أعمدة

في ظل الجائحة .. كن مسؤولا في مقر عملك

07 يونيو 2020
07 يونيو 2020

د. فيصل بن مبارك بن سالم البدري

أخصائي صحة وسلامة وأمراض مهنية

الخدمات الطبية للقوات المسلحة

 

بناء على قرارت اللجنة العليا المكلفة ببحث آليات التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، يجب على كل مسؤول عن مقر عمل، سواء كانت جهة مدنية أم خاصة، أن يضع تدابير للتأكد من أن مكان العمل يفي بمعايير الاحترازات الصحية لتوفير بيئة عمل آمنة، قدر الإمكان، لحماية الموظفين والمراجعين من الإصابة بعدوى فيروس كورونا والسيطرة على التفشي المجتمعي لها بما يسمح وتواصل النشاط الاقتصادي في البلد. في هذا المقال، سأتحدث بشكل موجز عن الخطوات العملية الواجب إتباعها لصياغة الإجراءات التنفيذية الاحترازية التي نادت بها اللجنة العليا والتي سأعرج عليها بشيء من الإسهاب في المقالات اللاحقة.

1- تعيين فريق لإدارة الأزمة يتضمن أعضاء من الإدارة العليا للمؤسسة، ومسؤول الموارد البشرية، ومسؤول الصحة والسلامة المهنية، وممثلين الصحة والسلامة المهنية في الأقسام المختلفة للمؤسسة. ينبغي أن يمنح هذا الفريق الصلاحيات اللازمة لإقرار الإجراءات الاحترازية وتفعيل توصياته بما يكفل تحقيق أهدافه.

2- يقوم الفريق بإجراء تقييم أولي للمخاطر لتقييم خطر انتقال فيروس كورونا في مكان العمل. يجب أن يحتوي تقرير تقييم المخاطر، على أقل تقدير، على الآتي:

‌أ- تحديد الأنشطة التي قد تتسبب في التعرض للعدوى.

‌ب- تحديد الموظفين الأكثر عرضة للعدوى وطريقة العدوى المحتملة لكل نشاط تم تحديده في الخطوة السابقة.

‌ج- تقييم تأثير التعرض للعدوى على الموظفين وعلى إنتاجية العمل بتحديد احتمالية الإصابة للعدوى (بسيطة، متوسطة، أو عالية)، وتقييم تأثير الإصابة بمرض (كوفيد-19) على الموظف (شاب وصحي ولذلك غالب الظن أن تكون إصابته خفيفة، بينما الموظفون كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة قد تؤدي إصابتهم بالعدوى إلى مضاعفات شديدة).

‌د- تحديد آليات التحكم بهذه المخاطر واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية الموظفين والمراجعين حسب تسلسل معالجة المخاطر العالمي التالي:

(1) إزالة الخطر: وهذا من الصعب تطبيقه بشكل تام في هذه الأزمة لأن الخطر ينتقل عبر البشر ولا يمكن معرفة حامل المرض إذا كانت أعراضه خفيفة.

(2) استبدال مصدر الخطر: أيضا لا يمكن تطبيقه بشكل تام في هذه الحالة لأن الموظفين والمراجعين لا يمكن استبدالهم.

(3) السيطرة الهندسية: باتخاذ طرق هندسية للتحكم في المخاطر كتركيب وحدات تهوية خاصة لفلترة الفيروسات، أو وحدات تعقيم تستخدم الأشعة فوق البنفسجية.

(4) السيطرة الإدارية: وذلك من خلال تغيير طرق إدارة العمل، كمنح إجازات للموظفين الأكثر عرضة، وتطبيق نظام العمل عن بعد، وتقليل عدد الموظفين في المكاتب، واستحداث نظام العمل بمناوبات.

(5) معدات الوقاية الشخصية: كلبس الكمامات والنظارات الواقية. لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الطريقة من المفترض أن تكون آخر الخيارات بعد محاولة تطبيق الطرق الأخرى.

3- تصميم وتنفيذ خطة لتطبيق التدابير الوقائية التي حددها فريق تقييم المخاطر.

4- متابعة ومراجعة تنفيذ وفعالية خطة التدابير الوقائية وإرسال التقارير لفريق إدارة الأزمة بشكل دوري.

إن وجود خبير في الصحة والسلامة والأمراض المهنية في فريق إدارة الأزمة هو أمر ضروري جدًا لقدرة هؤلاء على تحديد المخاطر بدقة، و تقديم الحلول العملية لمعالجة هذه المخاطر وتحييدها. لذلك من المستحسن التواصل مع متخصصين في هذا المجال لمساعدة المؤسسة في تصميم وتنفيذ خطة التدابير الوقائية التي أقرتها اللجنة العليا والمساهمة في السيطرة على التفشي المجتمعي للعدوى ولضمان استمرارية الإنتاجية في المؤسسات المدنية والخاصة.