oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تعزيز التعاون الدولي لكبح الجائحة

08 يونيو 2020
08 يونيو 2020

برغم أن الصين كانت هي الدولة الأولى في العالم التي تأثرت بفيروس كورونا إلا أنها كانت الأسرع في المعالجات، ما أكسبها تجربة رحبة في هذا المضمار، في الحلول والنتائج المترتبة في وقت وجيز، وهي السياسات الصحية والاحترازية التي استفادت منها منظمة الصحة العالمية، وعملت العديد من دول العالم على الاحتذاء بها.

لخصت الصين هذه التجربة مؤخرًا فيما عرف بالكتاب الأبيض لمواجهة الجائحة الذي جاء بعنوان «محاربة (كوفيد-19): عمل الصين»، وهو عمل رسمي حكومي أصدره المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصينية (رئاسة الوزراء)، يحاول من خلاله أن يرتب المسائل ويضع النقاط فوق الحروف باتجاه الجهود التي بذلت في إطار احتواء هذه الجائحة العالمية، وكيف يمكن أن يخدم التعاون الدولي في هذا الإطار.

مما لا شك فيه أن التعاون على المستوى العالمي كان ولا يزال له أثر في الحلول التي اتخذتها العديد من دول العالم، وهو ما ساعد كثيرًا من الدول في الوصول إلى مساحة أفضل من حيث كبح انتشار المرض والتحكم فيه لدرجة كبيرة، برغم أن الغموض وعدم اليقين ما زالا هما السمة البارزة لهذا الفيروس الذي يشغل العالم.

وقد استفادت السلطنة من جملة بروتوكولات منظمة الصحة العالمية، وأي أفكار إيجابية على المستوى العالمي، مع التذكير بأننا أمام جائحة قصيرة العمر لكن أثرها كبير ومتسع على المستوى العالمي، ما يعني أن التجارب المتناقلة قد يكون بعضها تجريبيًا وقد يجدي البعض ويكون مثمرًا أو قد يحدث العكس لتكون ثمة انتكاسة من أي نوع ما، بهذا فإن الحلول النهائية قد لا تكون واردة خاصة في ظل عدم وجود لقاح إلى الآن، ما يعني ببساطة المضي في التقيد والاحتراز الفردي والمجتمعي.

يؤكد الكتاب الأبيض الصيني أن «المجتمع الدولي سينجح في التغلب على جائحة وباء كورونا، وأن العالم سيخرج من هذه اللحظة المظلمة في تاريخ البشرية إلى مستقبل أكثر إشراقًا».

ولا بد في هذا المنحى التشديد على هذه القضية من التعاون ومزيد منه محليًا ودوليًا، فدونه يسقط أي احتمال آخر لتحقيق الحلول، فلا معجزات مع هذا الفيروس إلا عن طريق اتباع الأدوات السليمة والمناحي العلمية وكافة الإرشادات الصحية.

ثمة إشارات إيجابية ذكرها الكتاب الصيني ومنها أن معدل الشفاء من فيروس كورونا وصل إلى أكثر

من 94 بالمائة في البر الرئيسي الصيني، وهي نسبة تستحق التنويه بها، في إطار زرع الأمل والمضي في التأكيد على أن السيطرة ممكنة من خلال العلاج، لكن تبقى الوقاية هي الموضوع الأهم الذي يجب التمسك به في المقام الأول.

هناك نقاط أخرى تشير إليها التجربة الصينية فيما يتعلق بالإطار العام لهذه الأزمة في إعادة النظر إلى العلوم والتكنولوجيا والأدوار التي يمكن أن تقوم بها، حيث تظل هي السلاح الأكثر فعالية في مقاومة ومكافحة كافة الأوبئة والتحديات من هذا النوع، وهي نقطة يجب دعمها في كافة دول العالم، ولدينا في السلطنة منهج يمضي في هذا الإطار، كما في الأمر السامي بإنشاء مختبر مركزي جديد للصحة العامة يواكب التطور التقني والأنظمة الفنية الحديثة ليغطي الاحتياطات المطلوبة في أي ظرف من الظروف المتعلقة بالصحة العامة.

أخيرًا، لا بد من تعزيز الاستفادة من مجمل التجارب الدولية والإنسانية في أي محور كان من محاور هذه الأزمة، بما يساهم في الحلول المُثلى وتسريع المعالجات.