1379913-800x445
1379913-800x445
إشراقات

فـــتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

11 يونيو 2020
11 يونيو 2020

■ هل الحيوان مخلوق من تراب؟ وهل له حياة في البرزخ؟

الحيوان يتغذى بما يتغذى به الإنسان.. فلا يختلف عن الإنسان، والإنسان يتغذى بالحيوان أيضا، فالحيوان ـ نفســه ـ موجود فيه العنصر الترابي. ولكن هل تتعرض لحياة البرزخ؟ أخبرنا االله سبحانه وتعالى بأن الحيوانات غير مكلفة، وأخبرنا بأن كل شــيء هالك إلا وجهه، فالحيوانات تهلك، أما كونها تحيا في البرزخ فهذا لا دليل عليه والظاهر عكســه، وكونها تحيا في الآخرة جاءت روايات به غير أنها لا تفيد العلم فنكل أمر ذلك إلى االله، واالله أعلم.

■ ما قولكم فــي الفرضيــة القائلــة إن الأرض كانت جزءا من الشــمس فانفصلت عنها؟

هذه نظرية، والنظرية غير الحقيقة العلمية، إذ لا يلزم أن تكون النظرية متفقة مع الواقع، وبعض المفســرين فسروا بموجب هذه النظرية قول االله سبحانه: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)، ثم جاءت بعدهــا نظرية دالاس، التي تقول إن الكون كله كان سديما ثم انفصلت أجزاء تكونت منها الأجرام، وهذه النظرية أقرب إلى مدلول قول االله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)، وإن كنا لا نســتطيع القطع بذلك ما لم تقم عليه أدلة قاطعة، وغاية ما يمكننا هو الترجيح، واالله أعلم.

■ يقول الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)، فهناك من فسر هذه الآية بأن الرياح هي التي تقوم بعملية التلقيح، حيث تنقل حبوب اللقاح من نبات إلى آخر. ولقد رجحتم تفســيرا مخالفا للتفســير السابق، فهل معنى هذا أن التفسير السابق تفســير خاطئ، أم نبتعد عن ذكره للحيطة والحذر في تفسير ما لا نعلم؟

نحن لا نمانــع أن تكون الرياح هــي التي تنقل حبــوب اللقاح، فذلك محتمل، ولكنا نقول: إن هذه الآية ـ بالذات ـ نزلت في تلقيح السحاب ولم ً تتعرض لتلقيح الشــجر بإثبات ولا نفي، فإذا لا نحمل ما ثبت من أن الرياح تنقل تلقيح الشــجر على أنه تفســير لهذه الآية، بل نحمل الآية على ما دل عليه لفظها، لأن محاولة إخــراج الألفاظ العربية من مدلولها الذي تدل عليه محاولة خاطئة، «فالفــاء» تقتضي الترتيــب وتقتضي الســببية. والآية تقول: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)، وذلــك يدل على أن نزول المطر على أثر التلقيح، واالله أعلم.

يقول العلم الحديث: إن ســبب نزول المطر هو نتيجة التقاء ســحابتين إحداهما تحمل شحنة موجبة والأخرى تحمل شحنة سالبة، وعند التقاء السحابتين المختلفتين في الشــحنة يحدث التلقيح، مما يسبب حدوث الرعد والبرق ونزول المطر، فما قولكم في ذلك في ضوء قوله ســبحانه وتعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ)؟

هذا لا ينافي أن تكون الرياح من العوامل في تلقيح السحاب، وهذا أمر معــروف بالتجربة، فبعض الناس من ذوي الخبرة ـ حتى الذين لم يدرســوا ً شيئا من العلوم ـ عندما تحدث رياح معينة يتفاءلون بها، فهم يتفاءلون بالصبا ونحوها وهذا أمر معروف عند العرب قديما بالعادة لا بالدراسة، واالله أعلم.

■ ماذا نفهم من قوله تعالى: (وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)؟

نفهم بأن االله تعالى كلّم موسى بدون واسطة. أي لم يرسل إليه ملكا بهذا التكليم كما أرســل إليه عندما أوحى إليه التوراة، وكما أرسل الملائكة إلى أنبياء االله جلّ وعلا، ونســكت عما وراء ذلك من كيفية هــذا التكليم فإن االله تعالى هو العليم به، ونحن نعتقد أن االله ليس كمثله شــيء، ونعتقد بأنه على كل شيء قدير، وقد قيل بأن موسى عليه السلام سمعه من كل جانب. واالله لم يوقفنا على ذلك فيمكن أن يسمعه من جانب أو من جوانب متعددة ونستحب عدم الخوض فيه، واالله أعلم.

■ ينســب إلى سماحتكم أنكم تقولون إن عدد أســماء االله واحد فقط وهو لفظ الجلالة (االله)، إن صح نسب هذا القول إلى سماحتكم فما تفسيركم للآيات والأحاديث التي يذكر فيها أسماء االله الحسنى مثل قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، وما رأيكم في (الرحمن)، هل هو اسم من أسماء االله تعالى أم صفة من صفاته؟ ففي الآية (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)؟

قال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)، فأســماء االله تعالى لا يشــارك فيها، ويجوز إطلاق الاسم على الصفة، وهو معنى قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، فالمراد بذلك صفاته، والفارق بين الاسم والصفة أن الاسم يوصف ولا يوصف به، والصفــة يوصف بها، وكل ما عدا اســم الجلالة يوصف به فيقال: (الله، الرحمن، الرحيم، المالك، العليــم، القدير، الســميع، البصير، المريد، القهار.. إلخ)، واالله أعلم.