oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

سوق النفط في ظل اتفاق أوبك والتعايش مع الفيروس

07 يونيو 2020
07 يونيو 2020

في الأسبوع الماضي شهدت أسعار النفط تحسنًا بعض الشيء حيث تجاوزت الأربعين دولارًا، جاء ذلك على وقع اتجاه عدد من دول العالم إلى الرفع التدريجي للحظر الصحي والرغبة في عودة الحياة إلى طبيعتها الأولى ما قبل كورونا «كوفيد-19»، عبر اتباع وسائل صحية تقوم على الوعي المجتمعي ولبس الكمامات في الأماكن العامة المغلقة وغيرها من وسائل التحوط.

وقد انعكس هذا الرفع حتى لو كان بسيطًا على انتعاش سوق النفط بعودة الطلب على الوقود.

في المقابل تبقى الأسواق بشكل عام غامضة ولا يمكن التكهن بمساراتها لأبعاد زمنية أطول، وهذا ما يُشعر المنتجين بالقلق، ما أدى إلى التعجيل باتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» مع شركائها من خارج التكتل فيما يعرف بـ»أوبك بلس»، على تمديد الخفض التاريخي للإنتاج بـ9,7 مليون برميل حتى نهاية يوليو المقبل.

ولعل السبب الجلي وراء ذلك واضح، وهو السعي إلى تأمين الأسعار التي تدهورت جراء الجائحة التي تؤثر على كل العالم، التي فرضت جملة من القيود لاحتوائها، ما انعكس على مجمل الأوضاع الاقتصادية في كل البلدان.

تاريخ هذا الاتفاق الذي تم تمديده يعود إلى 12 أبريل الماضي، وكان من المفترض أن ينتهي بنهاية يونيو الجاري، لتبدأ حصة خفض جديدة قدرها 7,7 مليون برميل يوميًا تستمر من مطلع يونيو إلى نهاية العام الجاري، من ثم خفض قدره 5,8 مليون برميل يوميًا من مطلع يناير المقبل إلى أبريل 2022.

ثمة التزام من الدول بهذا الاتفاق مع بعض الشبهات البسيطة، لكن في كل الأحوال يبقى الأمل أن يساهم ذلك بالإضافة إلى التعايش مع الفيروس في العالم، إلى تحسين أسعار النفط إن لم تحافظ على مستوى يحوم حول الأربعين دولارًا، برغم أن الأوضاع العالمية العامة تبقى غامضة بعض الشيء لأن الفيروس يتمدد في دول أمريكا الجنوبية، وبعض دول وسط آسيا، كذلك تم تسجيل إصابة محلية في الصين لأول مرة منذ فترة، كما أن بعض الدول التي رفعت الحظر شهدت انتكاسة ما يعني انعكاسًا على الأوضاع الاقتصادية مجددًا ومن ضمنها بالطبع سلعة النفط.

تبقى الإشارة في ظل هذه الأوضاع، لفت الانتباه إلى تجاوز مرحلة حرب الأسعار التي شهدناها سابقًا، التي انعكست على وصول النفط لتدنٍ قياسي، ولعل الاتفاق بشكل عام حتى مع ظروف صعبة عالميًا، قد يساعد في بناء الأمل بالمحافظة على وضعية لا بأس بها، إلى حين انقشاع هذه الغمة.

ما يمكن التأكيد عليه أخيرًا أن القرار الأخير، قد يسهم في إنعاش السوق، وفق محللين وخبراء في سوق النفط، يشيرون إلى أن الاتفاق سيعود بالنفع على أسعار البترول في الأشهر المقبلة، ويبقى أن كل ذلك يظل رهين الالتزام التام من قبل المنتجين بما يحقق استقرار الأسواق، مع أبعاد التنافس السياسي الذي قد يقود لنتائج مغايرة.