1482611
1482611
العرب والعالم

الأمم المتحدة تدعو إلى التضامن الدولي ليكون «لقاح كورونا» متاحا للجميع

04 يونيو 2020
04 يونيو 2020

الجدل لا زال مستمرا حول عقار «الهيدروكسي كلوروكين» -

عواصم -وكالات:- خلص باحثون إثر تجربة سريرية إلى أن تناول الهيدروكسي كلوروكين بعد التعرض لكوفيد-19 لا يقي مبدئيا من الإصابة، وأظهرت الدراسة التي أجريت على 821 شخصا في الولايات المتحدة وكندا أن فعاليته ليست أفضل بكثير من عقار وهمي.

ويستخدم الهيدروكسي كلوروكين منذ فترة طويلة لمعالجة الملاريا، إلا أن فعاليته على صعيد مرض كوفيد-19 لم تثبت بعد علميا وتثير جدلا كبيرا في أوساط العلماء.

واختار فريق من العلماء تحت إشراف جامعة مينيسوتا أشخاصا بالغين كانوا على تواصل مع شخص مصاب بفيروس كورونا المستجد لمدة زادت عن عشر دقائق وعلى مسافة مترين أو أقل.

وتعرض غالبية هؤلاء «لخطر كبير» للإصابة لأنهم كانوا من دون كمامة أو واق للعينين لدى تواصلهم مع الشخص المصاب.

وقد حصل الجميع عشوائيا على الهيدروكسي كلوروكين أو عقار وهمي في الأيام الأربعة التي تبعت لقاءهم المصاب.

وحلل الباحثون بعد كذلك عبر فحوصات مخبرية ودراسات الأعراض، عدد الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 في الأسبوعين التاليين.

وخلص معدو الدراسة إلى أن «التجربة العشوائية هذه لم تظهر أي فائدة كبيرة لاستخدام الهيدروكسي كلوروكين كعلاج وقائي بعد التعرض لكوفيد-19».

وقد أصيب 49 من أصل 414 شخصا (12 %) الذين تلقوا العلاج، بكوفيد-19 في مقابل 58 من أصل 407 (14 %) في صفوف الأشخاص الذين حصلوا على العقار الوهمي. وهو فرق دون أهمية على الصعيد الإحصائي.

وحذر مارتن لاندري أستاذ الطب وعلم الأوبئة في جامعة أكسفورد الذي لم يشارك في إعداد البحث من أن «الدراسة ضيقة النطاق لتكون نتائجها دامغة».

ورأى الخبير أن دراسات إضافية ضرورية للبت في فعالية الهيدروكسي كلوروكين المعتدل من عدمها.

من جانبه أيّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تطوير «لقاح للشعب» ضد فيروس كورونا المستجد يكون متاحا لجميع الناس في كل أنحاء العالم.

وقال غوتيريش خلال قمة افتراضية لجمع الأموال لأبحاث اللقاح «يجب النظر إلى لقاح لكوفيد-19 على أنه للمصلحة العامة العالمية، وهو ما يطالب به عدد متزايد من قادة العالم»، داعياً إلى «التضامن الدولي لضمان أن يكون (اللقاح) متاحا لكل شخص في كل مكان».

الاتحاد الأوروبي يشتري لقاحات واعدة

قال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد يستعد لاستخدام صندوق للطوارئ تبلغ مخصصاته 2.4 مليار يورو (2.7 مليار دولار) في شراء كميات مسبقة من اللقاحات الواعدة لفيروس كورونا المستجد.

وكانت هذه الخطوة موضع نقاش في اجتماع لسفراء الاتحاد الأوروبي أمس الأول بعد أن قالت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا إنها تعجل بالتفاوض مع شركات الأدوية لتأمين الحصول على اللقاحات التي يجري تطويرها.

وتأكيدا لتقرير نشرته رويترز في مايو قال المسؤولون إن صندوق الطوارئ سيستخدم أيضا في زيادة قدرات إنتاج اللقاحات في أوروبا وإتاحة التأمين من الخسائر لشركات الأدوية.

ويأتي تحرك الاتحاد الأوروبي في أعقاب خطوات من جانب الولايات المتحدة لتأمين الحصول على اللقاحات التي يجري تطويرها بما في ذلك نحو ثلث المليار جرعة الأولى من اللقاح التجريبي الذي تعتزم شركة أسترا زينيكا إنتاجه.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن من الضروري الاقتداء بالولايات المتحدة حتى إذا كان ذلك سيؤدي إلى خسارة أموال لأن من المستبعد أن ينجح عدد كبير من اللقاحات الجديدة.

