rrrrrr
rrrrrr
الاقتصادية

خبراء لـ"عمان": السياحة الداخلية الملاذ الآمن .. وأفضلية للأنماط الأكثر انعزالية

02 يونيو 2020
02 يونيو 2020

تعافي القطاع يحتاج لسنوات .. وسيخضع لنظام جديد لحماية السياح

جلال عفيفي: السلطنة مؤهلة للخروج من الأزمة بوضع أفضل لخصائصها السياحية

علي الحجري: الفنادق والمنتجعات ستتجه إلى العروض الترويجية لجذب السياح

يونس البلوشي: ضرورة الاهتمام بالسياحة الداخلية وتحسين مرافقها وخدماتها

عبدالكريم المغيري: إكساب السائح الثقة للسفر من أهم التحديات بعد زوال الجائحة

محمد الحجري: إجراءات السفر في المطارات ستكون معقدة وطويلة

استطلاع - شمسة الريامية

قال خبراء ورجال أعمال: إن القطاع السياحي يحتاج إلى سنوات قد تصل إلى خمسة أعوام لأجل التعافي من آثار مرض فيروس كورونا المستجد، بعد أن أصيب بشلل تام مع وقف حركة السفر والتنقل بين البلدان، مشيرين إلى أن تكلفة السفر ستكون مرتفعة مع تطبيق إجراءات أكثر أمانا وستزداد التعقيدات في المطارات.

وأضافوا في استطلاع لـ"عمان الاقتصادي": إن السياحة العالمية تأثرت بشكل كبير من جائحة كورونا، وتكبدت شركات الطيران والفنادق والمنشآت السياحية خسائر ضخمة مما أدى إلى إغلاق بعضها، وتسريح موظفيها أو خفض رواتبهم، موضحين أن بعض الفنادق والمنتجعات ستواجه تحديات كثيرة بعد تلاشي الوباء منها إعادة صيانتها، وتراجع أعداد النزلاء، وإقناع السائح بالسفر للترفية والمتعة.

ويرى الخبراء أن كورونا المستجد سيعيد ترتيب الأنماط السياحية المفضلة وسينعش السياحة الداخلية كونها ملاذًا آمنا للقطاع، وسيتجه السياح إلى الأنماط السياحية الأكثر انعزالية مثل سياحة التخييم في الصحراء، والسياحة الجيولوجية، وحجز النزل التراثية والبيئية، فضلا عن اللجوء إلى المنتجعات التي تحتوي على شواطئ طويلة وممتدة.

جلال عفيفي[/caption]

وقال الدكتور جلال عفيفي، أستاذ مشارك في قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس: إن السياحة الدولية ستواجه تحديات عديدة بعد انتهاء وباء كورونا، إذ سيكون هناك نظام دولي جديد بمتطلبات صحية وسياحية جديدة تحتاج من الجهات الحكومية وأصحاب الأعمال إجراء تغييرات كبيرة وسريعة في أقرب وقت ممكن، فضلًا عن انخفاض الطلب السياحي الدولي بين عامين وخمسة أعوام مما يعرّض الاستثمار السياحي لخسائر ستؤدي لإغلاق أو تخفيض حجم مؤسسات الطيران والسياحة وما يتبع ذلك من تأثير على القوى العاملة وفقدانهم لأعمالهم، مشيرا إلى أن الإجراءات الوقائية في المطارات قد تحد من سرعة عودة السياحة الدولية، فمثلا قد يرتبط السفر الدولي بقبول المسافر لفكرة الحجر سواء المنزلي أو المؤسسي فور الوصول وهي فكرة لا تناسب العمل السياحي القائم على حرية الحركة.

وأضاف: إن أهم ملامح التغيير في قطاع السياحة والسفر هو توجه السياح للسياحة الداخلية والإقليمية بشكل أكبر، مع ميل السياح لما يمكن تسميته "أنماط السياحة الأكثر انعزالية" مثل سياحة التخييم والصحراء، والسياحة الجيولوجية، والسفر إلى الدول غير المزدحمة، والتي لا تمارس سياحة المجموعات وهي فرصة جيدة جدًا للسياحة العمانية بالنظر لتميز السلطنة في هذا الجانب، كما سيميل السياح إلى استخدام خدمات مثل الفنادق الأصغر حجما وهي فرصة جيدة لأصحاب مشروعات معينة مثل النزل البيئية والتراثية بالنظر لطبيعتها البسيطة. إضافة إلى أن السائح سيهتم بالسفر للدول التي تملك سجل طبي جيد، ومدى قدرتها على التعامل والسيطرة على فيروس كورونا.

