اذكرنا بعد رحيلك يا رمضان

يسرية آل جميل

أيام قلية تفصلنا

عن الليلة الأخيرة من رمضان

سيحزم حقائبه..ويرحل

كعادة كل الذين نُحبهم

حين يقررون الغروب

ليشرقوا في مكانٍ آخر..

ويتركون في القلب غصة

لا يطيب القلب بعدها أبدا..

فيارب..لا تجعل هذا آخر عهدٍ لنا برمضان

يارب أعد علينا هذا الشهر الفضيل

شهر السعادة والاطمئنان

والتقرب إلى الله

أعواماً وأعواما

وارزقنا قيامه وصيامه..وقرآنه

يارب

مع كُل ركعة يركع بها المصلون

مع كل حرف يقرأونه

وتسبيحة يُسبحونك بها

وذكر يذكرونك به

بعدد كُل الأعدادِ وأكثر

فرّج همومنا

واقضِ حوائجنا

واجبر قلوبنا جبراً

يُسعدنا سعادة لا نحزن بعدها أبدا..

وارحم والدي..وأخي

وجميع موتى المسلمين

رحمةً تسع السماوات والأرض

فإنهم كانوا يفرحون بدخول شهرك الفضيل

ويُحسنون وفادته وضيافته

أيَّما إحسان..

أنا على يقين تام

بأنه في كُل منزل في رمضان

وجعٌ..لفقيدٍ..مات

لمريضٍ..يُعاني

لغائب..لم يعد

لمكان ناقص لأحد الذين

يسكنون القلب والعين

جميعهم يحجزون حيزاً

من الفراغ

لا يعُوضِّه غيرهم..

وأنه في هذا العام بالتحديد

ازدادت الأماكن الفارغة

على موائد الإفطار

وتجمعات ما بعد الإفطار

وطال الغياب

وبعدت المسافات

لم يكن الغياب هذه المرة عادياً

أو دون قصد

البُعد هذه المرة مختلف

كان مقصوداً جداً

فالبعد هذه المرة ..أمنٌ وأمان

البعد في هذه المرة ظاهرة صحية

البُعد في هذه المرة

مقبول.. وإن كان مُرا

مُحتملا..وإن كان صعبا

البعد في هذه المرة قرار واعٍ

ومؤشر عالٍ يدل على النُضج السليم

لأمّة تُريد أن تخرج من هذه الأزمة..بسلام..

اذكرنا عند ربك يا رمضان ..

حينَ تقفَ بينَ يدي الله تعالى

أقرئه مِنا السلام

وأشهده بأننا نحمده سبحانه

كما ينبغي لجلالِ وجههِ وعظيمِ سُلطانه

وأننا لم نعبده حق عبادته

وإن عبدناه

وإننا لم نحمده حق حمده

وإن حمدناه..

ولم نشكره حق شكره

وإن شكرناه..

اذكرنا عند ربك يا رمضان

واسأله لنا الرحمة والمغفرة والرضوان

فلتشفعْ لنا أمام جاه المولى عزَّ وجل

ليعفُ عنا إسرافنا في أمرنا ...

ويرفع عنّا هذا الوباء والبلاء

وننعم بعيدٍ سعيدٍ

لا يهل هلاله علينا

وبيننا شقي ولا محروم..

آمين