وتجاوز عدد الوفيات بسبب الفيروس 385 ألفا على مستوى العالم.

كما يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق من عدم توفر جرعات كافية لتحصين سكانه البالغ عددهم نحو 450 مليون نسمة بسرعة إذا تم تطوير لقاح لفيروس كورونا.

انتشار الوباء في امريكا اللاتينية

من جانب آخر يواصل فيروس كورونا المستجد انتشاره في أمريكا اللاتينية وفي مقدمها البرازيل التي سجلت حصيلة قياسية جديدة من الوفيات امس الأول، خلافا لأوروبا حيث بدأت الحدود تفتح مجددا أمام الراغبين في السفر والتنقل بين بلدان الاتحاد الأوروبي.

وسجلت البرازيل 1349 وفاة بكورونا في 24 ساعة، في رقم قياسي جديد في هذا البلد الأكثر تضررا في أمريكا اللاتينية. وتم فرض حظر تجول أيضا اعتبارا من امس الأول في عشرين منطقة في ولاية باهيا في محاولة لاحتواء الانتشار السريع للوباء.

وحذر روي كوستا حاكم ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل من أنه «إذا لم نتحرك فقد نشهد ارتفاعا كبيرا للطلب على الأسرَّة في العناية المركزية لا يمكننا تلبيته».

والبرازيل التي باتت البؤرة الجديدة لوباء كوفيد-19 تسجل حاليا 32 ألفا و548 وفاة ولا شيء يوحي بإمكان وقف انتشار الفيروس في البلاد.

وهذه الأرقام التي تعتبرها المجموعة العلمية أقل من الواقع، تجعل البرازيل الدولة الرابعة عالميا من حيث عدد الوفيات بعد الولايات المتحدة التي تبقى البلد الأكثر تضررا بالوباء مع 107 آلاف وفاة، وبريطانيا (39 ألفا و728) وإيطاليا (33 ألفا و530).

والبرازيل التي يدعو رئيسها جاير بولسونارو بانتظام إلى رفع القيود للحفاظ على الاقتصاد والوظائف، تشكل أكثر من نصف حالات الإصابة والوفيات بكوفيد-19 في أمريكا اللاتينية.

المكسيك تسجل 1000 حالة وفاة

من جهتها تجاوزت المكسيك امس الأول عتبة الألف وفاة في 24 ساعة، للمرة الأولى منذ بدء انتشار الوباء لتصل الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 11 ألف وفاة.

وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 382 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.

في تشيلي، الدولة الأخرى المتضررة كثيرا من الوباء، قررت السلطات تمديد اجراءات العزل في سانتياغو لأسبوع رابع. في المقابل ستعمد الإكوادور إلى تخفيف القيود المفروضة في كيتو في محاولة لوقف انتشار الفيروس.

وخفضت مدة حظر التجول امس الأول الى ثماني ساعات يوميا فيما تمكنت المطاعم والمراكز التجارية من إعادة فتح أبوابها.

عودة الحياة تدريجيا في أوروبا

في أوروبا حيث باتت الأرقام مطمئنة أكثر تعود الحياة تدريجيا إلى طبيعتها. حيث أعلنت إسبانيا امس الخميس أن جميع القيود على المعابر الحدودية مع البرتغال وفرنسا سترفع اعتبارا من 22 يونيو.

وأغلقت السلطات الحدود أمام كافة الوافدين باستثناء الإسبان والعمال العابرين للحدود وسائقي الشاحنات منذ منتصف مارس عندما فرض البلد إجراءات العزل العام للحد من تفشي فيروس كورونا.

قالت وزيرة السياحة رييس ماروتو للصحفيين إن إسبانيا ستلغي على الأرجح الحجر الصحي للوافدين برا من فرنسا والبرتغال، لكنها أضافت أنه لم تجر الموافقة على هذا بعد.

ومسألة إعادة فتح الحدود من القضايا المهمة في أوروبا حيث تحاول البلدان التي تضررت بشدة بفعل جائحة كورونا استئناف النشاط الاقتصادي والعودة تدريجيا إلى السماح بحرية الحركة في منطقة شنجن مفتوحة الحدود.

وقالت إسبانيا في البداية إنها ستبدأ رفع القيود على الحدود اعتبارا من الأول من يوليو لكنها ذكرت خلال الأيام الماضية أنه من الممكن رفع بعضها قبل هذا التوقيت.

