٣٣٣٣
٣٣٣٣
المنوعات

ماذا قال الكُتَّاب بعد إصدار كتبهم الأولى؟ّ!

16 مايو 2020
16 مايو 2020

الإصدار الأول .. إنتاج فكري يقف في محكمة القراء! 

- محمد الذهلي: إصداري بالنسبة لي ليس بالإنجاز العظيم وإنّما مفتاح لإنجاز آخر.

- أمير آل سالم: كلما نظرت إلى رفوف المكتب أبحث عن إصداري بينها لأتكد بأني لست بحلم.

- يوسف الكمالي: عدلت ٣٠% في الطبعة الثانية من ديواني الأول بعد قراءته بعين الناقد.

- علاء الدين الدغيشي: قبل إصداري كنت كثير الارتياب في جودة ما كتبت .. وجمعية الكتاب حسمت الأمر.

- هلالة الحمدانية: نجاح إصداري الأول يدفعني لإصدارات قادمة فالشعر لا يتوقف عند حد معين.

استطلاع - عامر بن عبدالله الأنصاري

"تُنسى كأنك بوحٌ لا نديم له *** تُنسى كديوان شعر غير مطبوعي"، بهذا البيت الذي اختتم بها الشاعر يوسف الكمالي قصيدته "تُنسى"، وقفت متسائلا، ماذا يعني للكتاب أن تكون جموح أفكاره أو قصائده رهينة عقله، أو جهاز الحاسوب أو مفكرة الهاتف المتحرك، تنتظر أن تصل إلى مرحلة من النضج إلى أن تصبح بجدارة بين دفتي كتاب كرواية أو ديوان شعري أو مجموعة نصوص فكرية أو فلسفة حياة أو غيرها من المجالات، لتنظم إلى بحور الكتب وتنافس غيرها من الإصدارات، متأملا ذلك الكاتب أن يكون إصداره بين يدي القراء وفي محكمتهم الفكرية والنقدية، ليحكم عليها بالاقتناء أو أن تكون رهينة الرفوف معزولة عن القراءة، فهل الإصدار الأول للكتاب فارقة بالنسبة له؟ وهل ستكون دافعًا له لإصدار آخر، أم أن تلك التجربة لم تلق القبول فتصيب الكاتب باليأس؟

ذلك التساؤل كان ملائما أن يطرح على كتاب حول إصداراتهم الأولى، فوجهنا سؤالا واحدا مفاده "ماذا يعني لك الإصدار الأول" لعدد من الكتاب، منهم الكاتب، لنعرف انطباعهم عن إصداراتهم الأولى.

 

تحفتي

غلاف كتاب (تحفتي)[/caption]

 

محمد الذهلي[/caption]

أصدر الكاتب محمد الذهلي كتابه الأول، "تحفتي" عن دار شغف وقد وقعه في معرض مسقط للكتاب بنسخته الأخيرة، وهو كتاب تناول فيه الذهلي ما يجول في ذهنه من فلسفة حياة وتجارب خاضها، ويقول الذهلي عن إصداره الأول: "عندما يجتهد المرء في صياغة قصة مُعيّنة ويسهر الليالي ليخُط مخطوطةً فنّية، أو يقضي الساعات الطوال لإنجاز صُنعةٍ مُختلفة؛ فإن شعور السعادة والرضا والبهجة سيكونان أوّل ما يشعُر به، ثم إنها لمسؤولية عظيمة أن تكتُبَ كتابًا يحمل في طيّاته كمًّا هائلًا من القيم والصفات التي لن يُغفر لك ما لم تكن أوّل المتمسّكين والمتّصفين بها، انتابني شعور التلميذ الذي حان وقتُ عرضه لدرس اليوم أمام أقرانه من التلاميذ، ولكن هذه المرة بحضور جميع المعلمين والمعلمات الذين وضعوا بصماتهم ونحتوها نحتًا في كياني ووجداني، فلم أرد أن أخذل أيًا منهم، والحمد لله أنني اجتزتُ الاختبار بالشكل الذي يُرضيني ووالديّ".

