oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

التأكيد على المسؤولية والالتزام.. وتحية لـ«الجيش الأبيض»

16 مايو 2020
16 مايو 2020

مع تسجيل 404 إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» في السلطنة يوم السبت، فإنه من الواضح أن المنحنى يصعد إلى ذروته، على أمل أن ينخفض بعدها، برغم أنه ليس من السهل التكهن بما ستؤول إليه الأرقام مع الطبيعة الغامضة لهذا المرض، ولا بد أن مضاعفة الفحوصات كان لها دور في كشف المزيد من الحالات التي لم تكن لتظهر في الظروف العادية.

في مقابل ذلك فإن ما يمكن التشديد عليه والتركيز بشكل كبير هو التأكيد المجدد على الالتزام والعمل على مزيد من التقيد بالإجراءات والقرارات التي وضعتها اللجنة العليا لمتابعة هذه الجائحة، وإذا كانت السلطات لم تقصر في هذا الجانب ووضعت كافة ما يمكن أن يساعد في كبح الوباء، تبقى على الجانب الآخر المسؤولية المجتمعية الكبيرة التي يتشارك فيها الجميع من مواطنين ومقيمين.

إن طبيعة الظرف الراهن بلا شك غير عادية وغير مسبوقة على المستوى العالمي وليس على مستوى السلطنة وحدها، وفي مقابلها فإنه مطلوب التحلي بالصبر واتباع الالتزام التام لأنه السبيل الأوحد لتقليل الإصابات ومن ثم العمل على خفض منحنى التطور في المرض بإذن الله.

هناك نقاط إيجابية واضحة مثل ارتفاع حالات الشفاء التي بلغت حتى أمس السبت 1436 حالة شفاء، كذلك فإن نسبة الوفيات لا تعتبر عالية قياسًا بدول أخرى حيث بلغت 21 حالة وفاة، لكن ذلك لا يعني بأي حال التهاون، إنما الالتزام، لنترك للجهات الاختصاصية أن تؤدي دورها وهي تقدم التضحيات في هذه الظروف الصعبة التي يناضل فيها جنود «الجيش الأبيض» وهم يؤدون هذا الدور الوطني.

فالتحية لكل العاملين في الحقول الطبية والصحية وهم يتصدرون المشهد في مقدمة من يجابهون هذا الوباء ما يعرضهم للخطر، لكنها ضريبة الإنسانية ومهنة الطب، ولا ننسى الإشادة بكل الأجهزة العسكرية والأمنية وفي كافة القطاعات وكل جندي مجهول يعمل ليلًا ونهارًا من أجل كبح هذه الجائحة.

نعود من جديد إلى التذكير بما درجت وزارة الصحة على التأكيد عليه مرارًا وتكرارا من قواعد التباعد الاجتماعي والجسدي وغيرها من الاحترازات سواء الفردية أو الجماعية، فهي حائط الصد الأول، ومن ثم تأتي الجهود الأخرى التي تكمل هذا الجانب، من جهات الاختصاص التي تقوم بدورها بكامل الأهلية.

إننا في هذه الظروف أمام مسؤولية جماعية وكبيرة، تتطلب منا بذل كل ما عندنا من طاقة الاحتمال حتى تنقشع هذه الحالة، وهذا في نهاية الأمر سوف يكون بعد حين من الزمن، لكن قبله سوف يكون علينا التقيد التام ونشر التوعية بأكبر درجة ممكنة، والحرص على البقاء في البيوت وعدم الخروج إلا لسبب قاهر، وهناك التزام كبير بهذا الجانب يتطلب التشديد عليه.

أخيرًا نسأل الله مع الاقتراب من نهاية هذا الشهر الفضيل بدخول الثلث الأخير منه، أن يلطف بالجميع، وأن يقيهم شر هذا المرض، وأن نعبر بسلام وكل دول العالم من هذه الظروف العسيرة.