oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ارتفاع حالات الشفاء ومعركة التعافي المنتظرة

16 يونيو 2020
16 يونيو 2020

مع ارتفاع حالات الشفاء من فيروس كورونا «كوفيد 19» في السلطنة جراء العناية المبذولة من قبل الجهات الصحية وقبل ذلك اتباع الإرشادات والقرارات التي تساعد على كبح الفيروس، كذلك التغيير في تعريف بروتوكول الشفاء مؤخرا، فإنه مجمل ذلك يفتح الأمل باتجاه مرحلة التعافي من المرض، لكن ذلك يجب ألا يمنعنا من الالتزام التام والتقيد بكافة التعليمات الصادرة من اللجنة العليا وجهات الاختصاص بما يشكل الوقاية وصمام الأمان ضد هذا الوباء الاحتيالي والغامض.أمس ارتفع عدد المصابين في السلطنة إلى أكثر من 25 ألفا لأول مرة بالتحديد 25269 حالة موجبة، فيما بلغت حالات الوفاة 114 حالة، غير أن ارتفاع حالات الشفاء التي وصلت إلى 1556 حالة تعافٍ في يوم واحد يظلّ من المؤشرات الجميلة والإيجابية التي يمكن الشعور بالسعادة معها، مع الإشارة إلى ما سبق التأكيد عليه من أن الخطر لا يزال قائما كما يرى المختصون، حيث إن الانتقال إلى التعافي التام على كافة المستويات المتأثرة في الحياة الإنسانية ومجمل القطاعات، وليس مجرد الحالات المرضية، يتطلب ذلك بعضا من الوقت الذي قد يصل إلى سنة كما يرى مختصون، حيث يكون للحياة أن تعود إلى الحالة الطبيعية ويحصل التأقلم التام مع الوضع كما سابق عهده قبل كورونا.

في هذه الفترة إلى حصول التعافي التام فنحن مدعوون إلى تجديد الالتزام والتقيد المجتمعي والحرص التام، لأن أي تهاون لحظي قد يقود لكارثة ولهذا يجب التنويه المستمر للإرشادات الصحية والمجتمعية التي يجب الالتزام بها، التي من المفترض أنها أصبحت تقليدا اجتماعيا يوميا كارتداء الكمامة في الأماكن العامة والتجمعات أو التباعد الجسدي بمسافة مقدرة لا تقل عن مترين وغيرها من الإرشادات الصحية المعروفة.

بعد حالات التعافي المعلن عنها أمس الثلاثاء، فقد وصل العدد الكلي في السلطنة لحالات الشفاء إلى 11089 حالة، التي شكلت نسبة 43.9% من مجمل الحالات المسجلة الموجبة، وهي نسبة معتبرة يشار إليها، وحيث انخفضت نسبة المرضى الذين لم يتعافوا بعد حتى هذه اللحظة ممن هم تحت العلاج والرعاية الصحية إلى 55.7%، وبلغ عددهم 14180 مريضا.

لا بد قبل كل شيء من التأكيد على الأمل والتفاؤل والجانب النفسي في مقاومة المرض قبل كل شيء، ومن ثم اتباع الإرشادات والعلاجات بحسب الحالات ووفق ما يلقيه المختصون من تعليمات في هذا الإطار، بما يحقق الشفاء بإذن الله، بحيث إننا في نهاية الأمر نخرج من هذه الجائحة بأقل الفقد.

على صعيد آخر فإن معركة التعافي على مستويات الحياة عامة ومعالجة كافة الآثار الاقتصادية والاجتماعية وفي كل النواحي، تظل معركة أخرى لا تقل أهمية ولا استحقاقا عن الحرب ضد الوباء، كما أن المهمة فيها سوف تصبح أكثر مضاعفة ويتعزز فيها الشعور الجمعي والتضافر الاجتماعي المطلوب.