وتابع الذهلي: "رحمَ الله من أهداني عيوبي، ولا يُهديكَ عُيوبك إلا المُحبّ، ولا يجرؤ على انتقادك بالشكل البنّاء إلا من تهمّه مصلحتُك، وقد لقيت إقبالًا وانتشارًا واسِعَين على نطاق العائلة والأصدقاء والمتابعين المُخلصين، بيد أنني لم أنتظر وهلة واحدة حتى قمت بتصحيح جميع ما بدر منهم من لمساتٍ إضافية وملاحظاتٍ قيّمة قُدّمت لي على طبقٍ من الذوق الرفيع، دائمًا أُعرّف الإنجاز على أنّه بابٌ لإنجاز آخر، ولن أقيس ذلك على إصداري هذا فهو بالنسبة لي ليس بالإنجاز العظيم وإنّما بالمفتاح لتلك الأبواب، لذا من المُحتّم عليّ من أصدَر كتابًا مُتواضعًا في مجال مُستساغٍ وسلِس، أن يرفع لُغة الحوار والدسامة العلميّة في إصدارٍ آخر، وسأكون أكثر خصخصةً في إصداري القادم بإذن الله".

واختتم الذهلي: "بحمدٍ من الله وتوفيقه تمت طباعة أكثر من ٤ أعداد لكتاب (تُحفتي)، وهذا إن دلّ فهو يدُل على قبول جيد جدًا، والقادم أجمل وأمكن بإذن الله".

قطون

غلاف رواية (قطون)[/caption]

أمير آل سالم[/caption]

أمير آل سالم، وقع روايته الأولى في معرض مسقط الدولي للكتاب بنسخته الأخيرة، وقد صدرت الرواية عن دار بيت الغشام، وقال أمير عن روايته الأولى: "جميل أن تتحقق الأمنيات، يشغل إصداري الأول (قطون) الآن مساحةً بين أصدقائه من المنشورات الأخرى في مكتبتي، كمية فخر عارمة تسكن قلبي! كلما نظرت إلى رفوف المكتب، أبحث عن منشور باللون البني الداكن لأتكد بأني لست بحالم، تلك السعادة العارمة والفخر ليست إلا نتاج التجربة الكاملة، لا يمكن لأحد أن يفهم صراع الفكر الذي يعيشه الكاتب وهو يحاول رصف كلماته للقراء، سيول الخوف التي تهطل عليه وخيول الشك تساوره مستائلا هل سيفهم القارئ كلماتي، هل ستعجب القارئ نصوصي، الكاتب يكتب لنفسه أولًا ولكن يسعى للوصول إلى قلب القارئ وعقله، أنا مغمور جدا بالامتنان لكل من استحوذ على نسخته الخاصة وشاركني رأيه، تلقيت ردود أفعال إيجابية بحق! لم يطل النص رد فعل لاذع إلى الآن، وأنا في غاية الحيرة فيما يخص هذا الأمر، هل النص في الحقيقة بذلك الجمال! لا تلوموني على هذا النوع من التفكير فمن يعلم أن الاختلاف حقيقي سيفهم ردة فعلي الغريبة هذه".

واسترسل أمير قائلا: "أعيش الآن تحديا جديدا أصارع فيه فكري لكتابة نص جديد آخذًا بعين الاعتبار آراء القراء وتوقعاتهم فيما يخص المحتوى والأسلوب، التغيير والتجديد مطلوبان وسيكون التحدي الحقيقي هو الانتصار على الانتصار الحالي، بينما يعتقد البعض أن (العزلة هي خزانة الأفكار) فأنا أرى العزلة كالزنزانة لأفكاري، إلهامي الحقيقي للكتابة هو الحياة النابضة التي سلبتها جائحة كورونا مني".

