جرب فالتجربة حياة
حمده بنت سعيد الشامسية
جرب، ففي التجربة حياة أحب مشاركة القراء تجارب شخصية ودروس تعلمتها، لأن التجارب الشخصية أكثر صدقا، وهي تلامس الأرواح أكثر من التنظير، وأكثر ما يسعدني عندما يأتي من يخبرني بأنه جرب ما كتبت عنه، وكان له تأثير في حياته، في لحظه كهذه أشعر بأن ما أقوم به له معنى، أدرك طبعا بأن هناك ملايين النصائح التي تطالعنا بها شبكات التواصل الاجتماعي كل يوم، وآلاف المؤثرين الذين يبذلون جهودا جبارة من أجل محاولة التأثير الإيجابي، لكن سبحان الله من بين مئات الرسائل أحيانا التي تصلني، أجد عبارة واحدة لامست شيئا في قلبي، تأثرت بها وعملت على تطبيقها في حياتي، فكان لها أثرا رائعا.
عندما أكتب شيئا أتمنى أن تلامس كلمة مما أكتب قلب أحدكم، تجعل يومه أفضل، وتساهم بشكل أو بآخر في جعل حياته أفضل مما كانت عليه قبل قراءتها، لقد تعلمت من كثير من المعلمين المشهورين والمغمورين على حد سواء، وكان لما تعلمت أثر كبير على حياتي من عدة نواح، لأنني انتهجت منذ البدء أن أطبق ما يلامس قلبي، ولا أكتفي بالقراءة، فليس القراءة ما يحدث التغيير وإنما التطبيق، فأنت تستطيع أن تمضي جل عمرك في متابعة المباريات الرياضية على شاشة التلفاز، والملاعب، ولكن هذا لن يجعل منك لاعبا متميزا.
هذا الايمان هو ما يجعلني أستمر، وأتغلب على حالات الكسل عن الكتابة التي تنتابني أحيانا، اشعر بالمسئولية تجاه الأشخاص الذين علموني، تجعلني أعلم ما تعلمته منهم، وأثرى حياتي بشكل أو بآخر، ليس نقلا حرفيا، ولكن من خلال التجربة، وأحمد ربي أن منحني فضول يدعوني للتجربة، وعقلا متفتحا على الجديد، فأنا عندما تمر علي عبارة تلامسني اسأل نفسي (لما لا) وهذا السؤال وحده فتح لي آفاق لا محدودة، ومنحني تجارب ثرية ما كنت أحلم بها، جعلتني أكسر الخوف من التجربة الذي كان يقيدني، وأفعل ملكة التفكير التي جعلتني أتحرر من الأحكام، والاسقاطات، إذ فقط بالتجربة تستطيع أن تتعلم، وتتحقق من المعارف التي اكتسبتها، والتي لولا التجربة لبقيت مجرد معلومة مؤرشفة في الذاكرة بلا جدوى.