يييييي
يييييي
المنوعات

« كورونا سبب وليس مسببا » .. الدراما المحلية تغيب من جديد.. ولا مؤشرات لإشراقة قريبة

18 مايو 2020
18 مايو 2020

- عمر الكيومي: الدراما تحتاج لإعطاء الشباب فرصة في التمثيل والإخراج والكتابة والتصوير

  • محمد الفارسي: الدراما المحلية تنفرد بطابعها الخاص.. وغيابها مؤثرٌ
  • منتصر البلوشي: الدراما العمانية لا ينقصها المستحيل بل تحتاج إلى إنصاف الشباب

  • سلطان الشكيلي: من الأفضل وجود معهد أو كلية متخصصة لمجالات الإنتاج الإعلامي

استطلاع: شذى البلوشية

فخرية خميس متقمصة أحد الأدوار[/caption]

وهج خافت للدراما العربية لا يمكن نكرانه في ظل انشغال العالم بجائحة كوفيد ١٩، إلا أن بعض الأعمال تبشر بنجاحها، ونجوم تركوا بصمتهم، ولكن الساحة الفنية هذا العام تخلو من الأعمال الدرامية المحلية، وتفرق النجوم العمانيون في مسلسلات خليجية مختلفة، فها هي الممثلة فخرية خميس تؤدي شخصية حمدة في مسلسل الشهد المر، وشخصية أم محمد زوجة الملا في مسلسل أم هارون، وتؤدي الفنانة بثينة الرئيسية دور نجلاء الابنة الوحيدة للتاجر الكويتي عبدالوهاب في مسلسل محمد علي رود، وفي ذات المسلسل تؤدي الفنانة سميرة الوهيبية دورا بارزا برفقة الفنانة هيفاء عادل، كما يظهر الفنان إبراهيم الزدجالي بعد انقطاع في عمل كوميدي "العليمي"، وآخر درامي "نصيبك يصيبك"، ومشاركة في إحدى قصص الحلقات المتعددة من "كنّا أمس".

ولكن تختفي وجوه هؤلاء النجوم وغيرهم من شاشة تلفزيون سلطنة عمان، ويغيب معهم الإنتاج المحلي، لتدور التساؤلات بين الجمهور، وكان لـ"عمان" وقفة مع أثر غياب الدراما المحلية على الجمهور في استطلاع مع فئات مختلفة من المهتمين بالجانب الفني.

إنعاش الدراما ..

 

عمر الكيومي[/caption]

قال عمر بن خميس الكيومي حول ذلك: "غياب الدراما المحلية لم يكن فقط هذا العام وإنما غاب لأعوام عديدة ربما يصل إلى عقود من السنوات، الدراما لا تقتصر على رمضان أو فصل من فصول السنة ولكن هذه الفكرة أصبحت شائعة بسبب الإعلانات التي تمول الدراما مما تسببت بجعل الأعمال الفنية الحقيقية تتحول إلى أعمال تجارية"، وأضاف: "الدراما في عمان تحتاج إلى إنعاش للأسف، الطاقات الشبابية موجودة ولكن عقول القدامى وكبار السن لا زالت تسيطر على الدراما العمانية. لن تصبح هناك دراما عمانية حقيقية إلا عند إعطاء الشباب فرصة في التمثيل والإخراج والكتابة والتصوير، وتزويدهم وتمويلهم، ولا يوجد هناك دراما محلية لكي تُقيّم في الفترة الراهنة ، وحتى الأعمال التي قُدمت في السنوات الماضية كانت أعمالا متواضعة جدا. أتمنى أن يُعطى للشباب فرصة للإبداع وتمثيل السلطنة خير تمثيل درامياً".

نكهة خاصة للدراما المحلية ..

 

محمد الفارسي[/caption]

وحول تأثير غياب الدراما في جدول المتابعات اليومية خلال شهر رمضان يقول محمد بن راشد الفارسي: "بالتأكيد غياب الدراما المحلية هذا العام له تأثير كبير على المستوى الشخصي، فكما يعلم الجميع الدراما المحلية تنفرد بطابعها الخاص، ولونها المحلي، ومحتواها الفريد فهي تتداخل وتنسجم وتلامس واقع الفرد ولها نكهتها الخاصة مع المجتمع وتتناول مختلف الموضوعات بينها التاريخي والكوميدي والاجتماعي المعاصر وغير ذلك من الطروحات التي تهدف إلى تحقيق المتعة والفائدة للمشاهد".

خيبة أمل..