«أهلا بكم في إيطاليا»

وتقدمت إيطاليا حيث يعتبر القطاع السياحي حيويا، على كل دول العالم بإعادة فتح حدودها أمام السياح اعتبارا من الأربعاء. والرسالة واضحة: «أهلا بكم في إيطاليا» حيث قال رئيس الحكومة جوسيبي كونتي «هناك حماسة في الأجواء».

في روما استفاد زوجان عقدا قرانهما حديثا من فرصة عدم وجود عدد كبير من الناس في موقع فونتانا دي تريفي في وسط العاصمة روما لالتقاط الصور. وقال الزوج «يجب الاستفادة من هذه اللحظات، إنه أمر نادر في روما».

لكن مدينة غوريتسيا الإيطالية تبقى مقطوعة عن المدينة التوأم في الجهة المقابلة من الحدود السلوفينية نوفا غوريكا حيث أقيم سياج على عجل في مارس لمنع الدخول ووقف انتشار الوباء. ويبقى ذلك رمزا لعودة الحدود بين البلدين، وبات السكان يتبادلون الحديث من جانبي السياج الشائك.

وادا كان بإمكان السلوفينيين التنقل بحرية في إيطاليا، فان الإيطاليين الذين كانت بلادهم بؤرة للوباء، لا يزالون ممنوعين من دخول سلوفينيا.

جونسون: «حقبة جديدة من التعاون»

من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون امس الخميس إلى «حقبة جديدة من التعاون الصحي الدولي» فيما يستعد لاستضافة قمة افتراضية لجمع الأموال للتحالف العالمي للقاحات في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.

القمة الاقتراضية تهدف إلى جمع 7.4 مليار دولار لبرامج اللقاحات التي توقفت بسبب الوباء وسيتم خلالها إطلاق مبادرة جديدة لجمع الأموال لدعم التوصل إلى لقاحات لكوفيد-19.

وقال جونسون بحسب مقتطفات من خطابه وزعها مكتبه «آمل في أن تكون هذه القمة الوقت المناسب الذي سيجتمع فيه العالم لتوحيد البشرية في المعركة ضد المرض».

ويضيف جونسون التي تعد بلاده ثاني دولة أكثر تضررا بالوباء في العالم مع حوالى 40 ألف وفاة، «أدعوكم إلى الانضمام إلينا لتقوية هذا التحالف الذي ينقذ الأرواح ويدشن حقبة جديدة من التعاون الدولي في قطاع الصحة».

وبريطانيا تعد حتى الآن أكبر مساهم في التحالف العالمي للقاحات (غافي) مع 1,65 مليار جنيه استرليني (1,85 مليار يورو) موعودة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

خلال هذه القمة التي تجمع أكثر من خمسين دولة وأكثر من 35 رئيس دولة وحكومة، يأمل التحالف في أن يجمع 7,4 مليار دولار لمواصلة حملات التلقيح العالمية ضد الحصبة وشلل الأطفال والتيفوئيد والتي أثر عليها كثير انتشار وباء كوفيد-19.

وستتيح القمة أيضا إطلاق دعوات تمويل لشراء وإنتاج لقاح ضد وباء كوفيد-19 وكذلك دعم توزيعه في الدول النامية.

من جانب آخر، اعتبر وريث العرش البريطاني الأمير تشارلز أنه «محظوظ» لأن إصابته بفيروس كورونا المستجد اقتصرت على بعض الأعراض الطفيفة، في تجربة جعلته أكثر «تصميما» على العمل من أجل وضع الطبيعة «في صلب كل ما نقوم به».

وقال الأمير البالغ 71 عاما في تصريح عبر الفيديو لقناة «سكاي نيوز» البريطانية «كنت محظوظا في حالتي وخرجت من هذا الوضع بأعراض طفيفة. لكني تعرضت للإصابة وأستطيع فهم ما قاساه الآخرون».

وأضاف «أتعاطف خصوصا مع أولئك الذين فقدوا أحباء لهم ولم يتمكنوا من الوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة. هذا الأمر الأقبح بنظري».

وكان الأمير تشارلز وهو الابن البكر للملكة إليزابيث الثانية قد أصيب بفيروس كورونا المستجد في مارس لكن لم تظهر عليه سوى بعض الأعراض الطفيفة قبل أن يشفى في الحجر خلال سبعة أيام نزولا عند التوصيات الرسمية من دون إدخاله إلى المستشفى.

وفي المحصلة، قضى نحو 40 ألف شخص جراء وباء كوفيد-19 في بريطانيا. وقد تفوق الحصيلة 48 ألف وفاة مع احتساب الحالات المشتبه بها.