وأشار عفيفي إلى أن الفنادق والمنتجعات يجب عليها الاهتمام بوجود كادر طبي في المنتجع للإشراف على الإجراءات الصحية الخاصة بضمان التعقيم واكتشاف الحالات المشتبه في إصابتها، وعلى الفنادق إعلان ذلك لتحقيق مزيد من الإحساس بالاطمئنان لدى السائح.. موضحًا أن السياح سيلجأون إلى المنتجعات والفنادق التي تمتلك شواطئ ممتدة وطويلة وذلك لقدرتها على تحقيق فكرة

التباعد الجسدي.

وقال: إن السياحة الداخلية هي دائمًا الملاذ الآمن في حالة الأزمات السياحية، ففي نهاية المطاف سيحتاج البشر للحركة خاصة بعد بقائهم في المنازل لمدد طويلة، وستكون السياحة الداخلية هي البديل الأكثر أمنا، والأقل تكلفة على الأقل خلال العام الأول من انتهاء الأزمة. ولذلك على أصحاب الأعمال السياحية كالمنتجعات والفنادق التوجه لتقديم عروض مناسبة للمواطنين والمقيمين مع عدم رفع الأسعار سعيًا وراء تعويض الخسائر، وقبولها لفكرة أن الهدف هو إعادة تدوير الحركة، لأن رفع الأسعار سيؤدي لإطالة مدة الأزمة عليها.

ويرى عفيفي أن السلطنة مؤهلة بالنظر لخصائصها السياحية للخروج من الأزمة بوضع أفضل مما كانت عليه قبلها، فالسياحة في السلطنة تتميز منذ فترة باستهدافها للسياحة النوعية وليست الكمية، كما أنها تملك سجلا ممتازا فيما يتعلق بإحساس الزائر بالأمن فيها إضافة لإمكاناتها الطبية القادرة على التعامل مع الأزمة بشكل مناسب.

استعادة ثقة السائح

عبدالكريم المغيري[/caption]

أشار عبدالكريم بن سلطان المغيري، عميد كلية عمان للسياحة إلى أن هناك تحديات عديدة واجهت القطاع السياحي في العالم منذ انتشار الجائحة، وتتمثل في فقدان العاملين في هذا القطاع لوظائفهم، وتراجع أعداد السياح، الأمر الذي ترتب عليه خسائر كبيرة بالنسبة لقطاع الطيران والفنادق، إذ أوضحت منظمة السياحة العالمية في تقاريرها بأن 100 إلى 120 مليون وظيفة في القطاع السياحي معرضة لخطر فقدانها، فضلا عن انخفاض عدد السياح القادمون بين 60% و80%، مؤكدًا أن التحدي الأكبر الذي ستواجه السياحة بعد عودة الحياة إلى طبيعتها هو استعادة ثقة السائح بالمقصد السياحي، أي إكساب السائح الثقة للسفر من أجل السياحة والترفيه.

وقال المغيري: إن إعادة ثقة السائح المحلي هو أمر سهل نوع ما وذلك من خلال اتخاذ الحكومات حزمة من الإجراءات والقوانين المعنية بسلامة المواطن والمقيم في المنشآت السياحية، أما بالنسبة للسياح القادمين من خارج السلطنة فهذا الأمر ليس من السهولة تحقيقه في فترة زمنية وجيزة، وإنما يتطلب من المجتمع الدولي الالتزام بجميع الإجراءات التي تضمن سلامة المسافر في جميع مراحل سفره، حتى صولة إلى المقصد السياحي والعودة، مشيرا إلى أن هناك دراسات عديدة وضعت الخطوط العريضة لاستعادة ثقة السائح، وقد وضح تقرير منظمة السياحة الدولية الخطوات التي يجب على الدول اتخاذها لكي تستعيد ثقة السائح وهي اتخاذ وإجراءات ووضع إرشادات السلامة والنظافة المناسبة للحد من المخاطر في الأماكن السياحية، وتقديم معلومات واضحة للمسافرين عن التدابير الحالية المعمول بها في الوجهات والشركات السياحية، وإعطاء معلومات واضحة للمسافرين حول ما يمكن توقعه أي "الحقوق والضمانات في حالة المرض خلال السفر".