ورغم أن جائحة كورونا هي شماعة جميع الأخطاء والنواقص، وهو الحائل دون اكتمال أي عمل، أو إنجاز أي واجب، وانقطاع السبل، إلا أن غياب الدراما المحلية لا يمكن أن يشفع له هذا السبب، وهو ما وضح من خلال ما قالته فايزة الهيملية، حيث قالت: "أتوقع ظرف تفشي فيروس كورونا له دور في قلة الأعمال الدرامية بشكل عام سواء في السلطنة أو دول أخرى في ظل الإجراءات المتشددة لإنتاج المسلسلات، وأنا كمتابعة انتظر كل سنة عملا دراميا حقيقيا مميزا للسلطنة، ولكن للأسف عدم وجود كتاب حقيقيين للدراما وشركات إنتاج تسعى للإبداع والتميز هو ما يجعل أعمالنا الدرامية تفتقر لأبسط مكونات العمل الدرامي الناجح، في السنوات الأخيرة، عوض أن نرى دراما حقيقية تجسد في مسلسل تلفزيوني أصبحنا نرى مسرحيات على هيئة مسلسل تمثيل مسرحي، وقصص مسرحية مملة لا تناسب عرضها كمسلسل تلفزيوني.. لدينا كتاب مميزون في الأدب الروائي ولكن ليس لدينا كتاب للتلفزيون ولو وجدوا وتعاون الاثنان في كتابة دراما تلفزيونية لكانت أعمالنا على غير ما رأينا".

وأضافت الهيملية: "أعمالنا المحلية كل سنة قليلة من الأساس فمن الطبيعي أن لا نرى أي عمل هذه السنة بسبب ظروف انتشار جائحة كرونا.. وما عرض في السنوات الأخيرة يفتقر كما أشرت سابقا لأساسيات الدراما التلفزيونية ناهيك عن الإبداع والتميز الذي ينبغي أن تتوفر فيها لجذب المشاهد لمتابعتها"، وتابعت الهيملية حديثها بشيء من الأمل حول مصير الدراما المحلية في المستقبل: "الفرصة ما زالت أمامنا خلال السنوات المقبلة، لا سيما إذا أتيحت الفرصة لشركات الإنتاج الشابة التي بدأت تعرض أعمالها على قنوات التواصل الاجتماعي، وأثبت بعضها قدرته على خوض المجال، نحتاج أصحاب التخصص لخوض مجالهم وابتعاد أصحاب الأفكار العشوائية والمسرحيين أو من ليس لهم علاقة بالدراما، ومن لا يجيد التمثيل ألا يقترب من هذا البحر لأنه قد يقلل من قيمة العمل بتمثيله الممل أو المصطنع أو المبالغ فيه".

اتركوا الفرصة للشباب

منتصر البلوشي[/caption]

ويقول منتصر بن مال الله البلوشي: "الدراما المحلية لم تعد ضمن خطة متابعتي منذ أعوام عديدة، بسبب وجود قنوات خليجية وعربية تقدم أفضل وأجود مما تقدمه الدراما العمانية، رغم أن بعض تلك الأعمال الدرامية التي نتابعها في القنوات الأخرى يوجد بها حضور من الممثلين العمانيين أمثال فخرية خميس وشمعة محمد وإبراهيم الزدجالي وغيرهم، وهنا أود أن أشير بأن الدراما العمانية لا ينقصها المستحيل بل تحتاج إلى إنصاف وواقعية وإتاحة الفرص للشباب دون مجاملة أو تمييز".

وأضاف البلوشي: "نحن بلد حباها الله بالكثير والكثير من المقومات على كل المستويات الطبيعية والصناعية (من صنع البشر)، وكنز كبير من القصص والروايات والأحداث التي تتناقلها الأجيال، كل ما تحتاجه الدراما العمانية وقفة حقيقية من المعنيين، وأن نرى بعين اليوم وليس بأعين الأمس؛ نعم هناك نماذج كثيرة قدمت الكثير وحققت الإنجازات للدراما العمانية إلى وقت ما ولكن حان الوقت أن نترك ونتيح الفرصة للشباب.

اليوم في الخليج ودول الجوار نرى الشباب لم يتجاوزوا الثلاثين من العمر هم من يكتبون النصوص وهم من يخرجون الأعمال التي تبهر الجمهور في جودتها"، وختم البلوشي حديثه بجملة واحدة: "اتركوا الفرصة للشباب".

مؤشرات سلبية..

