٣٣٣٣
٣٣٣٣
كورونا

محلات خياطة تخالف رغم التشديد! من المسؤول؟!

18 مايو 2020
18 مايو 2020

ممارسة المهنة انتقلت الى منازل العمال

*رصد 821 منشأه مخالفة أغلبها محال خياطة الملابس

* نساء يضغطن على أصحاب المحلات بضرورة تجهيز ملابس العيد

كتبت - مُزنة بنت خميس الفهدية

يعد ارتداء ملابس العيد أحد الطقوس والعادات الأصيلة في المجتمع العماني، وفي شهر رمضان وقبيل العيد يشكل هذا الوقت موسمًا للخياطين في زيادة الطلب على الملابس الرجالية والنسائية، ولكن كورونا غيّر على الخياطين أفضل مواسمهم، مما دفعهم إلى ممارسة أعمالهم في المنازل، وأدى إلى رصد مخالفات ومداهمة عدد من المنازل تتم مزاولة مهنة الخياطة بداخلها.

وكشفت وزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه عن عدد المخالفات خلال الفترة من 15 مارس 2020 إلى 15 مايو الجاري التي وصلت إلى 821 مخالفة لمنشآت لم تلتزم بقرارت اللجنة العليا والقرارات الوزارية الصادرة في هذا الشأن، وأغلب هذه المنشآت لمحال خياطة مخالفة.

واستطلعت "عمان" رأي عدد من المواطنين حول من المسؤول عن مخالفة محلات الخياطة لقرارات اللجنة العليا؟! وما الأسباب التي تدفعهم للمخالفة؟!

د. خالد الخوالدي[/caption]

قال الدكتور خالد بن علي الخوالدي: " مهنة خياطة الملابس إحدى المهن التي صدرت تعليمات اللجنة العليا الموكل لها متابعة تطورات فيروس كورونا (كوفيد-19)  أن تغلق ومن هنا فأن التعليمات واضحة ولا بد أن تطبق بحذافيرها إلا أنه وللأسف الشديد هناك مخالفات وتحايل من قبل عدد من الخياطين بنقل عملهم إلى المنازل والعمل هناك بدون ضوابط ولا اشتراطات صحية وفي بيئة عمل مخالفة لكل الأنظمة والقوانين المعمول بها في السلطنة، وبالتأكيد أنها مخالفة لقرارات اللجنة العليا، والمسؤولية تقع هنا على أصحاب هذه المحلات والعاملين بها فمن الأساس كان عليهم التوقف عن العمل طالما التعليمات توحي بهذا وعدم تعريض أنفسهم وغيرهم للمساءلة القانونية، فالقوى العاملة الوافدة التي تعمل في مهنة الخياطة من البيت تعمل في بيئة غير صحية"، مشيرا إلى أن هناك انتقالًا لفيروس كورونا بين عدد من المواطنين نتيجة توصيل الطلبات وانتشار العاملين في وسط الأحياء السكنية للتوصيل واستلام الطلبات الجديدة.

‏وأضاف الخوالدي: "نرجع هنا إلى الوعي المجتمعي الغائب في مثل هذه الحالات فلو كان هناك وعي مجتمعي بالخطورة والتبعات التي يمكن أن تحدث نتيجة مخالفة التعليمات والضوابط لما قام العاملون في مهنة خياطة الملابس بهذه المخالفات من الأصل والتزموا لأنهم سيدركون أن المجتمع واعٍ ولن ينقاد لجشعهم، ولكنهم وجدوا عكس ذلك حيث التهافت والركض والمسارعة على التواصل معهم وإلزامهم بالانتهاء من تفصيل ملابسهم في أسرع وقت ممكن ولحاجة هؤلاء العاملين إلى المال استسلموا لهم فكانت المخالفة الصريحة من الطرفين واقعة نتيجة عدم الوعي، وكانت التبعات الصحية هي إصابة غيرهم بهذا المرض الخطير الذي ينتشر في أوساط الناس بطريقة سريعة ومخيفة والضغط على المؤسسات الصحية في الدولة".

‏واختتم الخوالدي حديثه قائلا: إن العيد في صحة وعافية مع ملابس غير جديدة أفضل من العيد في المستشفيات والعيادات الصحية والندم والحسرة على فقد غالٍ أو إصابته بفيروس كورونا (كوفيد-19).

مسؤولية الجميع

من جهته علّق سيف بن عامر الشبلي قائلا: إن ‏المسؤولية ملقاة على الجميع، كل بدوره! فالخياط له جانبه، وكذلك كفيله إن كان يعلم به، وهو مسؤول عن متابعته، كذلك مسؤولية المؤجر للمكان، ومسؤولية رب الأسرة، وربة المنزل ‏فلو علم الخياط بأنه لن يلبى طلبه، وسيبلغ عنه سواء من كفيله أو أي شخص، سيقف عند حده، موضحًا أن هذه المخالفات ساعدت على انتشار المرض كما أكده القائمون على نقل الأخبار أولًا بأول، وبدل أن نتعاون كمجتمع على انحسار المرض، كان هؤلاء ممن ساهم على نشره.

وأشار الشبلي إلى أنه من حسنات هذه المخالفات أنها تكشف للجنة العليا عن كل المخالفات المستجدة لاستحداث قرارات فيها، ومثال على ذلك عندما تم إغلاق محلات الخياطة، عمد أهلها على فتح العمل في المنازل، ‏ويجب أن نتكاتف جميعًا والتعاون في التصدي لهذه الجائحة.

وقالت شيماء بنت خليفة العامرية: "في ظل التشديدات التي أقرتها اللجنة العليا لمكافحة فيروس كورونا المستجد ما زالت هناك قوى عاملة وافدة تقوم بخياطة الملابس وهذا يدل على استهتار القوى العاملة الوافدة وعدم وعيها بخطورة الفيروس، وتقع هذه المسألة على الطرفين الكفيل والعامل، ولذلك لا بد أن تكون هناك ضوابط أكثر صرامة للحد من انتشار الفيروس، وأيضا عدم توصيل الملابس لأصحاب الشأن".

مسؤولية الكفيل

بدر الزدجالي[/caption]

ويقول بدر بن عبدالله الزدجالي: إن ‏المسؤول الأول هو صاحب السجل التجاري يجب عليه منع العمال من ممارسة النشاط بموجب قرار اللجنة العليا ومتابعتهم بين حين وآخر للتأكد من عدم ممارستهم العمل، ‏كما يفترض عليه إجبارهم بالفحص لتجنب إصابتهم بهذا الفيروس.

نساء تتهافت

"الخطأ يقع على النساء اللاتي يتهافتن ويتسارعن إلى استلام ملابس العيد في ظل هذه الظروف، والكفيل أيضًا له جزء من المشكلة" هكذا علّقت أم ريم الفارسية، وأكدت أن السبب الرئيسي وراء هذه المخالفات هو أن العامل يتلقى ضغوطات كبيرة من زبائنه بضرورة تجهيز الملابس خاصة مع اقتراب العيد، وبالتالي يضطر هذه العامل إلى مزاولة مهنة الخياطة من داخل المنازل، بدون مراقبة ومتابعة من كفيله، وممكن أن يكون الكفيل على علم بذلك ولكن اللامبالاة بخطورة الأمر تكون سببًا في استمرار هذه المخالفات.