وأضاف: إن قطاع الفنادق بإمكانه استقطاب السائح المحلي من خلال تقديم العروض الترويجية بعد انحسار الوباء، أما بالنسبة لجذب السياح إلى دول أخرى فهو يعتمد على استعادة ثقة السائح بإجراءات السفر، التي تبدأ من مكان إقامته إلى الوجهة السياحية، وقد أوضحت بعض المؤشرات أن فئة الألفية لهم الرغبة في السفر والسياحة إذا وجد عامل جذب يتناسب مع طموحاتهم وميولهم، كوجود تخفيضات كبيرة في باقات السفر، وكذلك الأنشطة التي تناسبهم، وبالتالي على قطاع الضيافة استحداث برامج وأنشطة تتناسب مع ميول فئة الألفية.

تأثر القطاع السياحي

علي الحجري[/caption]

قال علي بن سالم الحجري، رئيس لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان: إن القطاع السياحي تأثر بشكل كبير جراء جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأكمله، وتكبدت الشركات السياحية الكثير من الخسائر ووصلت مستويات الأداء فيها إلى الحد الأدنى من حيث الضعف والركود.

وأضاف: نأمل أن تشهد المرحلة المقبلة تعافيًا تدريجيًا ونهوضًا جيدًا لا سيما مع تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية، وسيشهد قطاع السياحة الذي يشمل مجالات عدة كالفنادق والمنتجعات، ومكاتب السفر، والسياحة والوكالات السياحية نموًا ونشاطًا محليًا حيث ستتجه أغلب الوفود السياحية من المواطنين والمقيمين إلى الاستجمام في ربوع السلطنة، والتمتع بمناظرها الطبيعية ومتنزهاتها الخلابة إلى حين رفع القيود تامة إقليميًا وعالميًا، وكذلك انحسار فيروس كورونا وممارسة الناس لحياتهم الطبيعية حيث يشكل القلق والخوف عوامل تحول دون ممارسة الأنشطة السياحية والتجوال والترفيه.

وأوضح الحجري أن أغلب الفنادق السياحية والمنتجعات بعد انتهاء جائحة كورونا ستتجه إلى العروض الترويجية لجذب أكبر عدد من السياح، وهو ما تم العمل به في العديد من الجزر السياحية ذات المنتجعات الخلابة، وهي خطوة مميزة تعد تسويقًا جيدًا للمنشآت السياحية.

وقال: إن المنشآت السياحية بكل تأكيد ستعمل على تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الوباء، وستطبق أعلى معايير السلامة والجودة، بحيث يشعر السائح بالأمن والسلامة، وبتوفر العوامل الصحية التي تضمن له سياحة ممتعة، وتجوالا خاليا من أي ازدحام أو مسببات صحية، وبالتالي ستزدهر السياحة الداخلية وستحقق الشركات السياحية الصغيرة والمتوسطة ربحًا جيدًا.

وأضاف: نأمل عودة الرحلات المحلية والإقليمية مع تطبيق إجراءات الوقاية، إذ أن المطارات ستقوم بعدة إجراءات لمنع انتقال العدوى، تتمثل في لبس الكمامات في المطارات ومقصورة الطائرة، وفحص حرارة المسافرين، وتكثيف عمليات التعقيم بشكل مستمر، فضلا عن بث الأفلام التوعوية وتوزيع النشرات المتضمنة على اتباع طرق الوقاية من الوباء.

الاهتمام بالسياحة الداخلية

يونس البلوشي[/caption]

وأكد يونس بن سخي البلوشي، رجل أعمال، وعضو لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان أن هناك تحديات ستواجه المنشآت السياحية بعد انحسار فيروس كورونا وهي صيانة الفنادق والمنتجعات، وإعادة توظيف بعض الموظفين في حال قامت المنشأة السياحية بتسريح أو الاستغناء عن بعضهم، فضلا عن تراجع أعداد السياح مقارنة بعام 2019 وذلك نظرًا لخسارة عدد كبير من الموظفين لوظائفهم.

