saif
saif
أعمدة

لقاء الاسبوع : بصمات خالدة

18 يونيو 2020
18 يونيو 2020

سيف الفضيلي -

سنة الحياة التي أرادها الله تعالى لعباده ماضية فلكل أجل كتاب.. ولا راد لقضاء الله ولا معقب لحكمه.. وهذا يقين في قلب كل مسلم لا يخامره شك ولا ريب.. ونسأل الله حسن الخاتمة.. لقد شاء الله تعالى أن يغادرنا رفيق الدرب «الصحفي» الرجل الصالح التقي النقي الشيخ سيف بن ناصر الخروصي الذي أسس لهذا الملحق (ملحق إشراقات) الأسبوعي الذي جاء ليواكب النهضة المباركة التي اختطها المغفور له -بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه.. وليكون إشراقة خير وبركة ووسطية وتيسير يعم نورها المجتمع فتُطمئن قلبه وتعطر فكره وتزيّن خلقه وتزكي أقواله وأعماله.. سائرًا على منهج الله تعالى الذي أراده لعباده.. وليعبده على بصيرة.. دون شطط أو تزمّت أو مغالاة.. خاصة والعصر ملؤه فتن عاصفة وأمواج متلاطمة.. من أخذ القشور من الدين والبحث عن كل ما يباعد ولا يقرّب ويشتت ولا يوحّد..

إن الشيخ سيف كان مثالاً للأخلاق الرفيعة قولاً وعملاً.. بشوشًا نصوحًا كريمًا.. لا يخشى الفقر.. لا يصادم أحدًا إن كان الأمر فيه تصادم.. بل ينسحب مسالمًا لا لضعف وإنما لصفاوة قلب.. حتى أن الشخص الذي يتصادم معه يراجع نفسه ويأتي مقدمًا اعتذاره..

إن ما تميز به الشيخ الخروصي من خصال طيبة إنما هي ناشئة من خلفية تربوية وعلمية غرست فيه منذ نعومة أظفاره.

لا شك أن النتاج الذي خلّفه الشيخ سيف ليس بقليل فحصيلة الكتابات واللقاءات والاستطلاعات والتغطيات والإنتاجات الشعرية المتزنة بجريدة «عمان» منذ أكثر من ثلاثة عقود.. سيستفيد منها الجيل الحالي والأجيال المتعاقبة.. فهي باقية تزيد في ميزان حسناته إلى يوم الدين بإذن الله تعالى.

طبت شيخنا الكريم حيًا وميتًا.. وغفر الله لك وجعلك من المرحومين المقبولين عنده.. إنه سميع مجيب.