الصادق المفضوح

غلاف ديوان (الصادق المفضوح)[/caption]

 

يوسف الكمالي[/caption]

وحينما استشهدت بداية بقول الشاعر يوسف الكمالي، كان لا بد أن نطرق بابه للإفصاح عما يكنه من مشاعر تجاه إصداره الأول، ديوانه الشعري الذي حمل عنوان "الصادق المفضوح" عن دار الرواق، وعليه قال الكمالي: "أعتقد أن الدافع الأكبر وراء طباعة (الصادق المفضوح) كان دافعًا نفسيا، فلم أفكر كثيرا بما سيضيفه هذا الديوان لرفوف المكتبة العربية التي تغص بدواوين الشعر، كما لم أكن أتطلع إلى انتشار قصائدي وحضور اسمي في ذاكرة المتلقي، فقد كان حضوري المرئي أكثر جدوى من هذه الناحية، الذي دفعني لطباعة الديوان هو رغبتي الملحة في الاستلقاء بعيدا عن ضجيج الأوراق والأقلام، وإسدال الستار عن مرحلة ما من مراحل الكتابة، فقد أحسست أن قلمي قد أصابه الإرهاق ولم يعد يطرب للرقص على أضواء المناسبات الاجتماعية و(الوطنية) وإيقاع التجارب العاطفية التي أدمن عليها في فترة المراهقة".

وأضاف يوسف: "نال ديوان الصادق المفضوح في يوم التدشين (في معرض مسقط للكتاب ٢٠١٩) إقبالا مُربكا، لم أكن أمتلك من اللياقة النفسية والاجتماعية ما يكفي للتعامل معه. كنت أتنقل بعينيّ ومباسمي في اللحظة الواحدة بين ٤ أشخاص على الأقل ممن ينتظرون التوقيع، لمدة ٣ ساعات متواصلة، أتذكر جيدا (أمواج العرَق) التي غرقت بها من فرط قلقي وارتباكي وأنا على كرسيّ التوقيع، كما أذكر عدد الأشخاص الذين ذهبوا غاضبين بعد أن سئموا طول الانتظار، نفدت الطبعة الأولى في اليوم قبل الأخير للمعرض، واضطررت لاستلام نُسخي المتفق عليها من الديوان في طبعته الثانية".

وتابع: "تلقى القراء ديوان الصادق المفضوح بانطباعات مختلفة، بعضها كان يتحفظ على سعره المرتفع مقارنة ببقية الدواوين الشعرية وبعضها الآخر انتقد وجود صورتي الشخصية على غلاف الديوان حتى أن منهم من قال (إنه لولا وجود هذه الصورة ما كان الديوان ليحقق نسبة المبيعات التي حققها)، ونسبة قليلة من القراء هاجموا الديوان باعتباره تجربة أدبية رديئة تتسلق على عاطفة المعجبين بالشاعر ولا تستحق هذا القدر من الإقبال مقارنة بدواوين أخرى لم تحصل على الإقبال ذاته وهي أكثر جودة في رأيهم، إضافة إلى عدد من الملاحظات الفنية على التصميم الداخلي للديوان، بعد نفاد الطبعة الأولى من الديوان، قمت بالتعاون مع دار النشر (الوراق) بتعديل ما لا يقل عن ٣٠% من محتوى هذه الطبعة قبل إصدار الطبعة الثانية، وأعتقد أن هذه النسبة الكبيرة في التعديل جاءت بسبب قراءتي الشخصية للديوان بعين الناقد هذه المرة، إضافة إلى انطباعات الناس من مختلف فئاتهم، الطبعة الثانية كانت خطوة إلى الوراء هدفها التقدم خطوتين إلى الأمام، ولا أفكر حاليا في إصدار ديوان آخر، لكنني أفكر في كتابة قصيدة أخرى، كما أفكر أن أنزل إلى ظُلمات نفسي بمصباح العلم (علم النفس) بعد أن لبثت أضيئها بنار القصيدة".

