نحو 500 مليون شخص، وبالرغم أنه لم يكن لدى الأطباء آنذاك نفس أساليب المواجهة التي نملكها الآن، إلا أنه انتهى به بتحوله إلى عدوى طبيعية تمنح مناعة للمتعافين منه.

 

ويذكر معظمنا إنفلونزا الخنازير في عام 2009، حيث استطاع العلماء الوصول إلى لقاح له بعد مرور ستة أشهر من ظهوره. وبالتالي يجب أن ندرك أنه إن طرأ أي تحول جيني للفيروس سيصبح من الصعوبة إيجاد لقاح له، فكل تحول يزيد من قوة الفيروس وشراسته. مع ذلك قد يتأخر إنتاج اللقاح إلى نهاية العام 2021، كما صرح أحد أعضاء منظمة الصحة العالمية قبل أسابيع، وذلك بالنظر لمراحل تطوير اللقاح. من ناحية أخرى وحسب الدراسات الأخيرة وزيادة حالات التشافي، هنالك أمل بأن يفقد فيروس كورونا بعضا من خصائصه، وبالتالي سيضعف ويصبح متوطِنا، بحيث سينتشر بشكل موسمي وسيعيش مثل معظم الفيروسات وتنتهي هذه الجائحة وتداعياتها. اللقاح وعن الموعد الذي من المتوقع أن يتم فيه إنتاج لقاح ضد فيروس كورونا، أشار قائلا: ما زالت مجهودات الباحثين حول العالم مستمرة، حيث تم إنتاج أكثر من 100 لقاح حتى الآن قيد التطوير، بينهم 8 أنواع تمت الموافقة عليها للتجارب السريرية حتى الآن.

 

مع ذلك هنالك ثلاث مختبرات تتصدر السباق العالمي للوصول إلى لقاح، وبدأت معه تجريب المصل على الإنسان، أحدها في الولايات المتحدة وآخر في الصين والثالث في المملكة المتحدة (والذي من المتوقع توفيره في سبتمبر المقبل في حال ثبتت فعاليته)، ناهيك عن فترة الإنتاج، ثم التصدير والتوزيع والذي قد يستغرق شهورًا أخرى أيضا. بطبيعة الحال مع هذه المرحلة من موجة الجائحة، عندما يصبح الرقم التكاثري (والذي يمثل متوسط عدد الأشخاص الذين يتوقع إصابتهم من شخص مصاب بالفيروس) أقل من واحد، عندها نستطيع التفكير بتخفيف القيود على الحركة والتباعد الاجتماعي، بينما أن استمر بالارتفاع مرة أخرى فسيكون مقلقا، ومن الأرجح عندها التفكير بإعادة القيود أو فكرة التباعد الاجتماعي ولو بشكل متقطع.

 

وقال موضحا: من البديهي أن نعي أن تخفيف القيود لا يعني انتهاء أزمة كورونا، ولكن علينا البدء باستراتيجية واضحة تتضمن عدة خطوات للخروج التدريجي من التباعد الاجتماعي، وفق خطة زمنية ومراحل محددة يتم تقييم النتائج من خلالها. وهنا قد نرفع الإغلاق أو التباعد الاجتماعي ونبدأ التخفيف على مراحل، حيث يتم فتح أجزاء مختلفة من الاقتصاد والمجتمع واحدة تلو الأخرى، كما لاحظنا من قرارات اللجنة العليا المتابعة للجائحة مؤخرا. وهذا يقودنا إلى التساؤل والخطوة القادمة، وأنه يمكننا رفع الإغلاق والتخفيف الاجتماعي في المحافظات، بمعنى أن المحافظات أوالمناطق التي لديها معدل أقل لانتشار الفيروس، ترفع القيود عنها أولا وهكذا بما يتناسب والأولويات.

 

وحقيقة هنا أعتقد أننا بحاجة إلى مفاتيح السيطرة على هذه الجائحة، من فحص الأشخاص، حتى أولئك الذين ليست لديهم أعراض، وعزل المصابين وعلاجهم بطبيعة الحال، إلى تتبع المخالطين. وهذا قد يقودنا لتساؤل مهم، ألا وهو كيف لا تنخفض أعداد الحالات مع المزيد من الاختبارات؟ فنظريا بعد تشخيص الحالات، المفروض أن نكون قادرين على تتبع الحالات وإبطاء الانتشار. من الجيد أن أنوه هنا أنه مع رفع الإجراءات الوقائية، ينبغي على المؤسسات ولو مبدئيا فحص الأجسام المضادة لموظفيها (جي و ام)، وذلك لتقييم مدى تشكل مناعة مجتمعية، وقد نسمع مع الأيام بجواز عبور مناعي! من ناحية أخرى فإن خطر العدوى بالفيروس قد يكون أعلى بالنسبة للأشخاص اعتمادا على عملهم وطبيعة مهنهم في الوقت الحالي، وبالتالي فالأفراد يتحملون مسؤولية الالتزام بالممارسات والتقيد بالإرشادات للحد من انتشار الفيروس، وارتداء الكمامات مع التباعد الجسدي خاصة بالأماكن العامة، وهنا أتحدث عن العدوى المباشرة، فثلث المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض ولكنهم قد ينشرون العدوى.

 

وأختتم د. يوسف الملا حديثه محذرا: ليس من الترف الحديث الآن عن موجة ثانية، بالنظر إلى بعض الدول، لأننا لم نخرج من الموجة الأولى حتى الآن. والأصح هو أن ندرك أنّ هذا هو الوضع الطبيعي الجديد في العالم اليوم، وبكل تأكيد لست مع الاندفاع الشديد والنقاش حول تخفيف كامل للاحترازات الوقائية، على الأقل حتى يتوفر علاج طبي على نطاق واسع يقلل من شدة المرض، أو يكتسب العالم مناعة على الأرجح من خلال اللقاح. في الحقيقة الصعوبة التي تواجهنا إلى الآن هو أنه لا يوجد نموذج أو تنبؤ مستقبلي لهذا الفيروس لأنه جديد تمامًا، ولعله جاء ليبقى. والسؤال الأهم هو: هل سنعيش معه بأمان كما نعيش مع فيروسات الإنفلونزا؟