صصصص
صصصص
الاقتصادية

اهتمام علمي متزايد بـ "شجرة اللبان" من الجهات الأكاديمية المحلية والعالمية

20 مايو 2020
20 مايو 2020

ثروة طبيعية ذات فوائد اقتصادية وطبية

- التعرف على ٩٨ مركبا كيميائيا من بينها مادة مهمة تستخدم في علاج السرطان

- جامعة ظفار استكملت الدراسات الخاصة بتطوير 7 منتجات على هيئة كبسولات

- زراعة قرابة 15 ألف شجرة لبان بمزارع النجد أغلبها لم يصل بعد مرحلة الإنتاج

 

مواطن يستخرج اللبان[/caption]

العمانية: تهتم العديد من مؤسسات التعليم العالي في السلطنة وخارجها بإجراء بحوث علمية متعلقة بشجرة اللبان لما تحمله من فوائد تجميلية وطبية، حيث تقوم جامعة نزوى، بدراسة بحثية علمية للنباتات العمانية ومنها شجرة اللبان بينما تعمل جامعة ظفار ممثلة بمركز الأبحاث حاليا على دراسة أهمية اللبان العماني وأسباب تفوقه على الأنواع الأخرى في البلدان المنتجة بالإضافة إلى مراكز أبحاث وجامعات أجنبية مهتمة في هذا المجال كاليابان وألمانيا.

وقال أحمد بن عامر العوائد باحث في مجال اللبان العماني: إن بعض النتائج المتعلقة ببحوث اللبان العماني تمكنت من التعرف على ٩٨ مركبا كيميائيا من بينها مادة مهمة جدا تستخدم في علاج بعض أنواع مرض السرطان مثل سرطان القولون والمعدة والدم والبنكرياس.

وأوضح العوائد أن محصول اللبان في محافظة ظفار يشتمل على عدة أصناف مختلفة من ناحية الجودة حسب التوزيع الجغرافي والمناخي مشيرا إلى أن اللبان (الحوجري) ذا اللون الأبيض النقي المشوب بالأخضر يعتبر أجود أصناف اللبان على الإطلاق ويتم إنتاجه من الأودية الشرقية الجافة في المحافظة مضيفًا إن اللبان "النجدي” يأتي في المرتبة الثانية ويتم إنتاجه من الأودية النجدية الكلسية التي تصب شمالا والمنحدرة من سلسلة جبال ظفار التي تمتد من الشرق إلى الغرب.

وأضاف: إنه في المرتبة الثالثة من ناحية الجودة يأتي اللبان "الشزري” الذي يحصد من الأودية الغربية الجافة التي تقع إلى الجنوب من الأودية النجدية بينما يأتي اللبان السهلي ”الشعبي” في المرتبة الرابعة ويتم إنتاجه من أشجار اللبان التي تنتشر في الأودية والسهول المتأثرة بالرطوبة العالية والأمطار الموسمية وهو أكثر الأنواع إنتاجا ويتميز بغزارة الزيت المستخرج منه.

وفي مجال البحث العلمي عن اللبان أقيم بجامعة السلطان قابوس في عام 2018م المؤتمر الدولي الأول للبان والنباتات الطبية بهدف تطوير الأبحاث والدراسات العلمية في مجال النباتات الطبية بشكل عام واللبان بشكل خاص لا سيما في ظل الاهتمام العالمي بالنواحي الاقتصادية والطبية الاستثنائية للنباتات الطبية واللبان والمنتجات القائمة عليها.

وتقوم جامعتا السلطان قابوس ونزوى بإجراء مشروع بحثي مشترك عن أشجار اللبان يركز على مكانتها التاريخية والاقتصادية في السلطنة ويهدف إلى رسم الخرائط ودراسة التغيير الزمني والمساحي وتحديد البصمة الطيفية لشجرة اللبان باستخدام صور الأقمار الاصطناعية وذلك بهدف تحديد المجموعة الوراثية لأشجار اللبان وتوفير قاعدة من البيانات والمعلومات عن مستوى تباينها الوراثي وتوزيعها المكاني بين مناطق انتشارها في محافظة ظفار.

كما استضافت جامعة ظفار في شهر أكتوبر لعام 2017م أعمال الندوة العالمية الأولى حول اللبان والنباتات الطبية بمشاركة علماء ومختصين من معاهد وجامعات عالمية بهدف إبراز أهمية اللبان العماني على مر التاريخ ومدى الاستفادة من هذه الثروة والحفاظ عليها بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير منتجات اللبان عن طريق التصنيع لاستخدامه في المجالات الطبية والتجميلية.