تحليق

غلاف كتاب (تحليق)[/caption]

 

علاء الدين الدغيشي[/caption]

أما الكاتب علاء الدين الدغيشي، فقد وقع كتابه الأول "تحليق" في معرض مسقط الدولي للكتاب بنسخته الأخيرة كذلك، وقد صدر كتابه ضمن مجموعة الكتب التي طبعتها الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، بالتعاون مع دار "الآن ناشرون وموزعون"، جمع الدغيشي بين دفتي كتابه نصوصًا أدبية فكرية وفلسفية بلغة رشيقة يفيض منها ثقافة واسعة.

ويقول الدغيشي عن إصداره الأول: "في معرض الحديث عن الإصدار الأول، أود أن أذكر شيئا سبق ذلك، وهو أنني كنت قد جمعت مختارات مما كتبته في السنين الخمس المنصرمة قبل صدور الكتاب، ولأن تجربة إصدار كتاب تجربة لا تشبه ما قبلها من المشاركة في المسابقات الأدبية وغيرها، فقد كنت كثير التردد والارتياب في جودة ما كتبت، فقمت بعرضه على ثلة من الأصدقاء من نقاد ومتذوقين للأدب، فكان إجماعهم أن الرأي الذي يصدر عن شخص قريب قد يعتريه الخلل، وليس مرجع ذلك إلى قلة معرفتهم أو قصر باعهم، وإنما لما قد يعتري الحكم من لين ومداراة لجميل الصحبة ووفاء الصداقة، فرأيت أن أتقدم بالكتاب إلى الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، والتي دأبت على اختيار لجنة تقييم لا يعرفها المؤلف ولا هم يعرفون المؤلف، وذلك أحرى للمصداقية والأمانة، هاهنا كانت فرحتي الحقيقية حين علمت باستحسان اللجنة وتوصيتها بالكتاب وإقرارها نشرَهُ دون تعديل، فكانت فرحة انهدام جدار الريبة والشك، أبلغ من فرحة إصدار الكتاب ذاته، وأتبنى رأي صديقي سالم الذي يقول (الإصدار الثاني هو أن يتحدى المؤلف نفسه، فيأتي بما يفوق إصداره الأول جودة) ولذلك فإنني أسعى لأن يكون كتابي الثاني أكثر جدة وأحسن عبارة وإن كان في باب من أبواب الأدب لم أخض فيه قبلُ، أما عن إصدار نسخة أخرى من الكتاب الأول، فهذا ما لا أستطيع الجزم به، لأنه عائد إلى إقبال القراء عليه وعلى كمية النسخ -وهذا يتعلق بالناشر حيث ينتهي هنا دور المؤلف".

تعال نطير

غلاف ديوان (تعال نطير)[/caption]

 

هلالة الحمدانية[/caption]

كما أصدرت الشاعرة هلالة الحمدانية ديوانها الشعري الأول "تعال نطير" عن دار "الفراشة للنشر والتوزيع" بدولة الكويت، وينضح الديوان بلغة رشيقة تنسال عذوبة حول الوجدان والعاطفة والوطنية، وتقول الشاعرة هلالة: "شعور يفيض بالشعور بوفاء الدين للمتلقي المنتظر لكل أطروحة شعرية أقدمها لكل من يبحث أبياتي وجديدها النابض بفيض حب، ولطالما أحاطني القراءة والأصدقاء بمتابعتهم الحثيثة لكل جديد مبدين إعجابهم بما أقدم من أبيات تلامس أحاسيسهم وهذا ما يسعدني ويدفعني للبوح والعطاء ليجد المتذوق للشعر ظالته بين طيات قصائدي".

وتابعت: "النجاح الكبير لإصداري الأول تعال نطير يدفعني لإصدارات قادمة، فالشعر لا يتوقف عند حد معين، وأود أن يكون لكل إصدار روح ورونق لا تشبه غيرها".