WhatsApp Image 2020-05-07 at 5.37.06 PM-Recovered
WhatsApp Image 2020-05-07 at 5.37.06 PM-Recovered
المنوعات

مجلس بني لمك.. حيث يشتعل الحنين تعلو أصداء الماضي

28 مايو 2020
28 مايو 2020

البيوت العمانية الأثرية والتراثية القديمة

- بناه الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي 1885

- أسس الشيخ مجلسا ومسجدا ومدرسة لتعليم القرآن الكريم.

الشيخ سليمان اللمكي وقيصر ألماني في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى[/caption]

بقلم: مهنا بن صالح اللمكي

في الأمكنة ما لا يحصى من مواجع يشعلها الحنين كأن للمكان روحا تنادينا وتتوسل إلينا لنعيد ما غرسناه من ضحكات وأصداء أصواتنا بين مساماتها فلم تعد تطيق فراقنا.

مجلس بني لمك بقرية الظاهر بالرستاق جمع الأجيال السابقة من أجدادنا في مناسبات عديدة، قبل إعادة بنائه عام ١٩٩٠ ميلادي من قبل أحفاد الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي، المؤسس رحمه الله ، ليعود اللقاء من جديد في جميع المناسبات، الأفراح والعزاء بعد أن كانت تقام في المسجد المجاور للمجلس.

صورة من زيارات الشيخ سليمان اللمكي[/caption]

وتكمن أهمية هذا المجلس لموقعه بجانب ‏بيت الظاهر أو ما يسمى بيت العود، وهو يعتبر من البيوت العمانية الأثرية والتراثية القديمة ذات الطابع التاريخي، وهو دلالة على اهتمام الإنسان العماني بالهندسة المعمارية الأصيلة منذ القدم، به برجان ويمر بداخله فلج الميسر العريق، والبيت لا يزال موجودا حتى الآن ‏مع اندثار لبعض أجزائه، بناه الشيخ ناصر بن سليمان بن راشد اللمكي 1885م، وقد أسس مكتبة ببيت الظاهر وأوقف لها الكتب وابنه الشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي.

وهنا نستذكر شيئا من الذاكرة المؤرخة للشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اللمكي، الذي ولد في بيت الظاهر ثم هاجر إلى زنجبار وعمره تسع سنوات، عندما توفت والدته كاذية بنت سيف بن شيخان العدوية إثر إصابتها بلدغة أفعى بالظاهر، وأصبح الشيخ سليمان بن ناصر اللمكي من الزعماء العرب بزنجبار، حيث تولى عدة مناصب هناك وزار عددا من الدول، منها ألمانيا وإنجلترا وبريطانيا وفرنسا ومصر، ويعتبر من الشخصيات العمانية المؤثرة في تاريخ الوجود العماني في زنجبار، ساهم في إنشاء المدرسة البارونية بسمائل كذلك تولى حكم زنجبار كنائب للسلطان خليفة بن حارب 1929م.

وقد أسس الشيخ ناصر بن سليمان اللمكي إلى جانب بيت الظاهر (البيت العود) مجلسا ومسجدا ومدرسة لتعليم القرآن الكريم وأوصى بأن يكون اليوم التاسع من ذي الحجة يوما للوقف يجتمع فيه الناس للاحتفاء بهذه المناسبة وتقديم الغذاء للفقراء والحلاقة، حيث أوقف من أمواله -رحمه الله- للمسجد والمجلس ويوم التاسع من ذي الحجة ولأكفان الموتى، وقد استمر يوم الوقف لسنوات عديدة إلى أن تم استبداله بيوم ١٢ من ربيع الأول، المولد النبوي للمصطفى عليه الصلاة والسلام عندما تم تحديث المجلس من أحفاده رحمه الله، واستمرت اللقاءات في اليوم الثالث لعيد الفطر والأضحى.

إلا أن هذا العام جاء بما لا تشتهي الأنفس ليغرق المجلس حزنا في مياه حيرته ويبدد لقاء كان ينتظره بفارغ الصبر، حيث سئم الانتظار وبجانبه أرواح فارقت الحياة لا حيلة لها سوى الصمت الأبدي.