 

سلطان الشكيلي[/caption]

ويبدو أن سلطان بن عبدالله الشكيلي لم يكن متفائلا هو الآخر نتيجة غياب الدراما المحلية هذا العام، حيث قال: "غياب الدراما العمانية عن العرض في رمضان هذا العام باستثناء المسلسل الكرتوني ( تو واصل .. الجزء الرابع ) يعطي مؤشرا سلبيا على خط المنافسة القوية في الأوساط الفنية على المستويات الخليجية والإقليمية والعربية. فيما تشهد الشاشات الفضائية تطور ملحوظ في انتقاء أعمال الدراما الخليجية بالأخص هذا العام وزخم في تقديم المسلسلات الخليجية والعربية حيث تناقش عدة قضايا مختلفة وجريئة مثل: الإرهاب، والتسلط، والظلم، وغيرها. كما تطرح مجالات متنوعة أبرزها: التراجيدية الدرامية، والاجتماعية الأسرية، والرومانسية، والكوميدية ، والأكشن أو الإثارة لأحداث واقعية وتاريخية، والمسلسلات الكرتونية، وغيرها من المجالات. في حين جمعت الدراما بين النجوم الكبار والوجوه الشابة لكن بإنتاج وعقلية جديدة لا تظهر عليهم تلك الفوارق الكبيرة.

وأضاف الشكيلي: "يمكننا أن نرجع سبب غياب الدراما المحلية لعدة أسباب من ضمنها ظروف وفاة جلالة السلطان قابوس –طيب الله ثراه- ، والوضع الاقتصادي الذي يعاني منه العالم أجمع، وانتشار الوباء العالمي كوفيد ١٩، وتأخر بشكل سنوي في اختيار النصوص واعتمادها حيث يؤثر ذلك على وقت وتصوير وإنتاج العمل الدرامي وسرعة تسليم العمل. كما أنه في الأعوام الماضية لاقت الدراما العمانية انتقادات لاذعة من الجمهور سواء في عمان أو في الخليج تطالبهم بتقديم أعمال ناجحة متطورة تفوق جودة الدراما التي كانت عليه في تسعينيات القرن الماضي والتي نالت صدى واسعا وعرضت بشاشات عمانية وخليجية، وبالرغم من تعدد المنصات والخيارات التي صار يلجأ إليها الجمهور في العالم لمتابعة الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية إلا أن إنتاج الأعمال الدرامية والبرامج المنوعة القوية جعلتهم يعودون لمتابعتها عبر الشاشات الفضائية في ظل الالتزام بالبقاء في المنازل بسبب جائحة كورونا. وهنا أشير إلى تأثرنا حقيقة لعدم تنفيذ عمل درامي عماني حتى لو كان عملا واحدا متقنا ضمن الخطة البرامجية للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في رمضان الحالي لأن هذا من شأنه تطوير الأعمال الدرامية والفنية والمنتجين والمخرجين والممثلين والكتاب والباحثين والمحبين للأعمال المحلية التي تجذبهم غالبا أكثر من أية أعمال أخرى رغم بساطتها في أحيان كثيرة. مما يجعلني أثير العديد من التساؤلات دون الحصول على إجابة عليها، أبرزها : أليس لدينا قضايا مجتمعية يمكننا مناقشتها وطرح الحلول لها؟! ألا يوجد لدينا كتاب ونصوص قوية؟ هل انعدمت الثقة بين تلفزيون سلطنة عمان وشركات الإنتاج؟ وأين هم المخرجون والممثلون العمانيون الكبار والشباب، لماذا لا نظهر إمكانياتهم؟ وأسئلة أخرى كثيرة. حيث أصبح الأمر يدعو للحيرة تارة نشاهد ممثلين عمانيين متألقين في كل الأعمال الخليجية المعروضة في رمضان هذا العام، وتارة أخرى نحتفل بفوز فرق مسرحية عمانية بالجوائز الكبرى والجوائز الفرعية الأخرى ضمن مسابقات مسرحية محلية وخليجية وعربية قوية. عموما نعم نحن نعشق الدراما والأعمال الفنية العمانية ولا يمكننا أن نتخيل تلفزيون سلطنة عمان بدونها سواء في رمضان أو الأشهر الأخرى. والدليل على ذلك ظهر من مطالبتنا ومطالبة الجمهور في برامج التواصل الاجتماعي ببث المسلسلات العمانية القديمة خلال فترة الحجر المنزلي بسبب كورونا قبل دخولنا شهر رمضان المبارك".

دراما متذبذبة ..