وقال: إن قطاع السفر والسياحة وما يرتبط بها سيتغير كثيرا بعد جائحة كورونا، إذ أن إجراءات السفر ستكون أكثر تعقيدا في المطارات، وسيضطر المسافر قضاء ساعات طويلة في المطار قبل دخوله إلى الطائرة وذلك نتيجة لمروره بمراحل متعددة مثل فحص درجة الحرارة، والتعقيم وغيرها من الإجراءات الطويلة والمعقدة. كما أن الفنادق ستعاني كثيرا من نقص النزلاء مما يسبب في ارتفاع التكاليف على أصحاب هذه الفنادق أو المنتجعات.

وأشار البلوشي إلى أن الفنادق والمنتجعات عليها التفكير بطرق معينة لجذب الزوار، فخلال انتشار وباء كورونا بإمكانها ابتكار طرق للاستفادة من الموارد المتاحة لديها لإيجاد دخل جيد وذلك لتغطية المصروفات والإبقاء على أكبر قدر ممكن من الموظفين، ودفع الالتزامات المالية.

فهناك نماذج مبتكرة فعلا قامت بعض هذه الفنادق وشركات الطيران باتباعها خلال الأزمة، فمثلا فندق ماريوت وهيلتون بمسقط قاما بعمل تطبيق إلكتروني لطلب وتوصيل الطعام إلى المنازل والمكاتب، وكذلك بالنسبة لبعض المطاعم الكبيرة في محافظة مسقط التي لم تكن تقدم خدمات التوصيل قبل انتشار الجائحة. كما أن القطرية للطيران استمرت في عمليات الشحن الجوي باستخدام طائرات المسافرين، فضلا عن أن بعض دور الأوبرا والمتاحف حول العالم عملت تطبيقات إلكترونية تسمح بمشاهدة وزيارة تلك المرافق عن طريق البرامج الافتراضية وبرسوم معينة حتى تستطيع تحقيق عائد جيد. موضحًا أن الفنادق والمنتجعات عليها من الآن التفكير بطرق مختلفة، وعروض ترويجية لجذب الزوار والسياح إليها بعد انحسار الوباء.

وقال البلوشي: خلال جائحة كورونا وبعدها ستكون للسياحة الداخلية فرصة كبيرة لجذب أعداد كبيرة من السياح، فإجراءات السفر المعقدة، وارتفاع تكلفته بالنسبة للبعض، كلها عوامل تدعو إلى الاهتمام بمنظومة السياحة الداخلية، وتطوير الموافق والخدمات لجذب كافة شرائح المجتمع.

إجراءات السفر المعقدة

محمد الحجري[/caption]

وقال محمد بن عامر الحجري، من شركة وبار للسياحة: إن إجراءات السفر بعد جائحة كورونا تختلف كثيرا عنه قبل انتشار الوباء، حيث ستتخذ شركات الطيران والمطارات إجراءات كثيرة منها الحصول على جواز سفر صحي يثبت فيه الراغب في السفر احتوائه على أجسام مضادة ضد فيروس كورنا "كوفيد-19"، فضلا عن التواجد في المطار قبل أربع ساعات قبل الإقلاع، والخضوع لفحص طبي أولي عند باب المطار، ومرور المسافر عبر نفق تعقيمي، وخضوع الأمتعة والأكياس إلى الأشعة فوق البنفسجية لتعقيمها، وارتداء الكمامات والقفازات طوال الرحلة، وتعقيم الطائرة بعد جلوس الركاب، وتعقيم أيدي المسافرين كل 30 دقيقة، ووجود ماسحات حرارية ضوئية في الطائرات ترصد أي تطورات في درجات الحرارة للمسافرين، وغيرها من الإجراءات الطويلة.

وأوضح الحجري أن السياحة الداخلية قد تنشط بشكل كبير بعد انحسار الوباء، وسيتوجه الناس إلى المنتجعات التي تحتوي على شواطئ ممتدة للاستمتاع بوقتهم بعد قضاء فتره طويلة في المنازل. كما سيفضل بعض السياح زيارة الجبال المرتفعة التي تكون فيها درجة الحرارة منخفضة. مشيرا إلى أن بعض الفنادق والنزل السياحية ستقيد بإجراءات السلامة والوقاية مثل التعقيم وغيرها، كما أن أسعار المنتجات السياحية ستكون تنافسية.