وأضاف «لتفادي حصول ذلك مع أناس أكثر، أنا مصمم حقا على إيجاد حل». وأشار إلى أن «الناس بدأوا يدركون ضرورة إعادة الطبيعة إلى صلب كل ما نقوم به وفي قلب اقتصادنا».

الألمان يودون القيام بإجازاتهم على الشواطئ

وفي الشأن الألماني، كشفت دراسة حديثة أن كثيرا من الألمان يفضلون القيام حاليا بإجازاتهم على شواطئ ألمانية في ظل أزمة كورونا، فذكر أكثر من 40 بالمائة من الألمان أنهم يفضلون حاليا قضاء إجازاتهم على الجزء المطل على بحر البلطيق بألمانيا.

وجاء ذلك في الدراسة التي أجراها معهد «زينوس» للأبحاث والاستشارات النفسية والاجتماعية بالتعاون مع معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي، والتي تم نشر نتائجها امس الخميس.

وبحسب الدراسة، جاء تفضيل الألمان لبحر الشمال بألمانيا كمكان لقضاء الإجازات في المرتبة الثانية، حيث ذكر 36 بالمائة أنهم يودون القيام بإجازاتهم هناك.

وذكر أكثر 30 بالمائة من الألمان وفقا لهذه الدراسة أنهم يودون القيام بإجارة على ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا وكرواتيا مثلا، وذكر 30 بالمائة تقريبا أيضا أنهم يرغبون قضاء عطلة على بحر إيجه مع البحر الأيوني أو في منطقة البحر الكاريبي.

تجدر الإشارة إلى أنه كان ممكنا خلال إجراء الدراسة ذكر إجابات متعددة من كل شخص.

وذكر نحو ثلث الأشخاص المشاركين في الدراسة أنهم اضطروا لإلغاء اجازة كان مخططا لها على البحر أو تأجيلها بسبب أزمة انتشار وباء كورونا.

يشار إلى أن البيانات المستخدمة في هذه الدراسة تستند إلى استطلاع أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي شارك فيه 2063 شخصا في الفترة بين 5 و11 مايو الماضي.

انتشار مقلق للفيروس في ايران

يقلق تسارع انتشار فيروس كورونا المستجد منذ أكثر من شهر السلطات الصحية في إيران، التي تضاعف التحذيرات وتنبه السكان إلى ضرورة عدم نسيان أن المرض لا يزال موجودًا، في أكثر البلدان تضرراً في الشرق الأوسط.

وحذر شريط إخباري يستعرضه باستمرار التلفزيون الحكومي من أن «عدم احترام التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة الشخصية أو العامة وكذلك التنقل غير الضروري قد تكون له عواقب لا يمكن إصلاحها».

وتبث القناة نفسها عدة مرات في اليوم، على وقع موسيقى حزينة، رسمًا بيانيًا متحركًا، يفيد بأن أداء إيران في مواجهة وباء كوفيد-19 أفضل بكثير من العديد من البلدان الأخرى.

وتشير الأرقام الرسمية، التي يشكك بها خبراء أجانب ويعتقد بعض المسؤولين الإيرانيين أنه تم التقليل منها إلى حد كبير، إلى أن الفيروس قد أودى بحياة 8071 شخصاً في إيران من بين 164 ألفا و270 إصابة، منذ أن تم تسجيل أول إصابة في فبراير.

وهذا يجعل من الجمهورية الإسلامية الدولة الأكثر تضررا من الوباء في الشرق الأوسط، لكنه يضعها في وضع متقدم أمام الدول التي سجلت أعلى الوفيات.

وإذ بلغ عدد الإصابات اليومية أدنى مستوى في 2 مايو، إلا أن عدد الإصابات التي أعلنت عنها السلطات أخذت منحى تصاعديا هذا الأسبوع.

وسجلت الإصابات المؤكدة الجديد بفيروس كورونا المستجد عددا قياسيا جديدا في إيران امس الخميس إذ ازداد عدد المصابين 3574 شخصا خلال 24 ساعة متجاوزا ذروة 3186 حالة التي بلغها في 30 مارس.

ويمكن ربط زيادة الحالات التي تم تسجيلها بكثرة الاختبارات التي أجريت لنحو مليون شخص، بحسب وزارة الصحة، حيث أصبح الفحص أكثر منهجية مع مرور الوقت.

ويبدو أن عدد الوفيات اليومية، الذي انخفض إلى أقل من 100 حالة في أبريل، قد استقر منذ ثلاثة أسابيع حول 70.