1483026
1483026
العرب والعالم

حكومة الوفاق الليبية تطلق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على سرت

06 يونيو 2020
06 يونيو 2020

طرابلس - (أ ف ب) - أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة أمس، وبعد تسجيل تقدم على الأرض، إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، فيما أعلن المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد تأييده لوقف إطلاق النار. وقالت القوات الموالية لحكومة الوفاق إنها تمكنت من صد هجوم بدأته قوات حفتر قبل 14 شهراً على العاصمة طرابلس، وتبدو حالياً مستعدة للاتجاه شرقاً مستفيدة من الدعم العسكري التركي. وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحفي، "صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت، حيث نفذ سلاح الجو 5 ضربات جوية في محيطها،استهدفت آليات مسلحة لميليشيات حفتر الإرهابية والمرتزقة"، حسب وصف البيان . وأضاف قنونو،"لن نتراجع عن إعادة بسط سيطرة الدولة على المدينة" التي تعقد معقلاً لقبيلة الزعيم الراحل معمر القذافي وملجأه الأخير عندما شن حلف شمال الأطلسي هجوما لمساندة القوات التي ثارت على حكمه في 2011. وسيطرت قوات المشير حفتر على سرت في يناير الماضي، بعد انسحاب قوات حكومة الوفاق الوطني منها. وتقع خلف سرت مرافىء تصدير النفط الرئيسية وأهم المواقع الاستراتيجية بالنسبة لحفتر. وفي ما يتعلق بالتطورات في غرب ليبيا، عزت قوات حفتر انسحابها من عدد من المواقع القريبة من العاصمة على أنه جاء نتيجة تعرضها "لضغوط دولية" لإعلان وقف لإطلاق النار. وأوضح اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحفي من بنغازي (شرق) ليبيا الليلة قبل الماضية، "بناء على ضغوط دولية ومن الأمم المتحدة بضرورة وقف اطلاق النار واستئناف اجتماعات 5+5، طلب منا الرجوع مسافة 60 كم من حول العاصمة، ضماناً لعدم قصف أي أهداف داخلها وابعاد المعركة عنها". ومضى قائلا "استمر الهجوم بقوة وتراجعنا إلى مشارف ترهونة مع استمرار غارات الطيران المسير، بعد تقدير الموقف قررنا عدم تعريض ترهونة لهجمات الطيران، وصدرت الأوامر بالتراجع إلى منطقة آمنة". ولم يذكر المنطقة التي تراجعت إليها القوات لكن مصادر محلية تحدثت عن إعادة تمركزها في قاعدة "الجفرة" الجوية الواقعة على مسافة 650 كلم جنوب شرق طرابلس. وأضاف "لضمان نجاح الخطوة طلبنا من الدول الصديقة ضمانا للاتفاق يلزم الطرف الآخر -ومن سماهم- الغزاة الاتراك بالتقيد وعدم الاعتداء على قواتنا، إلا أننا نفاجأ بالطائرات التركية والمدفعية الثقيلة تستهدفنا". وفي القاهرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة لحل الأزمة في ليبيا في أعقاب محادثات مع حفتر ورئيس البرلمان المنتخب ومقره في الشرق عقيلة صالح. وتتضمن المبادرة وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة 6,00 صباح الاثنين بالتوقيت المحلي (4,00 ت ج). وأعلن السيسي خلال مؤتمر صحفي "توافق القادة الليبيين على إطلاق 'إعلان القاهرة' متضمنا مبادرة ليبية - ليبية كأساس لحل أزمة ليبيا في إطار قرارات الأمم المتحدة والجهود السابقة في باريس وروما وأبو ظبي وأخيرا في برلين". وأضاف أن المبادرة "تدعو إلى احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو 2020، وإلزام الجهات الأجنبية باخراج المرتزقة الاجانب من كافة الأراضي الليبية". وقال حفتر خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السيسي "إننا نؤكد دعمنا وقبولنا لها (المبادرة) آملين الحصول على الدعم والتأييد الدولي للعبور بليبيا لبر الأمان". لكن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد قنونو رفض عملياً وقف إطلاق النار في تصريح قال فيه "نحن لم نبدا هذه الحرب، لكننا من يحدد زمان ومكان نهايتها". وأضاف "نتابع تقدم قواتنا البطلة بقوة وحزم لمطاردة ميليشيات" حفتر. ورحّبت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بقبول طرفَي النزاع في ليبيا باستئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة "5+5"، التي تهدف إلى وقف إطلاق النار، بعد توقّفها أكثر من ثلاثة أشهر. وتضم اللجنة 5 أعضاء من قوات المشير حفتر و5 أعضاء من قوات حكومة الوفاق وقد أقرّت ضمن حوار جنيف في فبراير بهدف الوصول إلى وقف إطلاق نار دائم. والمسار العسكري واحد من ثلاثة مسارات، بجانب المسارين السياسي والاقتصادي، يتوجّب اتّباعها لاستكمال مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا لحلّ الأزمة، إلا أنّ اللجنة العسكرية علّقت أعمالها عقب جولتَي محادثات بسبب خلافات. وأشار المتحدث باسم قوات حفتر إلى أنهم يتلقون الاتصالات من الدول الكبرى والصديقة لضبط النفس وعداً منها بحلول سريعة لوقف اطلاق النار، وحلول في الملف السياسي والاقتصادي والأمني، وفقا لوصفه. وختم قائلا "ما حدث لا يعني ترك المعركة والسماح باحتلال تركيا لبلادنا ، الآن نحن في حالة تموضع قواتنا وتجهيزها استعداداً للعمليات القادمة". ونجحت قوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة خلال اليومين الماضيين، في السيطرة على العاصمة بالكامل، واستعادت مدينة ترهونة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، المعقل الأخير لقوات حفتر في غرب البلاد. ومنذ إطلاق حكومة الوفاق الوطني عمليّة "عاصفة السلام" مدعومة بطائرات تركيّة بدون طيّار نهاية مارس الماضي، نجحت في استعادة السيطرة على كامل مدن غرب طرابلس، وقاعدة "الوطية" الجوّية الاستراتيجيّة على بعد 140 كلم جنوب غرب طرابلس. وعقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، غرقت ليبيا في حال من الفوضى، وتتنافس فيها حالياً سلطتان، هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وحكومة موازية في الشرق يسيطر عليها المشير خليفة حفتر. وفي حين تتلقى حكومة الوفاق الوطني الدعم من تركيا وقطر، يتلقى حفتر الدعم من روسيا والإمارات العربية المتحدة وكذلك مصر.