وفي هذا الصدد قال الأستاذ الدكتور لؤي جميل رشان الباحث الرئيسي بمركز أبحاث جامعة ظفار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية: إن الجامعة تواصل أبحاثها ودراساتها الخاصة باللبان العماني من خلال إجراء دراسات مستفيضة لتحديد المواد الأساسية الفعالة في راتنج اللبان العماني ومقارنتها بالأنواع الأخرى التي تنمو في مناطق أخرى من العالم.

وأضاف: إن النتائج أظهرت تفوق اللبان العماني مقارنة بتلك الأنواع من ناحية كمية المواد الفعالة التي تقوم بدور أساسي في مقاومة الالتهابات خصوصًا المرتبطة بجهاز المناعة وتشمل التهابات المفاصل والسرطانات موضحًا أن مادة اللبان تدخل كذلك في الصناعات الدوائية والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل مؤكدا سعي الجامعة إلى اعتماد اللبان العماني عالميا وتسجيله لدى هيئات الدواء.

وأشار رشان إلى أن مركز الأبحاث بجامعة ظفار استكمل الدراسات الخاصة بتطوير 7 منتجات على هيئة كبسولات تم نشرها في مجلات أكاديمية عالمية في مجال علاج أمراض القولون التقرحي وتضخم البروستات الحميد والتهابات المفاصل والربو بالإضافة إلى مراهم لعلاج الحروق والجروح والتشققات الجلدية والتهاب المفاصل.

وأوضح الأستاذ الدكتور لؤي جميل رشان أنه تم التعاقد مع شركة أمريكية متخصصة للتعاون معها حول هذه المنتجات مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت فاعلية بعض مستخلصات راتنج اللبان وزيت اللبان على 15 نوعا من الخلايا السرطانية كالثدي والقولون والرئة والبروستات والمعدة والكلية والحالب والمثانة والدم مبينا أن هناك دراسات أخرى سيتم إنجازها في الفترة المقبلة.صناعات اللبان

وفي مجال الصناعة القائمة على اللبان قال الدكتور سالم بن سعيد الوهيبي الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة "أولبان": إن تأسيس الشركة في عام 2013م بتمويل مبدئي من صندوق الرفد جاء بهدف إيجاد هوية عمانية ذات بعد عالمي في الجوانب الصحية والتجميلية والعناية الشخصية من خلال الاهتمام باللبان العماني كمنتج ذي جودة عالية.

وأكد الوهيبي في تصريح لوكالة الأنباء العمانية على أهمية الاهتمام باللبان العماني من خلال الاعتماد على الدراسات والمختبرات والبحوث العلمية الخاصة بمجالات استخدام اللبان مشيرًا إلى أن الشركة تنتج منتجات متنوعة من اللبان العماني كمعجون الأسنان وغسول الفم ودهان المفاصل والعضلات موضحًا أن الشركة تمكنت من إنتاج معقم وصابون يد خالٍ من الكحول ومضاد للبكتيريا.

ومن جانبه قال محمد بن سعيد مرعي الشنفري أحد رواد الأعمال وصاحب شركة منتجات اللبان الطبيعية: إن المشروع بدأ منذ العام الماضي باستخدام اللبان العماني ذي الجودة العالية كعنصر أساسي لإنتاج الزيت الطبيعي وماء اللبان المركز مشيرًا إلى قيام الشركة بإضافة منتجات تطويرية كقيمة

مضافة للمشروع شملت صناعة صابون اللبان بأنواع متعددة ومعقم اليدين باستخدام مادة اللبان الطبيعي.

فوائد اقتصادية

ومن جانبه أكد الدكتور أحمد بن سهيل الحضري رئيس فرع الجمعية الزراعية العمانية بمحافظة ظفار في تصريح لوكالة الأنباء العمانية على ضرورة الاهتمام باللبان العماني نظرًا لفوائده الاقتصادية المتنوعة مبينًا أن مراحل استخدام اللبان تطورت من استعماله كبخور وصولًا إلى استخلاص المستحضرات الطبية والعلاجية والتجميلية ودخوله في صناعة العطور.

وأضاف: إن زراعة أشجار اللبان نجحت أخيرا في منطقة النجد في محافظة ظفار نظرًا لتوفر الظروف الملائمة من التربة والمناخ مشيرًا إلى زراعة قرابة 15 ألف شجرة لبان في بعض مزارع النجد بشكل متفرق أغلبها لم يصل إلى مرحلة الإنتاج حاليا مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذه الشجرة وإعادة زراعتها والعناية بها من خلال إقامة مشروعات متخصصة لزراعة وإنتاج اللبان في عدة أماكن مختلفة منها منطقة النجد التي يفضل زراعة أشجار اللبان فيها خلال فترة انخفاض درجات الحرارة من شهر سبتمبر حتى مارس بينما تتجنب زراعته خلال فصل الصيف.