oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

العصر الذكي وتحفيز الاقتصاديات

21 يونيو 2020
21 يونيو 2020

يتسم هذا العصر الذي نعيشه بأنه يقوم على التقنية وخدمة الأفكار الجديدة بشكل عام، التي من شأنها أن تعمل على اختصار عوامل الوقت والجهد والمسافات، بالتالي تقرب الإنسان من النتائج الإيجابية السريعة والملموسة، فاستخدام التكنولوجيا لم يعد ترفًا بل واحدة من مفردات هذه الحياة الحديثة التي نعيش في لباسها اليوم.

تقوم خطط المستقبل في معظم الدول المتقدمة على كيفية التوظيف الفاعل للإضافات الجديدة في التقنيات كذلك الاستفادة من ثقافة المعرفة والابتكار في هذا العصر، فالفكر البشري اليوم يشهد تحولات كبيرة تتطلب العمل على توظيفها في سبيل دفع الآفاق المستقبلية للمنشود في كافة مستويات وقطاعات الحياة.

إن إطلاق خطط اقتصادية مستقبلية ومثمرة، لابد أنه سوف يضع هذه العوامل المذكورة في الاعتبار، حيث إن العمل دون طاقات الابتكار والذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة وكل هذه المفردات والآليات، لن يقود إلى التقدم، بل سيظل الأمر يدور في ذات الفراغات التقليدية.

والإشكال ليس في تعاطي الأمم والشعوب مرات مع التكنولوجيا أو إمكانية الاستفادة منها، فقد أثبتت جائحة كورونا والضغوط التي فرضتها أنه بالإمكان فعل المستحيل، فيما بقيت المشكلة في التحول الفعلي في الذهنية، فالكثير من الأشياء تعود بعد وقت وجيز عندما يكون الظرف قد انتهى إلى وضعها الأول، باعتبار أنه «الطبيعي» في حين أن الحقيقة ليست كذلك، فالطبيعي يجب أن يكون هو الجديد والمتحول والمتغير الذي يقوم على الإضافة للمثمر المقبل واحتواء التجربة المكتسبة، ما يعني حذف الأفكار الروتينية والقديمة والمحافظة على الفكر الجديد ودفعه إلى الأمام.

هناك ثمة مقاومة تحدث بين القوى التقليدية في الفكر والقوى الجديدة الشبابية الراغبة في التحول والتغيير باتجاه الاستفادة من أدوات الحداثة، ما يجعل طبيعة هذا الصراع مرات بل غالبا يخصم من الطريق إلى التنمية الحقيقية، بحيث تصبح خطوات النمو شكلية وتقوم على الاعتبارات البرانية لا الأساسية والفاعلة.

الآن ثمة منطلقات جديدة للفكر ويتحدث خبراء منهم فائزون بنوبل للاقتصاد بضرورة العمل على تعريف العديد من الأمور، بما في ذلك مصطلحات كالناتج المحلي وغيرها، ما يعني أننا أمام قواعد فكرية جديدة ومبتكرة وفاعلية مختلفة عن الماضي القريب، ما يتطلب وضع كل ذلك في الاعتبار.

عندما نتكلم إذن عن العصر الذكي والأدوات التي تحيط به، نعني المعرفة والذكاء الاصطناعي، ونعني أكثر توظيف الذهن البشري بحيث يطلق له العنان من أجل التفكير السليم والفاعل والمثمر، بحيث تكون الأفكار إيجابية وذات علاقة وطيدة بأدوار البشر في المجتمعات وتنمية الإنسانية والعمل على تحقيق الرفاهية والنماء. من هذه المنظور بشكل عام فإن الاقتصاديات الجديدة، لابد أنها سوف ترتبط بهذه المفاهيم من إحداث إعادة تعريف الإنتاج والصناعة والتجارة، والنظر إلى البيئة والثقافة بمناظير جديدة، والعمل على ربط كافة قطاعات الحياة في شبكة واحدة عمادها الإنسان لا غير.