وحول تقييم مستوى الدراما المحلية يقول الشكيلي: "تسعى الدراما العمانية في الوقت الحالي إلى إيجاد موطن قدم لها فهي لا تزال متذبذبة وغير متزنة، وحقيقة تتواصل الجهود الحثيثة من أجل نيل ذلك بعدما كانت تحقق سلسلة من النجاحات في الأعمال الدرامية الإذاعية والتلفزيونية مثل مسلسل "سعيد وسعيدة" الذي لا يزال عالقا في أذهان المشاهدين إلى وقتنا الحاضر ، ومسلسل "جمعة في مهب الريح"، ومسلسل "الجيران" وغيرها من الأعمال التي لا تنسى. ولا يخفى على أحد قد يغبطنا الناس على ما تحظى به عمان من نعم عديدة بفضل موقعنا الاستراتيجي وبيئاتنا الطبيعية الخلابة والجبال والبحار والسهول الممتدة النظيفة، والحارات القديمة، والمباني التاريخية وغيرها من المقومات الأخرى التي حباها الله لعمان والتي تمكننا لأن يكون لدينا إمكانيات ضخمة تؤهلنا لصنع مدن إعلامية في مختلف المحافظات، وبذلك صناعة الفن بمختلف مجالاته مثل: صناعة الأفلام السينمائية سواء الأفلام القصيرة أو الطويلة أو الروائية، والمسلسلات الدرامية، والأعمال المسرحية، والبرامج الجماهيرية، والمسلسلات التاريخية ، وغيرها من الأعمال الأخرى".

تعليم الفن ..

وأضاف الشكيلي: "أرى من وجهة نظري المتواضعة لكي نصل لأعمال فنية متطورة تواكب كل حقبة زمنية فمن الأفضل أن يوجد في عمان معهد متخصص أو كلية تطرح فقط تخصصات مجالات الإنتاج الإعلامي وتعمل ذات كفاءة عالية نظرية وعملية ومشاريع تخرج مشاركة تعرض على الشاشات الفضائية، ويتخرج منها نجوم محترفون سواء في كتابة النصوص أو الإخراج التلفزيوني أو الإخراج السينمائي والتمثيل المسرحي والدرامي، وإدارة الإنتاج. كما أرى أنه قد حان الوقت لزيادة عدد القنوات الفضائية المتخصصة في عمان".

وحول تقييم الدراما المحلية، أجاب منتصر البلوشي بالقبول والرضى، وأضاف: "لا أستطيع أن أعمم طبعا بسبب زخم المسلسلات المعروضة والتي لا تتسنى لي الفرصة أن أشاهدها جميعها، وأؤكد أنه لا ينقصنا شيء من الإبداع والجهد والشغف والعطاء"..

الفن صناعة ..

من جانب آخر أكد محمد الفارسي على أن تقييم الأعمال الدرامية وتأثيرها يختلف باختلاف المستوى الثقافي والتعليمي للمشاهد، وقال: "هناك فئات ذات مستوى محدود ثقافياً وتعليمياً، وهناك الأعمال الدرامية التي تحمل مستوى متكامل يحظى بقبول ورضى المتابعين والمشاهدين في تحقيق المتعة والفائدة للمشاهد".

وأضاف: "الفن أصبح اليوم صناعة، وجب تظافر جهود كل من الكتاب والمخرجين والفنانين من أجل إنتاج منتج متكامل (سواء من حيث المضمون أو الشكل أو طريقة الإخراج) يحظى بالقبول، حيث تعتبر المسلسلات المحلية على مرّ العصور مرافق لكثير من الأجيال، كما أنها تعكس الواقع الاجتماعي وتشير لأهم القضايا التي تشغل العمانيين، فتأتي معبرة عنهم".

ويشاركنا الفارسي جدول متابعاته اليومية من البرامج الهادفة عبر تلفزيون سلطنة عمان، يعوض بها غياب الدراما المحلية، يذكر منها: "سؤال أهل الذكر" وهو برنامج إفتاء مباشر يجيب فيه سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة، وفضيلة الشيخ مساعد المفتي العام على أسئلة واستفسارات الجمهور، وبرنامج "الباب" وهو برنامج ثقافي يركز على التراث العماني والمعلومات العامة ويكون بشكل مسابقة عن طريق الاتصالات، إضافة إلى برنامج "حارات" وهو برنامج تراثي يركز على التصميم العمراني والهندسي للحارات القديمة العمانية، و"بوصلة الخرائط" الذي هو من البرامج ذات الأهمية، حيث يسلط الضوء على الخرائط التاريخية للحضارة العمانية.